«ياهو نيوز»
صورت أسماك القرش منذ فترة طويلة على أنها حيوانات مفترسة مخيفة في الثقافة الشعبية، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن المحيطات التي لا تحتوي على هذه الحيوانات المفترسة ستكون أنظمة بيئية أقل صحة بكثير، إذ تلعب أسماك القرش دوراً حاسماً في الحفاظ على توازن الحياة البحرية والصحة العامة لمحيطاتنا.
وأحد الأدوار الرئيسية التي تلعبها أسماك القرش في المحيط هو تنظيم أعداد أنواع فرائسها، باعتبارها من الحيوانات المفترسة العليا، تساعد أسماك القرش في التحكم بأعداد الأسماك الصغيرة والثدييات البحرية، ما يمنع الزيادة السكانية ويحافظ على توازن صحي بالنظام البيئي، وبدون أسماك القرش، يمكن أن تنفجر أعداد هذه الفرائس، ما يؤدي إلى تأثير متسلسل يعطل السلسلة الغذائية بأكملها.
وأسماك القرش مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي واستقرار النظام البيئي في المحيطات، ومن خلال افتراس الأفراد الأضعف والمرضى، تساعد أسماك القرش على تقوية الجينات بأنواع فرائسها، ما يضمن بقاء الأفراد الأكثر لياقة فقط على قيد الحياة والتكاثر، وتعتبر عملية الانتقاء الطبيعي هذه ضرورية لصحة ومرونة النظم الإيكولوجية البحرية على المدى الطويل.
وهناك دور آخر أقل شهرة لأسماك القرش وهو مساهمتها في تدوير المغذيات وعزل الكربون بالمحيطات، فعندما تتغذى أسماك القرش على فرائسها، فإنها تساعد على إعادة توزيع العناصر الغذائية بجميع أنحاء البيئة البحرية، ما يعزز نمو العوالق النباتية وغيرها من المنتجات الأولية، وهذا بدوره يعزز عزل الكربون ويساعد على التخفيف من آثار تغير المناخ.
وتوفر أسماك القرش أيضاً فوائد اقتصادية وسياحة بيئية كبيرة للمجتمعات الساحلية حول العالم، تجتذب جولات مشاهدة أسماك القرش ورحلات الغوص لملايين السياح كل عام، ما يدر إيرادات ويدعم الاقتصادات المحلية، بالإضافة إلى ذلك، تلعب أسماك القرش دوراً حاسماً في صناعة صيد الأسماك من خلال المساعدة في الحفاظ على صحة الأرصدة السمكية وضمان الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك.
وتعتبر أسماك القرش حيوية لصحة وتوازن محيطاتنا بطرق أكثر مما ندرك، من تنظيم أعداد الفرائس إلى تعزيز التنوع البيولوجي واستقرار النظام البيئي، تلعب أسماك القرش دوراً حاسماً في الحفاظ على صحة النظم البيئية البحرية، وإن حماية أسماك القرش والحفاظ عليها ليست ضرورية فقط لرفاهية هذه الحيوانات المفترسة ولكن أيضاً للصحة العامة لمحيطاتنا وكوكبنا.
