عادي

بعد «جلسة عاصفة».. كواليس استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية

19:44 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد : محمد كمال

في أقوى مؤشر على مدى الفشل الأمني لجهاز الخدمة السرية الأمريكي، تقدمت مديرة الجهاز كيمبرلي تشيتل باستقالتها من منصبها، في ظل تدقيق شديد وتحقيقات مكثفة، بشأن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أثناء تجمع انتخابي في بنسلفانيا، حيث كان من المفترض أن يحميه عناصر الجهاز، فضلاً عن تلقيهم تحذيرات قبل إطلاق النار بوجود مسلح يعتلي أحد الأسطح القريبة، بل وفرار ضابط من أمامه وتركه ينفذ محاولته التي أسفرت عن إصابة ترامب ومقتل أحد مؤيديه

وتمثل الاستقالة سقوطاً سريعاً للمسؤولة المخضرمة في الوكالة التي حمت من قبل المسؤولين ديك تشيني وجو بايدن خلال فترة توليهما منصب نائب الرئيس الأمريكي، وقد حظيت بدعم علني من مسؤولي إدارة بايدن بعد أن أطلق مسلح النار على ترامب، لكن الأخطاء الأمنية الصارخة قبل إطلاق النار، والانتقادات الساخنة التي واجهتها في الأيام التالية دفعتها للاستقالة.

لكن حظوظ تشيتل تغيرت عندما أصيب ترامب في إطلاق نار خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، يوم السبت 13 يوليو/تموز، على الرغم من أنه تم سحبه من المسرح وإعلان سلامته. فيما قُتل كوري كومبيراتوري، رئيس الإطفاء المحلي السابق الذي كان يحضر التجمع. وتم نقل اثنين آخرين من الحاضرين إلى المستشفى.

  • جلسة مجلس النواب

ومما زاد الأمور تعقيداً، أن تشيتل واجهت يوم الاثنين مجموعة من المشرعين في لجنة الرقابة بمجلس النواب الذين شعروا بالإحباط بسبب افتقارها إلى إجابات محددة حول ما حدث وأدى إلى محاولة اغتيال ترامب. وفي مرحلة ما، طلبت النائبة مارجوري تايلور جرين، الجمهورية من جورجيا، جدولاً زمنياً من يوم إطلاق النار. وردت بالقول: «لدي جدول زمني لا يحتوي على تفاصيل».

وبحلول نهاية الجلسة، كان المشرعون من كلا الحزبين يطالبونها بالتنحي، بما في ذلك النائب جيمي راسكين، الديمقراطي من ولاية ماريلاند، وهو العضو البارز في اللجنة. وقال راسكين: «فَقَدَ المدير ثقة الكونجرس، في لحظة مهمة من تاريخ الولايات المتحدة»، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

وكان وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، الذي يتبعه جهاز الخدمة السرية، قد وصف في وقت سابق إطلاق النار بأنه فشل أمني.

  • اعترافها بالتقصير

واعترفت تشيتل في مقابلة مع قناة ABC News في 15 يوليو/تموز بأن «مسؤولية محاولة الاغتيال تقع على عاتقها، كمديرة للخدمة السرية المكلفة بحماية الرؤساء، سواء الحاليين أو السابقين، وكبار المسؤولين كذلك»

وفي الأسبوع الماضي، تعقب السيناتوران جون باراسو من وايومنغ ومارشا بلاكبيرن من تينيسي، وكلاهما جمهوريان، تشيتل في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. وقال باراسو: «لقد وضعته على بعد أقل من بوصة واحدة من حياته (ترامب).. لذلك الاستقالة أو التفسير الكامل».

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون وكريس لاسيفيتا، أحد كبار مساعدي حملة ترامب، الأسبوع الماضي، إن تشيتل ينبغي ألا تخدم بعد الآن في هذا المنصب. وأضاف: «لقد فقدنا بطلاً أمريكياً وكنا على بعد ملليمترات من خسارة ترامب. إنه أمر لا يغتفر».

  • من هي تشيتل؟

اختار بايدن تشيتل التي كان يعرفها في فترات سابقة لإدارة الجهاز في أغسطس 2022، وأشاد بها وقتها قائلاً إنها تحظى بثقته وثقة زوجته جيل بايدن، وهو ما دفعه لإعادتها إلى الوكالة التي تركتها إلى العمل المدني بعد خدمة قاربت ثلاثة عقود.

شغلت تشيتل العديد من الأدوار القيادية في الوكالة، بما في ذلك منصب مساعد المدير، خلال فترة عملها. وفي عام 2019، تولت منصب مسؤول أمني رئيسي لشركة PepsiCo في أمريكا الشمالية، قبل أن تعود لتترأس الوكالة في سبتمبر 2022. وقبل توليها المنصب منحها بايدن جائزة رتبة رئاسية لأدائها الاستثنائي.

وجاءت إلى منصبها خلفاً لجيمس موراي، بعد أن هزت سلسلة فضائح جهاز الخدمة السرية، والتي من بينها الرسائل النصية المفقودة من وإلى العملاء في وقت الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، واتهامات الديمقراطيين بأن المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي، التي تشرف على الوكالة، لم يكونوا متعاونين مع لجنة مجلس النواب التي تحقق في الهجوم.

ومن المعروف أنه يتم تعيين مدير الخدمة السرية من قبل الرئيس، ولا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bvyhxyz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"