الأمن السيبراني.. والحماية الشخصية

21:49 مساء
قراءة دقيقتين

د. هند بن هندي*

السايبر هو مصطلح حديث يعبر عن الفضاء الافتراضي الذي تشكله شبكة الإنترنت وكل ما يتعلق بها من تقنيات وأجهزة وأنظمة رقمية. في هذا الفضاء الافتراضي، يتم تبادل المعلومات والبيانات بين الأشخاص والشركات والمؤسسات على مستوى العالم. تطور السايبر بشكل كبير في العقود الأخيرة وأصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، حيث نعتمد على الإنترنت في التواصل والعمل والتعلم والترفيه.

وتعرف الجرائم السيبرانية على أنها الأنشطة غير القانونية التي تتم باستخدام تقنيات الإنترنت. تتنوع هذه الجرائم بين سرقة البيانات الشخصية، مثل سرقة أرقام بطاقات الائتمان والمعلومات البنكية، إلى الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الحكومية والشركات الكبرى.

وهناك أيضاً جرائم تصيد المعلومات، حيث يقوم المجرمون بخداع الأفراد للحصول على معلوماتهم الشخصية أو المالية عبر البريد الإلكتروني أو المواقع الوهمية.

الهندسة الاجتماعية هي نوع من الجرائم السيبرانية حيث يتم استغلال البشر بدلاً من الأنظمة. يقوم المجرمون باستغلال الثقة الطبيعية للأفراد للحصول على معلومات حساسة أو الوصول إلى أنظمة محمية. قد يستخدمون تقنيات مثل التصيد الاحتيالي، حيث يرسلون رسائل بريد إلكتروني تبدو شرعية لخداع المستلمين للكشف عن معلوماتهم الشخصية أو تسجيل الدخول إلى مواقع وهمية.

التنمر الإلكتروني هو شكل آخر من أشكال الجرائم السيبرانية، حيث يتم استخدام الإنترنت لمضايقة أو تهديد أو إيذاء الآخرين. يمكن أن يشمل التنمر الإلكتروني إرسال رسائل مسيئة، نشر شائعات كاذبة، أو مشاركة صور أو فيديوهات محبطة على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يكون لهذا النوع من التنمر تأثيرات نفسية شديدة على الضحايا، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وحتى الانتحار في بعض الحالات.

تتسبب الجرائم السيبرانية في خسائر كبيرة للأفراد والشركات على حد سواء. يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأموال، تعرض البيانات الحساسة للسرقة، وحتى تعطيل الأنظمة والخدمات الحيوية. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الهجمات الإلكترونية على البنوك إلى خسائر مالية ضخمة وتعطيل العمليات المصرفية، بينما يمكن أن تؤدي الهجمات على المستشفيات إلى تعريض حياة المرضى للخطر.

إحدى الجرائم السيبرانية الشائعة هي البرمجيات الخبيثة، وهي برامج تصمم لإلحاق الضرر بالأنظمة الحاسوبية أو سرقة المعلومات. تشمل البرمجيات الخبيثة الفيروسات وبرامج التجسس وبرامج الفدية، التي تقوم بتشفير البيانات وتطلب فدية لإعادتها. تعتبر هذه البرمجيات تهديداً كبيراً للأمن السيبراني وتتطلب حلولاً تقنية متقدمة لمكافحتها.

من أجل حماية أنفسنا من الجرائم السيبرانية، يجب اتخاذ إجراءات الحماية السيبرانية الضرورية. حيث يمكننا البدء باستخدام كلمات مرور قوية ومعقدة، وتحديث البرامج بانتظام لضمان الحصول على أحدث التحسينات الأمنية. كما ينصح بعدم النقرعلى الروابط المشبوهة أو تنزيل الملفات من مصادر غير موثوقة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم دورات تدريبية وورش عمل لزيادة الوعي بأهمية الأمن السيبراني وكيفية تطبيقه بشكل فعّال وتعزيز ثقافة التصدي للهجمات السيبرانية بشكل سليم.

وفي النهاية، يمثل السايبر جزءاً حيوياً من حياتنا اليومية، وتعد الجرائم السيبرانية تهديداً مستمراً لأمننا الرقمي. لذا، يجب أن نكون دائماً يقظين ونتخذ جميع التدابير الممكنة لحماية بياناتنا ومعلوماتنا من الاختراقات والهجمات السيبرانية.

*عضو مجلس وطني سابق

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p8bwunj

عن الكاتب

عضو مجلس وطني سابق

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"