غادر الوفد الإسرائيلي المفاوض القاهرة، عائداً إلى تل أبيب، بعد زيارة مفاجئة قام بها رئيسا الموساد والشاباك استغرقت ساعات أمس السبت، بهدف استكمال محادثات صفقة تبادل الرهائن مع الفصائل الفلسطينية، فيما قالت مصادر إن حركة «حماس» قررت تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار حتى يتم اختيار خليفة لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في طهران الأربعاء الماضي، بينما شهدت عواصم عالمية عدة تظاهرات تضامن مع الشعب الفلسطيني وأسراه، وطالبت مسيرة في لندن حكومة حزب «العمال» بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن الوفد المفاوض بمشاركة رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، ومنسق العمليات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية اللواء غسان عليان، عاد إلى تل أبيب بسبب خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة أن خلافات بين نتنياهو والجيش بشأن محادثات الصفقة، كانت من ضمن أسباب عودة الوفد المفاوض، دون توضيح ماهية هذه الخلافات.
وقال موقع «أكسيوس» الأمريكي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أمس السبت، إن محادثات الوفد الإسرائيلي في القاهرة لم تسفر عن انفراجة والتوصل إلى اتفاق ما زال بعيداً.
وزعم نتنياهو رداً على اتهامه بإجهاض صفقة التبادل، أن حركة «حماس» أدخلت عشرات التغييرات. وقال إن «حماس» تطالب بإنهاء الحرب والإفراج عن أقل عدد من الأسرى، مشيراً كذلك إلى أن «حماس» تريد استعادة السيطرة على غزة و«تكرار أهوال 7 أكتوبر». وأكد نتنياهو تمسكه بالسيطرة على محور فيلادلفيا ومنع عبور المسلحين إلى شمالي غزة
وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بأن وزير الجيش الإسرائيلي يولاف غالانت أبلغ نتنياهو في اجتماع مغلق أنه لا يوجد سبب أمني يمنع التوصل إلى صفقة، وأنه لا يمكن التوصل لها في ظل شروطه الجديدة.
ومساء أمس الأول الجمعة، أفادت «القناة 12» العبرية بأن نتنياهو تشاجر يوم الأربعاء الماضي مع رئيسي الشاباك والموساد ومسؤول «ملف المختطفين» بالجيش الإسرائيلي، اللواء نيتسان ألون، واتهمهم بأنهم «ضعفاء» و«يعملون لصالح رئيس حماس بغزة يحيى السنوار».
وعلق زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أمس السبت، على عودة وفد التفاوض الإسرائيلي من القاهرة، قائلاً إن «رئيس الوزراء يواصل تأخير الاتفاق على عودة المختطفين لأسباب سياسية فقط».
وأضاف: «يجب على رؤساء الأجهزة الأمنية أن يخرجوا ويخبروا الجمهور بالحقيقة - إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قد تخلت عن المختطفين، فعليها أن تكون صادقة مع عائلاتهم وتتوقف عن الألاعيب».
وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قد أعلن، مساء الجمعة، أن الوسطاء بمن فيهم الإسرائيليون يسعون للتوصل إلى وقف إطلاق النار ل 6 أسابيع».
وقال كيربي في حديث لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، «لا نعرف إذا كان ما شهدناه في المنطقة أخيراً سيؤثر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار». وأعرب عن اعتقاده بأنه «يمكن سد الفجوات الضيقة المتبقية، وأن تحقيق وقف لإطلاق النار أمر ممكن وأن المفاوضات ممكنة حتى بعد مقتل إسماعيل هنية».
وأعلن منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، أمس السبت أنه على خلفية «المماطلة» في المفاوضات لاستعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة، قررت الخروج في تظاهرة أمام مقر وزارة الجيش في الكرياه بتل أبيب.
شهدت العديد من المدن والعواصم العالمية، أمس، تظاهرات حاشدة تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتظاهر عشرات الآلاف في العاصمة البريطانية لندن. وجاب المنظمون الشوارع قادمين من مختلف المدن والبلدات البريطانية، لمطالبة الحكومة الجديدة بقيادة حزب العمال، بوقف تسليح إسرائيل ودعمها في الحرب على غزة.
وطالب المتظاهرون من أمام مقر الحكومة في داونينغ ستريت، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. وتحدث في ختام المظاهرة عدد من الممثلين عن حركات سياسية ومجموعات ناشطة ونقابات، مطالبين الحكومة بإنهاء تورطها في الإبادة المستمرة خلال الحرب على غزة.
وشارك في تظاهرة أمس مجموعة من اليهود الناجين من المحرقة وأبنائهم وأحفادهم، للتعبير عن رفضهم لاستخدام اسمهم من قبل إسرائيل في الإبادة التي ترتكبها خلال الحرب على غزة.
وشهدت العاصمة الهولندية أمستردام، والدنماركية كوبنهاغن، والفرنسية باريس، والماليزية كوالالمبور، تظاهرات حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف العدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التظاهرات الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، داعين إلى وقف المعايير المزدوجة ومحاكمة المسؤولين عن المجازر بحق الشعب الفلسطيني. (وكالات)
