عادي
صراع «فويتون» مع حِرَفيي رومانيا

نزاع على بلوزة تراثية

14:34 مساء
قراءة دقيقتين
بائعة تلبس البلوزة وتنسق أخرى

في قرية فايديني الرومانية، عند سفح جبال الكاربات، لم يكن معظم السكان سمعوا يوماً بعلامة «فويتون» الفرنسية الفاخرة، قبل أن تظهر في تشكيلتها الشاطئية بلوزة بيضاء مطرزة بنقوش سوداء.

وثارت ثائرتهم عندما شاهدوا، في بداية يونيو/ حزيران الماضي صورة عارضات يرتدين هذا الموديل المعروف بie، وهو أحد ملابسهم التراثية الشهيرة.

وبعبارة «لا أقبل أن يُسرق زيُّنا»، علّقت ماريا جيوانكا، وهي واحدة من آخر 20 خياطة في القرية التي يبلغ عدد سكانها 3600 نسمة، في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال مهرجان شعبي أقيم أخيراً لتسليط الضوء على هذا الزي.

أما إيوانا ستانيلويو (76 عاماً) فرأت في قطعة «فويتون» نسخة «سيئة جداً» من الزي التقليدي، وسألت «لماذا الاستخفاف بأزيائنا؟».

وأثارت البلوزة «البوهيمية» التي صممها المصمم نيكولا غيسكيير، ردود فعل حتى وفق أعلى مستويات الدولة الأوروبية الشرقية.

فقد طلبت وزارة الثقافة من علامة «لوي فويتون» التجارية، التابعة لمجموعة «إل في إم إتش»،«الاعتراف بالتراث الثقافي الروماني، الذي لا يقدر بثمن»، مذكّرة بأنه شكّل «مصدر إلهام على مر العصور» للمصممين في كل أنحاء العالم.

فمن إيف سان لوران إلى جان بول غوتييه، ومن كينزو إلى ديور، غالباً ما استلهمت دور الأزياء من التراث الروماني.

لكنّ شبكات التواصل الاجتماعي وفّرت صدى أوسع لردود الفعل التي باتت تتمتع بفاعلية أكبر، وفي كل أنحاء العالم، باتت أصوات المزيد من الشعوب ترتفع رفضاً لاستحواذ العلامات التجارية على جوانب من تراثها.

وحرصاً من «فويتون» على تفادي تصاعد الجدل، اعتذرت الدار للدولة الرومانية عن الخطأ وسحبت المنتَج من السوق من دون ضجة.

وكانت بيعت نحو 40 من النسخ الستين المتوافرة، لقاء سعر يبلغ آلاف اليوروات لكل منها، بينما يحتاج الحرفيون الرومانيون إلى نحو شهر لصنع بلوزة وفقاً مطابقة للأصول الفنية، يتراوح سعرها النهائي ما بين 300 و400 يورو.

وتولّت جمعية تحمل اسم «البلوزة الرومانية» رفع الصوت احتجاجاً، وهي تطلق منذ عام 2017 حملات عبر الإنترنت تطالب فيها العلامات التجارية بأن «تنسب» لرومانيا أي ملابس مستوحاة من تراثها.

وقد أثمرت جهودها أحياناً، وحققت نجاحات، إذ أن المصمم الأمريكي توري بورش وافق تحت الضغط على تعديل وصف أحد معاطفه.

وفي حالة «فويتون»، لقيت الرسالة المنشورة على «فيسبوك»، والتي تتهم الدار الفرنسية ب «انتهاك الحقوق الثقافية» للمجتمعات، صدىً قوياً، على ما لاحظت المؤسِسَة أندريا تاناسيسكو.

وليست البلوزة حاصلة على براءة اختراع، لكنّ هذه المهارة الحرفية الرومانية مدرجة منذ عام 2022 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vypmvcke

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"