فرصة أمل

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

جهود الإمارات في مكافحة ترويج وتهريب وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية كبيرة ولا حدود لها في ظل إصرار الدولة على التصدي لهذه الآفة المجتمعية سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، باعتبارها قضية عالمية عابرة للحدود، وتتطلب جهوداً من الجميع بلا استثناء لحماية أبنائنا من مخاطرها التي لا تعد ولا تحصى.

الأجهزة المختصة بقيادة وزارة الداخلية نجحت في ضبط 11 ألفاً و988 متهماً بقضايا مخدرات وذلك من خلال تلقي 8 آلاف و300 بلاغ، وضبط 29 ألفاً و759 كيلوغراماً من مختلف أنواع المخدرات خلال عام واحد وهو العام الماضي 2023، وهي أرقام مرعبة تؤكد مدى حجم المشكلة، وفي الوقت ذاته تؤكد حجم قدرات الأجهزة الأمنية في التعامل مع هذه القضية المهمة والتصدي لها بجميع الطرق والأساليب.

غير معروف بالضبط عالمياً نسبة المخدرات المضبوطة من إجمالي المخدرات التي لا يتم ضبطها، وبالتالي هناك كميات من المخدرات تصل في نهاية الأمر إلى الفئات المستهدفة، ما يدعو إلى تكثيف الجهود سواء على صعيد المؤسسات أو الجهات المعنية أو أفراد المجتمع الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة كل في موقعه، وذلك بالإبلاغ عن الحالات المختلفة من خلال القنوات المتوفرة، والتعاون الإيجابي مع مختلف الجهات لحماية الشباب حرصاً على المشاركة الإيجابية في جهود المكافحة والتصدي لهذه القضية والمشكلة الخطرة التي تنخر في المجتمعات العالمية.

أساليب التهريب والترويج تتغير بين فترة وأخرى، وفي ظل اهتمام جيل الشباب بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، يركز المروجون على المواقع الإلكترونية، وهذا يفسر نجاح وزارة الداخلية وأجهزتها في حجب 2397 موقعاً إلكترونياً لترويج المخدرات خلال العام الماضي، الأمر الذي يتطلب من أولياء الأمور تشديد الرقابة على أبنائهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لحمايتهم من هذه المواقع الخطرة وغيرها من المواقع التي تستهدف فئة الشباب للإيقاع بهم.

مبادرات عديدة أطلقتها مختلف الجهات لتعزيز جهود توعية الفئات المستهدفة للتعريف بمخاطر المخدرات ومكافحتها، ومنها الحافلة الرقمية الذكية المتنقلة التي أطلقتها شرطة أبوظبي أمس، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام، وتركز الحافلة على توعية الطلاب ومتسوقي المراكز التجارية، والمشاركين في المجالس المجتمعية، والأهم التعريف بأهداف «فرصة أمل»، التي تتيح طلب العلاج لمتعاطي المواد المخدرة بطريقة تضمن السرية التامة.

إن التوسع في إنشاء المراكز والوحدات المتخصصة لعلاج وتأهيل متعاطي المخدرات، مع مراعاة وجود مثل هذه المراكز في مختلف مناطق الدولة، يسهم بشكل كبير في نجاح مبادرة «فرصة أمل» وغيرها من المبادرات المماثلة، التي تعتبر طوق نجاة للأفراد الذين تورطوا في هذه الآفة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdd3ysr9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"