عادي

مفاوضات هدنة غزة تسعى إلى تفكيك الخطوط الحمر لنتنياهو

00:43 صباحا
قراءة 4 دقائق

استؤنفت مفاوضات صفقة الرهائن والهدنة في غزة، أمس الأربعاء، في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، فيما أعلنت حركة «حماس» أنها تنتظر رد إسرائيل وفي حال كان إيجابياً من الممكن الوصول لاتفاق خلال أيام، وبينما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار المحتمل شريطة الحفاظ على «الخطوط الحمراء» الإسرائيلية، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إنه من المهم انتهاز الفرصة للتوصل لاتفاق بشأن حرب غزة، وأبدى استعداده للانسحاب جزئياً من محور فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح، وبينما أعربت فرنسا عن قلقها إزاء استهداف إسرائيل للمدارس ومخيمات النازحين ودعت إلى التحقيق في هذه الضربات، اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حكومة إسرائيل بتوسيع حربها على قطاع غزة واستخدام المدنيين «أداة ضغط وابتزاز سياسية» في ظل الحديث عن عودة التفاوض حول الهدنة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد بارنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والمكلف بقضية الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون. ونقلت يديعوت أحرنوت عن مصادر مطلعة على المفاوضات إن هذه الجولة ستكون معقدة، وستستغرق عدة أسابيع، مشيرة إلى خلال اجتماع الدوحة سيتم بذل محاولة لتضييق الفجوات حول القضايا التي لا تزال محل نزاع بين إسرائيل و«حماس». وذكرت الصحيفة أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن تأكيد وتعزيز النقاط المتفق عليها بين الطرفين، والتي تمت الموافقة عليها بالفعل كجزء من مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن. وأوضح المصدر أن «رئيس الاستخبارات المصرية ونظيره الأمريكي يشاركان في اجتماع الدوحة»، في مهمة ل«تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق الهدنة في أقرب وقت». وقال: «هناك اتفاق حول كثير من النقاط»، مضيفاً أن «المفاوضات ستعود إلى القاهرة اليوم الخميس». وكان مراسل موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي تحدث عن «إحراز تقدم في المحادثات حول صفقة الرهائن» التي جرت في القاهرة، الثلاثاء.

من جانب آخر، ذكر مكتب نتنياهو في بيان أمس الأربعاء أنه أكد للمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك، خلال لقائه في القدس، التزامه باتفاق وقف إطلاق النار المحتمل بشرط الحفاظ على «الخطوط الحمراء» التي تحددها إسرائيل.

ومن جانبه، أكد غالانت خلال لقائه ماكغورك أن إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على أهمية اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن التحديات لا تزال قائمة. وذكر بيان لوزارة الجيش أن غالانت، قال إن إسرائيل تدعم فتح معبر رفح بين مصر وغزة، مشدداً على ضرورة «منع محاولات تهريب الأسلحة، وعدم السماح لحركة «حماس» بالعودة إلى معبر رفح»، وذلك في إطار صفقة محتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكان الناطق باسم حركة «حماس» في ​لبنان​ وليد كيلاني أكد أن الحركة لا تزال تنتظر الرد الإسرائيلي على الرد الذي كانت قد سلّمته إلى الوسطاء، مشيراً إلى أنه في حال كانت هناك إيجابية من قبل تل أبيب، من الممكن الوصول إلى اتفاق خلال الأيام أو الساعات المقبلة. ولفت في تصريح صحفي إلى أن المرونة التي أبدتها الحركة تتعلّق بمطلب وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من ​قطاع غزة​، حيث كانت في الماضي تطالب بأن يكون وقف إطلاق النار والانسحاب منذ البداية، لكنها اليوم وافقت على أن تكون هناك هدنة لمدة 5 أسابيع، وبعدها وقف مستدام لإطلاق النار، وأيضاً على أن يكون الانسحاب في مدة خمسة أسابيع، من الشوارع الرئيسية؛ وبعد ذلك يكون الانسحاب الكامل، مؤكداً أن هذه المرونة لا تعني التنازل عن المرتكزات.

في غضون ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الأربعاء، أنه من غير المقبول أن تُستهدف مدارس، خصوصاً تلك التي تؤوي مدنيين نازحين بسبب القتال بضربات إسرائيلية في قطاع غزة. وقالت الخارجية: «الضربة التي نفّذت مساء الثلاثاء على مدرسة العودة والتي خلفت العديد من القتلى، هي الثالثة التي تستهدف مدرسة للنازحين منذ السبت الماضي. ندعو إلى أن يتم التحقيق في كل هذه الضربات». وأضافت: «ندعو إسرائيل إلى بذل أقصى ما في وسعها لحماية المدنيين أثناء العمليات العسكرية واحترام القانون الإنساني الدولي».

إلى ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي: إن «إسرائيل توسع حربها على قطاع غزة وتستخدم المدنيين كأداة ضغط وابتزاز سياسية في ظل الحديث عن عودة التفاوض للوصول إلى إعلان هدنة». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي يستهدف مراكز النزوح ومحيطها وتنفيذ عمليات قتل جماعي بحق النازحين والمدنيين في وقت يواصل منع عودة النازحين قسراً إلى أماكن سكناهم ويستمر بتجويعهم وتعطيشهم». وأشار البيان إلى «إطلاق الطائرات الإسرائيلية مساء الثلاثاء عدة صواريخ تجاه مجموعة من السكان والنازحين الذين أضناهم النزوح القسري المتكرر على بوابة مدرسة «العودة» في عبسان الكبيرة شرقي خان يونس». وشدد على أن «إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني أينما كانوا بهدف القضاء عليهم بالقتل والإصابة وإحداث معاناة شديدة». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhybj2p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"