عادي
الاستهداف يمهد الطريق نحو البيت الأبيض

«تجربة سريالية».. كيف استفاد ترامب من محاولة اغتياله؟

11:48 صباحا
قراءة 5 دقائق
ترامب

الشارقة: محمد الأصمعي

«حاربوا حاربوا حاربوا».. تلك كانت كلمات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يجيد التعامل مع المواقف والاستفادة منها حتى لو كان في أحلك الظروف، «حتى ولو كان على حافة الموت إثر إطلاق نار من شاب عشريني»، ولم لا وهو رجل الأعمال والملياردير السابق قبل أن يكون سياسياً ويشغل منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من الفترة 2017 إلى 2021، فهل تخدم تلك الظروف ترامب وتمهد له الطريق نحو البيت الأبيض؟
ستنعكس حادثة إطلاق النار إيجابياً على خطاب ترامب الانتخابي وحملته، خاصة بعد التعاطف الدولي الكبير الذي حصل عليه.
كما أنها تساهم في أن تمحو من «الذاكرة الانتخابية للأمريكيين» كونه أول رئيس أمريكي سابق دين بارتكاب جرائم جنائية، حيث دانت هيئة المحلفين في نيويورك ترامب بجميع التهم الـ34 الموجهة له، ومن المنتظر النطق بالحكم في سبتمبر المقبل.
تعرض الرئيس الأمريكي السابق السبت 13 يوليو لمحاولة اغتيال أثناء مخاطبته حشداً من مؤيديه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا.
وكان خطاب ترامب يبث على الهواء مباشرة، وأظهر البث لحظة إطلاق النار صوب ترامب، إذ أمسك فجأة أذنه اليمنى بيده، ثم انبطح أرضاً تنفيذاً لتعليمات الحرس الخاص.
وعقب التأكد من تحييد الشخص الذي حاول اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، تمكن ترامب محاطاً بحرسه الخاص من الوقوف والدم ينزف من أذنه المصابة، رافعاً يده اليمنى مقبوضة تجاه مؤيديه مردداً كلمة «حاربوا» وملوحاً بيده لأنصاره.
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عن هوية المشتبه به المقتول «توماس ماثيو كروكس» ويبلغ من العمر 20 عاماً، من ولاية بنسيلفانيا.
قال ترامب في مقابلة مع صحيفة «نيويورك بوست» وهو يضع ضمادة بيضاء تغطي أذنه اليمنى، بعد نجاته من محاولة اغتيال السبت خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا: «كان يفترض أن أكون ميتاً»، مشيراً إلى أنها كانت تجربة «سريالية».
ترامب الذي يرفض الهزيمة ولم يعترف بخسارة الانتخابات الرئاسية 2020 أمام جو بايدن، استُقبل الاثنين استقبال الأبطال في المؤتمر العام للحزب الجمهوري في ميلووكي فوقف له الحضور مصفقين لفترة طويلة عندما دخل القاعة مع ضمادة على أذنه.
وعبّر عدد من زعماء العالم عن صدمتهم جرّاء محاولة الاغتيال التي استهدفت المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أثناء تجمّع انتخابي السبت.

في ما يأتي أبرز ردود الفعل:

دانت دولة الإمارات بشدة حادثة إطلاق النار التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أدت إلى إصابته ومقتل وإصابة آخرين، معربة عن أسفها الشديد لوقوع هذه الحادثة المؤسفة. وعبّرت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن تضامنها مع المرشح الرئاسي دونالد ترامب وعائلته، وحكومة وشعب الولايات المتحدة في هذه الواقعة.

وأثارت محاولة الاغتيال تنديداً دولياً واسعاً: قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة تعرب عن «تضامنها التام مع الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس السابق وأسرته، مؤكدةً رفضها لكافة أشكال العنف». كما ندد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالحادث، معرباً عن التمنيات بالشفاء العاجل لترامب. وقال الكرملين، إنه لا يعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية مسؤولة عن محاولة اغتيال ترامب، لكنه اعتبر أنها «هيأت أجواءً أفضت إلى هذا الهجوم»، مبدياً إدانة صريحة للحادث وتعاطفاً مع الرئيس السابق.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم الاتصال بترامب في سياق هذا الحادث.
بدوره، أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينغ عن «تعاطفه» مع ترامب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن «الصين تتابع عن كثب الوضع المحيط بإطلاق النار على الرئيس السابق دونالد ترامب».

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته «للعنف الذي وقع في بنسيلفانيا». وعبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن الصدمة «إزاء إطلاق النار»، مضيفة «أتمنى لدونالد ترامب الشفاء العاجل.. العنف السياسي لا مكان له في الديمقراطية».
وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو إنه يرى أوجه تشابه كبيرة بين محاولة الاغتيال التي تعرّض لها ترامب والهجوم الذي تعرض له هو في مايو الماضي.
وكان فيكو (59 عاماً) أصيب بأربع رصاصات من مسافة قريبة عقب اجتماع للحكومة في وسط سلوفاكيا في 15 مايو.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «أفكاري مع ترامب، ضحية محاولة الاغتيال». وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن «الهجوم على المرشح الرئاسي الأمريكي دنيء». أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فأعلن «لقد شعرت بالفزع من جراء المشاهد الصادمة لإطلاق النار الذي استهدف ترامب».
وأكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن العنف السياسي «غير مقبول أبداً».
وعبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن قلقه بشأن الهجوم، موضحاً «ندين الواقعة بشدة. لا مكان للعنف في السياسة والديمقراطيات. أتمنى له الشفاء العاجل».


اقرأ أيضاً:


«كافحوا»
بعد يومين على نجاته من محاولة اغتيال، رفع الرئيس الأمريكي السابق قبضته وهو يدخل القاعة الضخمة المزينة باللونين الأزرق والأحمر وسط تصفيق المندوبين الذين كانوا اختاروه قبيل ذلك مرشحاً رسمياً للجمهوريين إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وداخل القاعة التي غصت بالحضور راح أنصار ترامب يهتفون «فايت! فايت!» (كافحوا!) وهي الكملة التي تلفظ بها دونالد ترامب وهو يرفع قبضته والدم يسيل على وجهه عندما وقف بعد إطلاق النار الذي استهدفه السبت في صور جالت العالم.
واختار ترامب ليكون نائباً له في حال فوزه بالرئاسة، جيمس ديفيد (جاي دي) فانس، السناتور عن ولاية أوهايو البالغ 39 عاماً والذي وقف إلى جانبه مساء الاثنين.
وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، «قررت أن الشخص الأكثر كفاءة لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السناتور جاي دي فانس من ولاية أوهايو العظيمة».
وفانس عسكري سابق وكاتب، لطالما دافع أمام الكونغرس عن القضايا الأساسية بالنسبة لرجل الأعمال على غرار مكافحة الهجرة والدفاع عن الحمائية الاقتصادية.
وسيقبل ترامب تفويض الحزب له رسمياً خلال أمسية تنظم الخميس تشكل ذروة المؤتمر العام وتطلق خلالها آلاف البالونات.

«عشرات الآلاف»
وبدا التأثر واضحاً في صفوف عشرات آلاف الجمهوريين المجتمعين في ميلووكي بعد نجاة ترامب من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق السبت في بنسيلفانيا.
وقالت المندوبة عن ولاية إيلينوي سوزان سويني التي غمرتها الفرحة عند رؤيتها ترامب، لوكالة فرانس برس «كان الأمر رائعاً للغاية عندما أفكر بما مر به لكنه أتى إلى هنا فهذا يعني أنه حساس جداً ومتعاطف». وقد اعتمرت سويني قبعة تحمل صور ترامب وأبراهام لينكولن الذي يكن له الجمهوريون إعجاباً كبيراً.
وقد صدم الأمريكيون بصور ترامب وقد غطت الدماء أذنه رافعاً قبضته فيما يتم إجلاؤه بسرعة من جانب حراسه الشخصيين.
وزاد هذا الهجوم من الضغط على المجتمع الأمريكي الذي يشهد استقطاباً متنامياً ومن غضب المؤيدين الأكثر تطرفاً لترامب الذين حمَّلوا الديمقراطيين مسؤولية ما حصل.
ورغم المستجدات، عرف المؤتمر العام للحزب الجمهوري بمشاركة أكثر من 50 ألف شخص، انطلاقة منظمة وسط إجراءات أمنية مكثفة، فهل تكون الرصاصة التي ضلت طريقها عن رأس ترامب هي التي ستضع قدمه في البيت الأبيض؟
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/md9n8mx4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"