ضمان أمننا الغذائي

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الأمن الغذائي لم يعد قضية الدول التي تعاني نقصاً في توفير الغذاء لشعوبها، بسبب الحروب أو الجوع والأزمات الاقتصادية أو التغيرات المناخية.. الأمن الغذائي أصبح قضية العالم أجمع، والدول القادرة والحكومات الذكية هي التي تضع لنفسها خططاً من أجل توفير هذا الأمن لأبنائها والذي بات مطلباً أساسياً وحيوياً لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار.

الإمارات من تلك الدول الساعية دائماً وبشكل جدي إلى وضع خطط مدروسة تضمن استقراراً بعيد المدى في الأمن الغذائي، وكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «هدفنا هو ضمان أمننا الغذائي بطريقة مستدامة في كافة الظروف والأوقات»، ونتوقف هنا عند كلمة «مستدامة» وما تلاها «في كافة الظروف والأوقات»، لما تتضمنه تلك الكلمات من معنى ودلالة إلى بعد النظر والتخطيط للمستقبل البعيد، والعمل اليوم من أجل ضمان توفير احتياجات الناس الغذائية وحماية أمنهم الغذائي، مهما طال الزمن ومهما تقلبت أحوال العالم والدول وتفاقمت الأزمات الاقتصادية والمناخية العالمية.

نظرة ثاقبة ورؤية واضحة لا تكتفي بخلق المبادرات الوطنية المواكبة لكل تحركات الدولة في سعيها نحو توفير الغذاء ودعم الدول الفقيرة وشعوب الدول النامية وتلك التي تعاني الحروب، والمبادرات الساعية إلى الحد من فقد وهدر الغذاء والتي تشمل القطاعين الخاص والحكومي، مثل مبادرة «نعمة»، التي تدفع نحو تعميم ترشيد استهلاك الغذاء ودعوة المجتمع لتبني السلوكيات الإيجابية في هذا المجال.. والمعروف أن «نعمة» هدفها «تحقيق التزام دولة الإمارات بالحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة ٥٠٪؜ بحلول العام ٢٠٣٠»؛ رؤية ترى المستقبل وما قد تصل إليه البشرية وفق معايير مدروسة، فتعمل من أجل «استمرارية توفّر الغذاء في الدولة بشكل آمن ومستدام».

كل الجهود المبذولة لتوفير الغذاء للداخل الإماراتي، تقابلها جهود تبذلها الدولة من أجل توفير الغذاء للخارج أيضاً، لأنها على قناعة تامة بأن البعض يستخدم الغذاء سلاحاً يحارب به دولاً وشعوباً أخرى، وهي تعلم جيداً أن الأزمات الاقتصادية قد تمتد وتتفاقم فيقف العالم على مشارف مجاعة ونقص في المواد الغذائية الأساسية وعدم القدرة على تخزين المحاصيل بكميات تكفي احتياجات الشعوب.. لذلك يأتي الأمن الغذائي واستدامته والاستعداد منذ اليوم لمواجهة أسوأ الظروف عالمياً، هدفاً وحاجة ملحة ورؤية ثاقبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56ux9k5e

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"