عادي

بايدن يهاجم وترامب يتبرأ.. هل يمهد مشروع 2025 لـ«الثورة الأمريكية»؟

21:50 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد محمد كمال

في ظل محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن تعويض خسائره الكارثية عقب المناظرة الرئاسية الأولى، سعى لمحاولة ربط ما يسمى «مشروع 2025» بمنافسه دونالد ترامب، الذي لم يلتزم الصمت بدوره نافياً أي صلة له بها المشروع. والذي وصفه القائمون عليه ب«الثورة الأمريكية الثانية»، وأنها «ستظل بلا دماء إذا سمح لها اليسار بذلك».

والمشروع المكون من 900 صفحة، والذي تم الكشف عنه للمرة الأولى في إبريل/ نيسان 2023، عبارة عن مجموعة من المقترحات السياسية المحافظة لإدارة جمهورية مستقبلية أثارت غضب الديمقراطيين. وقد أطلقته مؤسسة هيريتيج التراثية الأمريكية ومجموعات محافظة مشابهة، وبينما قال ترامب إنه لا يعرف شيئاً عن المشروع أو الأشخاص المشاركين في إنشائه، فقد زعمت تقارير أن حلفاء له يقفون خلفه.

وتشكل الوثيقة المتعلقة بالمشروع أحد أكثر الأسئلة جدلاً في سباق الانتخابات الرئاسية الحالي، رغم عدم وصول ذلك إلى مستوى الجدل المتعلق بالحالة الصحية للرئيس بايدن.

ما هو مشروع 2025؟

تم الإعلان عن مشروع 2025 بقيادة مؤسسة هيريتيج، وهي مؤسسة بحثية شكلت موظفي وسياسات الإدارات الجمهورية منذ رئاسة رونالد ريغان، وكان هذا الإعلان قبل أن يدخل ترامب رسميًا سباق انتخابات 2024.

وكان المشروع بمثابة مجموعة من الخيارات لإدارة ترامب أو أي رئاسة جمهورية أخرى. ورغم قيام مؤسسة هيريتيج، بأبحاث مماثلة كل بضع سنوات منذ عام 1981، لكن لم تكن أي دراسة سابقة شاملة في توصياتها أو نوقشت على نطاق واسع، مثل هذا المشروع.

وقال كيفن روبرتس، رئيس مؤسسة هيريتيج، التي بدأت في تجميع الوثيقة النهائية في عام 2022، إنه يعتقد أن الحكومة الأمريكية ستحتضن حقبة أكثر محافظة، وهي الحقبة التي يأمل أن يبشر بها الجمهوريون. وأضاف في أوائل يوليو/تموز: «نحن في عملية الثورة الأمريكية الثانية»، مضيفًا بشكل واضح أن الثورة «ستظل بلا دماء إذا سمح لها اليسار بذلك»، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

وقال ممثل لمشروع 2025 إنه لا يتحدث باسم أي مرشح، مضيفًا أن «الأمر متروك في النهاية للرئيس القادم، الذي نعتقد أنه سيكون ترامب، ليقرر التوصيات التي سيتم تنفيذها».

ماذا يقترح مشروع 2025؟

يتضمن قسم كبير من المشروع إصلاحات جذرية للسلطة التنفيذية، ومن بين العديد من التوصيات، يضع خططاً لتجريم «المواد الإباحية»، وحلّ وزارتي التجارة والتعليم، ورفض فكرة الإجهاض باعتبارها رعاية صحية. كما يدعم المشروع نشر الجيش «للمساعدة في عمليات الاعتقال» على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. كما يدعو ضمن مقترحاته إلى «إقالة الآلاف من موظفي الخدمة المدنية، وتوسيع سلطة الرئيس، وتفكيك المزيد من الوكالات الفيدرالية»

وبعيداً عن مقترحات السياسة، فإن اسم وإدارة ترامب ورد ذكرهما مئات المرات في المشروع، وتكشف التقارير أن مستشارين لترامب خلال فترة ولايته الأولى ويتوقع ظهورهم في الإدارة في حال فوزه، هم من شكلوا أجزاء من المشروع.

وقاد راسل فوغت، مدير الميزانية السابق لترامب قسمًا من مشروع 2025، إضافة إلى جون ماكنتي، رئيس موظفي البيت الأبيض السابق الذي شهد محاولة ترامب المنهجية لإقصاء المسؤولين الذين اعتبروا غير موالين في عام 2020.

وترامب لم يحاول إبعاد نفسه عن المشروع فقط، بل هاجمه كذلك وقال إنه لا يتفق مع أجزاء منه: «بعض الأشياء التي يقولونها سخيفة ومزرية تمامًا». ولم يحدد العناصر التي كان يتحدث عنها.

خطط ترامب ومشروع 2025

من الواضح أن هناك مؤشرات على اختلاف ما يخطط له ترامب مع المشروع، وفي المقابل يوجد عدة نقاط تماس. وفي حين يتبنّى مشروع 2025 نهجًا«عدوانيًا» لتقليص حقوق الإجهاض، ويذكر أن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الفيدرالية «يجب أن تسمى وزارة الحياة»، فإن موقف ترامب تغير بشأن الإجهاض، وقال في المناظرة الأولى إن حقوق الإجهاض يجب أن تُقرر على أساس كل ولاية على حدة.

أما أحد أوجه التشابه، وفق نيويورك تايمز، فهو «تآكل» استقلال وزارة العدل، حيث انتقد ترامب مراراً وتكراراً شرعية التحقيق الذي أجرته الوزارة في محاولات قلب انتخابات 2020. ويزعم مشروع 2025 أن الوزارة تعاني التضخم البيروقراطي ويجب كبح جماحها، حيث تعج بالموظفين الملتزمين «بأجندة ليبرالية راديكالية».

وفيما يتعلق بالهجرة، لم يُخفِ ترامب خططه لإجراء أكبر حملة ترحيل جماعي في التاريخ. كما اقترح مشروع 2025 إزالة أي «مخالفين للهجرة».

وفيما يتعلق بالسياسة الدولية، يؤكد ترامب ومشروع 2025 على وجهة نظر حمائية، والتي غالبًا ما يطلق عليها حملة ترامب سياسات «أمريكا أولاً». تشير أقسام في مشروع 2025 إلى فرض تعريفات جمركية أعلى على المنافسين، وزيادة المنافسة مع الصين.

وفي حالة نادرة لمقترحات سياسة غير واضحة، شق مشروع 2025 طريقه إلى الجمهور، مما أثار إدانات واسعة، ومنذ فبراير الماضي نشر حساب حملة بايدن على وسائل التواصل الاجتماعي مئات المنشورات حول مشروع 2025، وربطه بترامب. وقد تلقى الجهد مشاركة أكبر من معظم منشورات الحساب، وفقًا لمسؤول حملة بايدن.

واستخدم الديمقراطيون المنتخبون، وخاصة «اليسار»، المشروع لتسليط الضوء على مخاطر ولاية ترامب الثانية. وقد لجأ أعضاء الكونجرس الليبراليون مثل أيانا إس. بريسلي من ماساتشوستس إلى البرامج الإخبارية وجلسات الاستماع في الكونجرس لتسليط الضوء على ما يقولون إنه منصة ترامب غير المعلنة، في الوقت الذي وُصف المشروع ب «اليميني المتطرف» والذي من شأنه تدمير الحكومة الفيدرالية كما هي معروفة حالياً.

أما كبار مساعدي ترامب، مثل سوزي وايلز وكريس لاسيفيتا، فقد عبرا عن قلقهما من التغطية الصحفية لمشروع 2025. فهما يعتبران الكثير من ذلك المشروع مضرًا في الانتخابات العامة. وهما قلقان بشكل خاص بشأن أي شيء له علاقة بالقيود المفروضة على الإجهاض، لدرجة أن ترامب نفسه أصبح مقتنعاً بشكل متزايد بأن القيود الصارمة على الإجهاض هي سمّ انتخابي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw99jc55

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"