عادي

«الناتو» يعزز شراكاته الآسيوية.. والصين ترفض تحريضه على المواجهة

01:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
بايدن وقادة دول الناتو وشركاء المحيطين الهندي والهادئ والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع أمس الخميس في واشنطن (رويترز)
ستولتنبرغ وإلى جواره بايدن خلال مجلس الناتو وشركاء المحيطين الهندي والهادئ والاتحاد الأوروبي في واشنطن (أ.ف.ب)

سعى قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس الخميس، إلى تعزيز العلاقات مع شركائهم الآسيويين، بعد انتقادهم الصين باعتبارها «عامل تمكين حاسماً» في الحرب الروسية على أوكرانيا، وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن الصواريخ الأمريكية البعيدة المدى التي تعتزم واشنطن نشرها في بلاده تساعد في «ضمان السلام»، وأعلنت ألمانيا أنها تعتزم حظر استخدام مكونات شركات الاتصالات الصينية في شبكاتها للجيل الخامس.

وبعدما ركّز قادة الحلف في الجزء الأكبر من القمة على دعم أوكرانيا، حوّلوا تركيزهم أمس الخميس شرقاً نحو التحدي المتزايد الذي تمثّله الصين، عبر محادثات مع قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.

وأعرب قادة الناتو عن «قلقهم البالغ» إثر تعمّق العلاقات بين بكين وموسكو. وقالوا في بيان شديد اللهجة إن الصين «أصبحت عامل تمكين حاسماً لروسيا في حربها ضد أوكرانيا من خلال ما يسمى شراكة (بلا حدود) معها ودعمها الواسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية». وشددوا على أن الصين «لا يمكنها أن تدعم أكبر حرب في أوروبا بالتاريخ الحديث من دون أن يؤثر ذلك سلباً في مصالحها وسمعتها».

وردّت بكين طالبة من الحلف «أن يتوقف عن تضخيم ما يسمّى تهديداً صينياً، وأن يتوقّف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يساهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم».

وانضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى نظرائه في الناتو المجتمعين بمركز مؤتمرات ضخم في واشنطن بعد حصوله على وعود بأسلحة جديدة لتعزيز حماية الأجواء الأوكرانية، مع اقتراب كييف من تسلّم مقاتلات من طراز «إف-16». لكن زيلينسكي لم يكتف بذلك، وطلب من داعمي كييف، وخصوصاً الولايات المتحدة، منح قواته التي تعاني نقصاً في الذخيرة والعناصر، المزيد من منظومات الأسلحة لضرب الداخل الروسي.

وقال الكرملين إن الناتو أصبح «منخرطاً بشكل كامل» بالصراع في أوكرانيا، مضيفاً أنه يدرس «تدابير» لاحتواء هذا «التهديد الخطر». وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الخميس إن روسيا ستتحرك للرد على خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، لأنها تعتبر تحركات حلف الأطلسي العسكرية تهديداً خطيراً لأمنها القومي. وأضاف بيسكوف «نرى في الواقع أن البنية التحتية العسكرية للحلف تتحرك باستمرار وبشكل تدريجي نحو حدودنا».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف«من دون توتر، ومن دون عواطف، سنخرج برد عسكري. أولاً وقبل كل شيء، على هذه اللعبة الجديدة».

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس، أن احتمال نشوب «صراع مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا مقلق». وقال أردوغان الموجود في واشنطن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي «يجب تجنّب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى هذه العاقبة».

وامتنع قادة دول حلف شمال الأطلسي، أمس الأول الأربعاء، من جديد عن إصدار دعوة واضحة لأوكرانيا للانضمام إلى الحلف في خضم تخوّف حلفاء رئيسيين من أن تدفع هذه الخطوة إلى حرب. ولكن توافقت الدول الأعضاء في الحلف خلال قمة واشنطن على الإقرار بأن أوكرانيا تسلك «طريقا لا عودة عنه» نحو انضمامها إلى الحلف. كما تعهّد قادة التحالف خلال قمتهم منح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل «خلال العام المقبل» لمساعدتها في القتال ضد روسيا.

من جهته، رحّب المستشار الألماني أولاف شولتس أمس الخميس بقرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، معتبراً أنّها وسيلة ل«ضمان السلام». وقال على هامش قمة الأطلسي «هذا جزء من الردع ويضمن السلام. إنّه قرار ضروري ومهم اتُخذ في الوقت المناسب».

وستنشر أسلحة جديدة في ألمانيا اعتباراً من العام 2026، ممّا يفتح المجال أمام شنّ ضربات على مسافة أبعد ممّا تسمح به المنظومات الأمريكية المتمركزة حالياً في أوروبا. وتشمل هذه الأسلحة خصوصاً صواريخ «إس إم-6» وصواريخ أرض جو بعيدة المدى ومتعدّدة الاستخدام وصواريخ توماهوك، إضافة إلى صواريخ فرط صوتية وهي قيد التطوير. (وكالات)

اتفاق على إنتاج صواريخ كروز

دشنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا الخميس مبادرة لتطوير صواريخ كروز تطلق من الأرض ويزيد مداها على 500 كيلومتر لسد فجوة في الترسانات الأوروبية، تقول إن الحرب الروسية في أوكرانيا كشفتها. ووقع وزراء دفاع الدول خطاب نوايا بهذا المعنى على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، أمس الخميس، أنها ستتخلى تدريجياً عن استخدام معدات من شركتي الاتصالات الصينيتين العملاقتين «هواوي» و«زد تي إي» في شبكاتها للجيل الخامس في السنوات المقبلة، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. وقالت إن المكونات التي تنتجها الشركات الصينية لن يتم استخدامها بعد الآن في شبكات الهاتف المحمول «الأساسية» من الجيل الخامس بحلول نهاية عام 2026 على أبعد تقدير. وفي البنية التحتية للبث والوصول لشبكات الجيل الخامس، يجب استبدال أنظمة شركات الاتصالات بحلول نهاية عام 2029.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc5fs5rt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"