عادي
بروفايل

أوله كريستيانسن.. رحلة النجّار إلى ريادة صناعة الألعاب

22:13 مساء
قراءة دقيقتين
أوله كيرك كريستيانسن

أوله كيرك كريستيانسن (Ole Kirk Christiansen)، الاسم الذي أصبح مرادفاً للإبداع والابتكار في عالم الألعاب، هو مؤسس شركة «ليجو»، العلامة التجارية التي غيرت مفهوم اللعب حول العالم.

وُلِد كريستيانسن في 7 أبريل من عام 1891، في بلدة فيلك الريفية بالدنمارك. نشأ في أسرة فقيرة واعتمد على نفسه في تعلم مهارات النجارة منذ صغره، وتلك المهارات كانت البذرة الأولى التي مهدت الطريق لرحلته الاستثنائية.

في عام 1916، قام كريستيانسن بشراء ورشة صغيرة في بلدة بيلوند، وبدأ بصناعة الأثاث والمنازل الخشبية. كانت الورشة هي الأساس الذي بنى عليه مستقبله المهني، رغم التحديات التي واجهها في البداية.

  • حريق مدمر

تعرضت ورشة كريستيانسن لحريق مدمر في عام 1924، ما أدى إلى خسائر كبيرة. لكن، بإرادة لا تلين، أعاد بناء الورشة من جديد، مستفيداً من الكارثة كفرصة للتجديد وإعادة التفكير في توجهاته المهنية.

ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية خلال فترة الكساد الكبير، بدأ كريستيانسن في صناعة الألعاب الخشبية كبديل لصناعة الأثاث. وكانت هذه الخطوة حاسمة، حيث أظهرت براعته في استشراف المستقبل والتكيف مع الظروف المتغيرة. قرر كريستيانسن في عام 1934 إعطاء اسم لشركته الجديدة، واختار اسم «ليجو»، المشتق من الكلمتين الدنماركيتين «Leg godt» التي تعني «اللعب الجيد». وهذا الاسم لم يكن مجرد علامة تجارية، بل كان رؤية تتجسد في كل منتج من منتجات ليجو.

كان كريستيانسن دائماً يبحث عن الجديد والمبتكر، وفي عام 1947، كانت شركة «ليجو» من أوائل الشركات في الدنمارك التي تستخدم البلاستيك لصناعة الألعاب. وهذا التحول كان نقطة محورية في تاريخ الشركة، حيث أتاح إنتاج ألعاب أكثر تنوعاً وابتكاراً.

  • براءة اختراع

في عام 1958، حصلت شركة «ليجو» على براءة اختراع لمكعباتها البلاستيكية القابلة للتركيب، وهي الابتكار الذي شكل حجر الزاوية في نجاح الشركة. وهذه المكعبات البسيطة لكنها مذهلة من حيث الإمكانات الإبداعية، أسهمت في جعل «ليجو» الاسم الأول في عالم الألعاب التعليمية.

في 11 مارس من عام 1959، توفي أوله كيرك كريستيانسن، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً. رغم وفاته، استمرت شركته في النمو والتطور تحت إدارة ابنه جودفريد كيرك كريستيانسن، الذي حافظ على روح الابتكار والالتزام بالجودة.

استمرت «ليجو» في الابتكار والنمو، حيث افتتحت أول حديقة «ليجو لاند» في بيلوند عام 1968، وأطلقت أول مجموعة من شخصيات ليجو المصغرة عام 1978. وفي السنوات اللاحقة، توسعت ليجو إلى مجالات جديدة مثل ألعاب ليجو التقنية وألعاب الفيديو، مع الحفاظ على جوهر فلسفتها في التشجيع على الإبداع والابتكار.

لم يكن أوله كيرك كريستيانسن مجرد نجار، بل كان رائداً في مجال الألعاب. وقصته هي درس في المثابرة، والإبداع، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص. ومن ورشة صغيرة في بلدة بيلوند إلى إمبراطورية عالمية، تظل «ليجو» شاهداً حياً على رؤية كريستيانسن وإسهامه الفريد في عالم الألعاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54bpy73h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"