بحر الصين الجنوبي يغلي

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
2

ليست منطقة الشرق الأوسط وحدها متفجّرة، وتحمل مخاطر اندلاع مواجهات مجهولة التداعيات، ولا الحرب الأوكرانية يبدو أنها تقترب من نهايتها الآن، فهناك منطقة بحر الصين الجنوبي تغلي، مع تزايد حدّة التوتر بين الصين والفلبين، وتصاعد التدخل الأمريكي على خلفية النزاع في هذا البحر، إذ تتعمد واشنطن استغلال الوضع لتحريض مانيلا على لعب دور رأس الحربة في مواجهة بكين، وتشكيل تحالفات عسكرية مع دول المحيطين، الهندي والهادئ، لمحاصرة الصين.

وقد شكلت محادثات (2+2) التي جرت في مانيلا، قبل يومين، بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، من جهة ونظيريهما الفلبينيين إنريكي مانالو، وجلبيرتو تيودورو، حلقة جديدة من حلقات الصراع التي تعتبرها الصين استمراراً لجهود الولايات في دفع المنطقة نحو مزيد من المخاطر، خصوصاً بعدما أعلن بلينكن أن بلاده ستقدم تمويلاً عسكرياً للفلبين بقيمة 500 مليون دولار «لتعزيز التعاون الأمني مع أقدم حليف لنا ضمن معاهدة في هذه المنطقة». وتأتي زيارة الوزيرين الأمريكيين في إطار جولة في آسيا، والمحيط الهادئ، لتعزيز التحالفات الأمريكية الهادفة إلى مواجهة الصين التي حذّرت من أن العلاقات مع مانيلا «وصلت إلى مفترق طرق»، إذ قال نائب وزير الخارجية تشن شياو دونغ، في بيان له «تحضّ الصين مانيلا مرة أخرى على احترام التزاماتها وتوافقاتها، ووقف انتهاكاتها واستفزازاتها البحرية، ووقف أي إجراءات أحادية قد تؤدي إلى تعقيد الوضع، ومعالجة الخلافات بشكل صحيح، من خلال الحوار والتشاور مع الصين».

يذكر أن حوادث تصادم عدّة، وقعت بين البحرية الصينية والفلبينية، خلال الأشهر القليلة الماضية، على مقربة من الجزر محل النزاع، كما قامت القوات البحرية، الأمريكية والفلبينية، خلال الأشهر الأخيرة، بمناورات مشتركة في إطار التعاون العسكري بينهما، بعدما شهدت العلاقات بينهما تحولاً بعد تولي فرديناند ماركوس الابن، زمام الرئاسة خلال العام الماضي، خلفاً للرئيس رودريغو دوتيرتي، الذي حاول التقارب مع الصين، في حين أن ماركوس عمد، بعد تولي السلطة، إلى إبرام اتفاقات عسكرية مع الولايات المتحدة، تتضمن مضاعفة القواعد الأمريكية في بلاده، والسماح لها بنشر أنظمة صاروخية في الجزر الفلبينية القريبة من تايوان، كما شارك في القمة الثلاثية التي عقدت في واشنطن مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدان في إبريل/ نيسان الماضي، حيث أعلن بايدن أن «أيّ هجوم على طائرة، أو سفينة، أو على القوات الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، سيدفع إلى تنفيذ معاهدة الدفاع المشترك التي تربط واشنطن ومانيلا»، الأمر الذي اعتبرته بكين «تهديداً واستفزازاً لها، ومحاولة لتشويه سمعتها».

ترى الصين أن إصرار الولايات المتحدة، التي تبعد الآف الكيلومترات، على اعتبار بحر الصين الجنوبي مجالاً حيوياً لها بات يشكل تهديداً لأمن المنطقة، وحذرت من «أن محاولة إدخال قوات خارجية لحماية بعض دول المنطقة لن يؤدي إلا إلى المزيد من انعدام الأمن، بل ويحوّلها إلى بيادق في يد دولة أخرى».

بحر الصين الجنوبي واحد من الأزمات العالمية التي تهدد بالانفجار في أي وقت، مع أزمة تايوان المرتبطة بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/42y3cvtv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"