عادي

«مؤامرة الصمت» و«السر المظلم».. تقرير يكشف أسباب الإبقاء على بايدن

18:53 مساء
قراءة 5 دقائق
بايدن

إعداد : محمد كمال

في ظل حالة عدم اليقين داخل المعسكر الديمقراطي من المستقبل الذي يواجهونه حالياً، فقد تحدثت معلومات صادمة عن الأسباب الحقيقية التي تدفع مجموعة بعينها للاستماتة من أجل إبقاء الرئيس جو بايدن كمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم الخسارة المتوقعة، فيما وصفتها صحفية أمريكية شهيرة ب«مؤامرة الصمت» لحماية جو بايدن، معتبرة أن التدهور العقلي للرئيس بمثابة سر عائلي مظلم، في ظل انتشار نكات لاذعة عنه.

ووفق تقرير نشرته مجلة نيويورك الليبرالية، الجمعة، فإنه رغم شعور كبار الديمقراطيين بالقلق الشديد بشأن صحة جو بايدن المتدهورة، فثمة تخوفات من أن هناك «شخصيات غامضة» تريد له البقاء في السلطة، وأنهم يديرون البيت الأبيض من خلف الكواليس.

الافتراض المثير والذي عده مراقبون ضمن «نظريات المؤامرة»، يستند إلى أن النخب الديمقراطية في حيرة من أمرها بشأن كيفية وسبب السماح للرجل البالغ من العمر 81 عاماً الذي يتراجع بسرعة، بمواصلة محاولته إعادة انتخابه.

وقالت كاتبة التقرير أوليفيا نوزي والتي غطت على مدار سنوات طويلة فعاليات البيت الأبيض والتقت بايدن عشرات المرات، إنها «سمعت أسئلة طرحها ديمقراطيون رفيعو المستوى حول ما إذا كان بايدن دمية يتم سحب خيوطها من قبل مجموعة أخرى من الديمقراطيين السريين».

وسلطت الضوء على المفارقة المتمثلة في أن هذه هي نفس النظرية التي طرحها الكثيرون، بعد زعم دونالد ترامب نفسه سابقاً أن الرئيس الأسبق باراك أوباما هو القوة الحقيقية في البيت الأبيض خلال عهد بايدن.

وفي حدث أقيم في نيو هامبشاير في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب: «لم يكن الأمر أسوأ مما هو عليه الآن في ظل حكم جو بايدن المحتال، وبصراحة، رئيسه باراك حسين أوباما». أعتقد أنه رئيسه، رغم عدم وجود دليل واضح يشير إلى أن أوباما يقضي فعلياً فترة ولاية ثالثة سرية كرئيس.

وهذه الفرضيات التي تتم مناقشتها الآن بشكل علني في الدوائر الليبرالية وتضخيمها من قبل مجلة ذات توجهات يسارية، تسلط الضوء على مدى الذعر الذي يعيشه الديمقراطيون بشأن مدى قدرة بايدن على الحكم. وهو ما يعني كذلك مواجهة بايدن إلى المزيد من الضغوط من أجل الاستقالة.

  • دلائل واضحة

ويستند التقرير إلى اعتماد بايدن المستمر على أجهزة التلقين لإخباره بما سيقوله، كما كشف كذلك عن تنظيم تجمعات مصغرة جداً مثل اجتماع لجمع التبرعات ضم 50 متبرعاً ثرياً، عقد في منزل حاكم ولاية نيوجيرسي فيل مورفي يوم السبت الماضي.

الغريب أنه خلال التجمع، ووفق الإعلامية نوزي فإن صوت الرئيس وجمله غالباً ما تتحول إلى قرقرة غير متماسكة، وعلى الرغم من وجود مكبرات صوت كبيرة تحيط بالمكان، فإنه كان من الصعب سماع الرئيس، فيما انخرطت المجموعة الصحفية لتبادل ملاحظاتهم الخاصة في محاولة لفك تشفير ما قاله الرئيس بالضبط.

وتضيف نوزي أن «أحد الديمقراطيين المتعصبين عبر عن صدمته عندما أدرك أن بايدن أضعف من اجتياز حفل استقبال كامل في البيت الأبيض». كما أصيب بعض أصدقاء جو بايدن وكبار مؤيديه بالصدمة من سلوكه وسيطرته على دائرته الداخلية.

وينقل التقرير عن مصادر قريبة من بايدن، أنه كثيراً ما ينسى أسماء الأصدقاء القدامى، ويتم التلاعب به بسهولة من قبل المقربين مثل زوجته وكبار مساعديه. وفي إحدى المناسبات الأخيرة، تم استدعاء بايدن ليلقي التحية على أحد كبار المتبرعين الديمقراطيين وصديق قديم. ويقال إنه نسي اسم ذلك الشخص، مما اضطر السيدة الأولى جيل بايدن إلى الهمس بالتحية في أذن الرئيس ثم كررها هو.

  • طبقات حماية إضافية

وتشير الإعلامية إلى أن بايدن محمي بطبقات متزايدة من البيروقراطية التي جعلت من الصعب على الناس الوصول إليه، وهو ما لا يحدث غالباً إلا في الأمور الرسمية المهمة. ويتكهن الكثيرون بأن الروتين يتم استخدامه كوسيلة لمحاولة منع الناس من معرفة الحقيقة بشأن صحة بايدن ورفاهيته.

وبعد لقاء قريب مع الرئيس، وجدت نوزي أن بايدن يعاني اتساعاً في حدقة العين بشكل غير طبيعي ونظرة غريبة لم تلحظها في آخر مرة رأته قبل أشهر، وكتبت: «تحت الضوء الاصطناعي وأشعة الشمس، حصل على وهج غير طبيعي». وأضافت:«بدا منتفخاً.. كانت عيناه نصف مغلقة أو مفتوحة على نطاق واسع. ولم يرمش على فترات منتظمة».

وقالت نوزي إن الجراحة التجميلية التي يشاع عنها على نطاق واسع وتشمل شد الوجه والجفون، هي جزء من مظهره غير الطبيعي. لكنها تعتقد أن سلوكه كان نتيجة لمشاكل صحية مخفية وليس تشوهات سببها مشرط الجراح.

  • ذعر السيدة الأولى

وتشير الإعلامية الأمريكية أوليفيا نوزي إلى أنه في إبريل/نيسان من هذا العام، انضمت إلى طابور من الناس لالتقاط صورة مع بايدن والسيدة الأولى، وتقول إنها وبايدن حافظا على علاقة وثيقة إلى حد ما على مر السنين، لكن عندما رأتها جل، وأدركت من هي، شعرت بالذعر، خشية أن «ألاحظ كصحفية مدى التدهور الذي أصبح عليه».

وبينما بدأت المخاوف تثار على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أظهرت مقاطع فيديو رسمية الرئيس وهو يحدق في الفضاء من دون أن يرمش، رفض البيت الأبيض التعليق، وألقى المكتب الصحفي باللوم على أعدائه السياسيين من اليمين الذين روجوا لما وصفوه ب «المزيفين الرخيصين»

  • نكتة الموت

وفي أعقاب ذلك الحدث في إبريل، قالت نوزي إن بعض المراسلين انغمسوا في نكتة سيئة الذوق حول «مدى موت» الرئيس، حيث خمّن أحد الصحفيين أن النسبة «40%». كما تستطرد الصحفية أنه: «من غير الواضح عدد المشاركين من الكتاب في المنافذ الليبرالية في إخفاء الحقيقة حول صحة بايدن».

  • واقعة منزل نيوجيرسي

تكشف الإعلامية الشهيرة تفاصيل تلك الفعالية التي جمعت بايدن بمجموعة صغيرة من المانحين الأقوياء في منزل بأحد ضواحي نيوجيرسي، وتشير إلى أنه على بعد بضعة أقدام أمامه، تم وضع «جهاز الملقن»، المبرمج بملاحظات مكتوبة مسبقاً. وكان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض يتابع الأمر. وكذلك فعل العديد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، في ظل أجواء مقلقة.

وتضيف: كل هذه الاستعدادات المتوترة، رغم أن الفعالية لم تكن حدثاً كبيراً، أو أن الرئيس على وشك قول تصريح خطير لحشود، ولن يتم نقلها مباشرة إلى العالم.. إنه مجرد حدث مع عدة مانحين في خيمة في الفناء الخلفي لمنزل خاص في إحدى ضواحي نيوجيرسي، حيث كان الرئيس وجهاً لوجه مع مجموعة صغيرة من الديمقراطيين الأقوياء والمتبرعين الأثرياء لحملته الانتخابية، في محاولة لطمأنتهم بأنه لن يسقط أو ينسحب من الانتخابات. ورغم كل هذه الاستعدادات تحولت كلماته إلى «قرقرة» غير متماسكة وغير مفهومة.

  • القلق الفعلي

ولم تكن الجهود المهووسة للسيطرة على تصريحات وسلوكيات بايدن ظاهرة جديدة، ولكن في الحملة الأخيرة، أصبح الهدف ليس تجنب ما يسمى بالزلات، فالأمر قد أصبح لا مفر منه، أو حتى منع بايدن من قول كلمات صريحة بشكل مفرط، بل أصبح القلق يتمثل في أنه سوف ينقل من خلال مظهره أنه ليس موجوداً حقاً.

وتشير الإعلامية الأمريكية في تقريرها إلى أن فريق بايدن والدائرة العاملة حوله أصبحوا مصابين بالذعر، بل إن بعضهم يخشى أن يكون جزءاً من هذا كله، فهم يعرفون أن «الأمور سيئة» والاعتراف بخلاف ذلك يعني تعريض مستقبل البلاد للخطر، وغالباً ما كانت إفصاحاتهم تتبع أسئلة بريئة: هل رأيت الرئيس مؤخراً؟ كيف يبدو؟ وفي كثير من الأحيان، كانوا يجيبون فقط بالصمت، أو بعبارة بسيطة: ليس جيداً! أو بسؤال اتهامي خاص بهم: «هل رأيته؟!»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36uz89r2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"