أبوظبي: مهند داغر
أعرب محللون ماليون عن تفاؤلهم بنتائج الربع الثاني للشركات المدرجة في أسواق الإمارات بالتوازي مع المؤشرات على استقرار الأسواق الأمريكية واستقرار سوق العمل التي تمهد بدورها لتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة هذا العام، فضلاً عن تراجع المخاوف من حدوث ركود عالمي، وتوقع انفراجة في الظروف الجيوسياسية في المنطقة، ما سيمهد الطريق لسوقي أبوظبي ودبي الماليين لتعويض ما فات من تراجعات مع مشاهدة طفرة في مؤشراتها.
قال الخبراء في تصريحات ل«الخليج»، إنه مع اقتراب موعد إصدار نتائج الربع الثاني، تسود معنويات إيجابية قوية بشأن أداء الشركات الرئيسية في الإمارات في ظل محافظة قطاع العقار على أدائه القوي نتيجة استمرار الطلب المتواصل على عقارات عالمية الجودة، والنمو المتواصل للبنوك مع توقعات بأن تحقق شركات مدرجة أخرى قفزة في الإيرادات لا سيما في قطاعات المرافق والصناعة والطاقة، مع استبعاد أن تكون هناك مفاجآت سلبية.
وأكد الخبراء أن اقتصاد الإمارات واستناداً إلى الأداء خلال الربع الثاني من عام 2024، يظهر مرونةً وديناميكيةً قويةً عبر القطاعات الرئيسية، وتحقق شركات بارزة فيه أداءً استثنائياً.
- نظرة متفائلة
قال عميد كنعان، مدير أول في شركة ضمان للأوراق المالية: «النتائج لن تكون فيها أي مفاجآت سلبية، بل على العكس، هناك نظرة إيجابية ومتفائلة إلى حد كبير بشأن معظم نتائج الربع الثاني، كما أن التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وإذا ما شاهدنا انفراجة في الأمور الجيوسياسية، سيقود ذلك أسواق الإمارات إلى طفرة في الأداء بعيداً عن التحفظ الذي كان سائداً خلال الفترة الماضية، وهذه كلها عوامل ستنعكس إيجاباً على أسعار الأسهم، كما سنشاهد طفرة أداء المؤشرات العامة للأسواق خلال ما تبقى من السنة الحالية خاصة في الربعين الثالث والرابع». وأضاف «ستبقى نتائج البنوك ممتازة ومشابهة للربع الأول معززة بنسب نمو جديدة، وقد تعطي دفعة معنوية للمستثمرين لأن الأسعار لا تزال ضمن الخانة المغرية لبناء المحافظ، والمغري أكثر أن نسب النمو في الأرباح سيغطي على موضوع الضرائب، كما ستكون التوزيعات مشابهة للعام الماضي، وبالتالي أسعار الأسهم لا تزال ضمن رادارات كبرى المحافظ الاستثمارية».
- التوزيعات
تابع: «نحن الآن في شهر يوليو/ تموز، ويفصلنا عن التوزيعات 9 أشهر وأي عائد على التوزيعات يقسم على 9 شهور في ظل عدم التغيير في الأسعار الحالية وبالتالي العوائد المتوقعة مغرية جداً».
ورأى كنعان أن «قطاع العقار لا يزال يتألق ويسجل أرقاماً قياسية خاصة لدى كبرى الشركات التي ستضاف مبيعاتها على البيانات المالية والميزانيات، فيما ستساهم الانفراجة الجيوسياسة إذا ما حدث ذلك خلال العام الجاري، في تعويض حامل السهم في الإمارات، لأن الأسواق المحلية لم تتفاعل بالشكل المطلوب مع الأداء الإيجابي للأسواق العالمية، حيث كان الأداء متحفظاً نسبياً»، مضيفاً «نتوقع أن يشهد الربع الثالث من عام 2024، عمليات شراء للمحافظ بتمهل وليس على عجل».
ورجح كنعان أن تكون توزيعات الشركات ثابتة خاصة في قطاع الطاقة، وتحديداً شركات «أدنوك» التي ستحافظ على ثبات وقوة في نتائجها المالية فضلاً عن توزيعاتها المجزية، قائلاً: «إن بعض الشركات المدرجة في قطاعات أخرى خلال السنوات القليلة الماضية تشهد تغييرات هيكلية وترتيبات ستنعكس إيجاباً على أدائها خلال المرحلة المقبلة».
- أداء قوي
بدوره، قال أرون ليزي جون كبير محللي السوق في «سانشري فاينناشال»: «كان أداء إيرادات الشركات المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين في الربع الأول من السنة المالية 2024 إيجابياً، ومع اقتراب موعد إصدار نتائج الربع الثاني، تسود معنويات إيجابية قوية بشأن أداء الشركات الرئيسية».
وفي سوق دبي، تشهد هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) نمواً ملحوظاً في الإيرادات، إضافة إلى ارتفاع كبير في صافي الربح بنسبة على أساس ربع سنوي، مضيفاً «يؤكد هذا النمو الطلب المستمر على الخدمات الأساسية والمركز الريادي الذي تتمتع به ديوا في قطاعها إضافة إلى كفاءتها التشغيلية العالية».
وتوقع جون أن تحقق شركة «إمباور» نتائج قوية مع زيادة متوقعة في الإيرادات أيضاً وارتفاع لاحق في صافي الربح، ومن المتوقع ارتفاع أرباح شركة تبريد هي الأخرى.
وفي العقار قال جون: «حافظ القطاع على أدائه القوي، حيث تتوقع شركات رائدة مثل إعمار للتطوير وإعمار العقارية تحقيق نمو في الإيرادات، كما تشهد إعمار للتطوير العقاري زيادة في صافي الربح، مما يعكس الطلب المستمر على عقارات عالية الجودة والتطوير المستمر لمشاريع مبتكرة لتعويض محدودية العرض».
وعلى صعيد البنوك، توقع جون أن تشهد بعض البنوك الإماراتية الكبرى انخفاضاً طفيفاً في إجمالي الأرباح للربع الثاني من عام 2024، ومع ذلك، من المتوقع أن يحقق سوق دبي المالي أداءً استثنائياً، ما يشير إلى ثقة المستثمرين المحليين والأجانب وبيئة مالية مزدهرة. إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تشهد شركات في القطاع نمواً متواضعاً في كل من الإيرادات وصافي الربح.
- نمو متوازن
أضاف «من المتوقع أن تحقق العديد من الشركات الأخرى في قطاعات المرافق والطاقة والعقارات والصناعة والسلع الاستهلاكية التقديرية والاتصالات أداءً جيداً في الربع الثاني، ما يعكس نمواً متنوعاً ومتوازناً في سوق دبي المالي.
وقال جون «تشهد عدة شركات في قطاع الطاقة نمواً واعداً، حيث تتوقع كل من شركة أدنوك للغاز وشركة أدنوك للإمداد والخدمات وشركة أدنوك للحفر تحقيق زيادات في الإيرادات بنسبة 13% و5% و3% على التوالي، وكذلك، نتوقع ارتفاع شركة دانة غاز بنسبة 12%، ما يعكس الأداء القوي للقطاع بشكل عام».
وأكد جون أن القطاع الصناعي يظهر أداءً جيداً، أما في قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية، فمن المتوقع أن تحقق شركات مثل مطاعم أمريكانا العالمية نمواً في الإيرادات كذلك، وهذا يعكس قوة ثقة المستهلكين وإنفاقهم، ما يساهم بشكل أكبر في النظرة الاقتصادية الإيجابية العامة للدولة».
- مرونة
قال وائل محيسن المدير العام لشركة «ترند للاستثمار»: «إن التوقعات تبقى إيجابية في معظمها للشركات المدرجة، وبالرغم من التحديات الخارجية للاقتصادات العالمية يظهر اقتصاد الإمارات استناداً إلى الأداء خلال الربع الثاني من عام 2024، مرونةً وديناميكيةً قويةً عبر القطاعات الرئيسية، وتحقق شركات بارزة في قطاعات متعددة من ضمنها المرافق والبنوك والعقار أداءً استثنائياً».
ورأى محيسن أن من أهم التطورات خلال الربع الثاني من عام 2024، التحول نحو نظرة أكثر تفاؤلاً بشأن خفض أسعار الفائدة، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تحسين الأرباح والهوامش نتيجة انخفاض تكاليف الاقتراض في الفترات المقبلة.
وأضاف محيسن: «من المتوقع أن يحفز هذا الاتجاه الإيجابي الإنفاق والاستثمار بين الشركات والأسر على حد سواء، ومع تحقيق نمو متعدد القطاعات وتوقعات ربحية إيجابية بشكل عام، يبدو أن اقتصاد الإمارات مهيأ لتحقيق نجاح مستدام في المستقبل القريب». وأضاف «تسود أجواء من التفاؤل مع دخولنا الربع الثاني، حيث تشهد الأسواق الأمريكية مؤشرات على الاستقرار، كما تمهد اتجاهات الانكماش واستقرار سوق العمل الطريق لتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة هذا العام، علاوة على ذلك، تراجعت المخاوف من حدوث ركود عالمي».
