الجمهوريون يزكّون ترامب رسمياً للبيت الأبيض

أعلن الحزب الجمهوري الأمريكي، أمس الاثنين، في اليوم الأول لمؤتمره الوطني في ميلووكي بولاية ويسكونسن ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب رسمياً لخوض السباق الرئاسي بعد يومين على محاولة اغتيال كادت أن تودي بحياته. وفيما شبه ترامب نفسه بـ«عائد من الموت»،، أثنى على اتصال الرئيس الحالي، وخصمه الديمقراطي، جو بايدن، مؤكداً أن المنافسة بينهما يمكن أن تكون بعد الآن أكثر تحضراً، قبل أن يعلن عن اختيار عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري في أوهايو، جي دي فانس، مرشحا لمنصب نائب الرئيس. ومع أكثر من 50 ألف مشارك، أحاطت السلطات الأمنية الحدث بتدابير أمنية مشددة، خصوصاً مع الأخذ في الاعتبار محاولة الاغتيال السبت الماضي، والتي ألقت بظلال قاتمة على حملة انتخابية مضطربة بالفعل، قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل. والموقع الذي اختير لعقد المؤتمر هو مجمع رياضي ضخم وحديث، جدرانه مغطاة بصور كبيرة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الذي يسعى لأن يصبح الرئيس السابع والأربعين.

• اقرأ أيضاً: 
• «عدو الأمس حليف اليوم».. من هو فانس الذي اختاره ترامب نائباً للرئيس؟

• بايدن ينتقد ترامب لاختياره فانس نائباً: «يحابي الأثرياء» 

  
  وفي طريقه إلى حضور المؤتمر، قال ترامب في مقابلة مع صحيفة «نيويورك بوست» من طائرته «كان يفترض أن أكون ميتاً». وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب روى «تجربة سريالية» وهو يضع ضمادة بيضاء تغطي أذنه اليمنى. وذكر المرشح الجمهوري أن طبيبه أخبره بأنه «لو تغيّر وضع الرصاصة سنتيمتراً واحداً لما كان على قيد الحياة»، موضحاً أنه لو لم يمِل رأسه قليلاً إلى اليمين لقراءة رسم بياني حول المهاجرين غير النظاميين أثناء إلقاء خطابه في التجمع الانتخابي، لكان مات. وقال: «بفضل حسن الحظ، أو بفضل الله، كُثُر يقولون إنني ما زلت هنا بفضل الله»، مشيداً بعناصر جهاز الخدمة السرية لقتلهم مطلق النار. ويقدّر خبراء أن الهجوم على ترامب يمكن أن يفيده انتخابياً، مستشهدين بسابقة رونالد ريغان الذي نجا من محاولة اغتيال عام 1981.
  وقال المرشح الجمهوري إنه يعكف على إعادة كتابة الخطاب الذي أعده لإلقائه في مؤتمر الحزب الجمهوري بعد محاولة اغتياله، موضحاً أنه أعدّ«خطاباً قاسياً جداً» عن«إدارة بايدن الرهيبة. لكنني رميته» لاستبداله بخطاب يأمل بأن«يوحد بلادنا»، إلا أنه أضاف:«لكنني لا أعرف إذا كان ذلك ممكناً. الناس منقسمون جداً».

وعبّر الرئيس الأمريكي السابق عن تقديره لمكالمة بايدن، واصفاً إياها بالجيدة، وقال إن بايدن كان «لطيفاً جداً»، مشيراً، دون ذكر تفاصيل، إلى أن المنافسة الانتخابية بينهما«يمكن أن تكون أكثر تحضراً من الآن فصاعداً∙. وأضاف:«نسمع أن بايدن أمر وزارة العدل بإسقاط القضيتين المرفوعتين ضدي»، وهو ما تم بالفعل بإسقاط قضية «الوثائق السرية».
وفي اليوم الأول للمؤتمر، اختار ترامب عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري في أوهايو، جي دي فانس، مرشحا لمنصب نائب الرئيس.
وقال ترامب، في بيان، «بعد مداولات وتفكير مطول، ومع الأخذ في الاعتبار المواهب الهائلة التي يتمتع بها كثيرون آخرون، قررت أن الشخص الأنسب لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو العظيمة». وأضاف:«لقد خدم جي دي بلادنا بشرف في قوات مشاة البحرية، وتخرج من جامعة ولاية أوهايو في عامين، بامتياز مع مرتبة الشرف». وسيلقي ترامب كلمة مساء غد الأربعاء في القاعة الرئيسية للمؤتمر الذي يرفع شعار«لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً»، وهو شعار دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.وفي شأن تداعيات محاولة الاغتيال، ذكر جهاز الخدمة السرية الأمريكي أنه سيتعاون بالكامل مع إجراءات التحقيق التي أعلنها الرئيس جو بايدن وأعضاء بالكونغرس بعد إطلاق النار على ترامب، بينما نقلت شبكة «إن بي سي» عن مصادر مطلعة قولها إن السطح الذي استخدمه مطلق النار على ترامب تم تحديده قبل أيام كنقطة ضعف أمنية.
وقبل ذلك، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أمني قوله، إن منفذ الهجوم على الرئيس الأمريكي السابق اشترى 50 طلقة من متجر أسلحة محلي قبل ساعات فقط من تنفيذ هجومه. ونقلت الشبكة عن مصادرها أيضاً أن جهاز الخدمة السرية لم يمشط المبنى الذي اعتلاه مطلق النار بل اعتمد على الأمن المحلي. (وكالات)