عادي
صيفنا قراءة

خليل عبد الواحد: القراءة زاد الفنان

14:21 مساء
قراءة 4 دقائق
خليل عبد الواحد

الشارقة: علاء الدين محمود

«القراءة تعزز من معرفة الفنان، وتقوّي من إنتاجه الفني وقدراته الإبداعية»، هكذا تحدث الفنان التشكيلي خليل عبد الواحد عن علاقة المبدعين في مجال الفنون البصرية بالاطلاع، وتحصيل المعارف، حيث إن بعض الفنانين يمتلكون الموهبة، والملَكة، والحرفة الإبداعية، والقراءة تمكنهم من الاطلاع على كل المستجدات في الفنية والتيارات، والاتجاهات، والأساليب الجديدة، إذ إن القراءة تطور بالفعل من الفنان وتجعله على علم بما يدور في العالم، غير أن قراءات الفنان، لا تختلف كثيراً عن الآخرين، حيث إن المبدع لا يحصر نفسه في منتج وإصدارات الفنون فقط، بل يحاول أن يقرأ في كل المجالات الأخرى، مثل الأدب والفكر، ولئن كان للتشكيلي رسالة يقدمها عبر التعبير الفني، فهو بحاجة للاطلاع من أجل أن يكون لرسالته معانيها، ودلالاتها.

ويؤكد عبد الواحد على أهمية المعرفة بالنسبة للمبدع، فكلما زاد وعي الفنان، كلما كان توجهه الفني أكثر عمقاً، وذلك الأمر سينعكس بصورة واضحة في أعماله، ورسوماته، وتكويناته الفنية، حيث إن هناك علاقة قوية تربط بين الفنون والأدب والفكر.

  • خيار مناسب

وأشار عبد الواحد إلى أن ما يميز الصيف كموسم للإقبال على القراءة هو أن العطلة تجعل الكثير من الفئات تجد وقتاً للممارسة فعل الاطلاع، بخاصة مع أجواء الهدوء والعزلة في البيوت، أو في حالة السفر والترحال، إذ في كل هذه الأحوال تبدو القراءة خياراً مناسباً لقضاء العطلة، ومن المهم أن يكون الاطلاع متنوعاً في أنماط عدة، إلى جانب التركيز في المجال الذي يميل إليه القارئ، ويجد فيه نفسه

ويضع عبد الواحد نصب عينيه عدداً من المؤلفات في شتى ضروب المعرفة من أجل الاطلاع عليها، وبصورة أكثر خصوصية، يقبل على قراءة كتب لمؤلفين إماراتيين، إذ إن من المهم أن يطلع المرء على إصدارات مؤلفين ينتمون إلى ذات بيئته وثقافته.

  • الحكايات الشعبية

ويلفت عبد الواحد إلى أن من أكثر المؤلفين الإماراتيين الذين يحب أن يقرأ لهم الكاتب والباحث الدكتور عبد العزيز المسلم، الذي يرفد المكتبة بعدد من الإصدارات تتناول الإرث المحلي، وتعزز ثقافة الفنانين بمفردات من البيئة والتراث وحكايات من الأساطير، العربية والمحلية، فالأمكنة والموروث والقصص الشعبية، تشكل مصدر إلهام للفنان التشكيلي، ومن هذه المؤلفات كتاب «موسوعة الكائنات الخرافية»، من إصدارات معهد الشارقة للتراث، والذي يوثق فيه المسلم لـ 36 كائناً خرافياً من الحكايات الشعبية الإماراتية، ويتكون الكتاب من عدة أقسام أهمها: اسم الكائن، والبيئة الذي اشتهر فيها، وأصل وتفسير هذا المسمى، كما يتناول المصادر التي تحدثت عنه وتناقلته، وهل لهذا الكائن أصول، وتم ذكره في الأدب العربي القديم.

ويشير عبد الواحد إلى أن كتاب عبد العزيز المسلم المعنون بـ«الأزياء والزينة في دولة الإمارات العربية المتحدة»، قد ألهمه في رسم لوحة تحمل مضامين قريبة في تلك التي في الكتاب، فالأزياء ذات علاقة بهوية المجتمع، وانتمائه القومي، كما أنها مجال لإظهار الخصوصية الثقافية والدينية والاجتماعية، وتشير إلى المسار التاريخي الذي مرت به حضارة معينة.

خليل عبد الواحد: القراءة زاد الفنان

وكذلك يفضل عبد الواحد، قراءة مؤلفات الفنان علي العبدان، الذي يتميز بالتنوع في البحوث والعوالم الجمالية، ومن مؤلفاته كتاب «فن الصوت الخليجي في الإمارات: البدايات والنهايات»، وهو يبحث ويؤرخ لبدايات ظهور الغناء في الإمارات، وكذلك التعريف بأهمّ الفنانين الإماراتيين، ويقدم تحليلات لبعض الأصوات التي سجّلها هؤلاء الفنانون، كما أن الكتاب يوثّق لجانب كبير من تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات خاصّة، وفي الخليج عامة، ويؤكد عبد الواحد أن هذا الكتاب فتح له آفاقا كبيرة بخاصة في مجال الموسيقى، إذ عزز من ذائقته الغنائية والموسيقية، وعرّفه بأجيال الرواد.

خليل عبد الواحد: القراءة زاد الفنان

وهناك أيضاً الكاتب والشاعر محمد الحبسي، الذي يكن له عبد الواحد إعجاباً خاصاً، فهو من المؤلفين الذين كتبوا عن الحياة الإماراتية، حيث تعزز إصداراته قيم الانتماء والشعور الوطني، ومن مؤلفاته: «المتاحف الخاصة في الإمارات.. دراسة وأمثلة»، وهو من المؤلفات المهمة التي تتناول المتاحف الخاصة في الدولة، وما تحفل به من كنوز تراثية وأثرية.

كما يعمل عبد الواحد على قراءة كتاب «النشوء والارتقاء في الفن التشكيلي الإماراتي»، للكاتب والفنان إحسان الخطيب، وهو بمثابة ذاكرة للتوثيق الفني من خلال استضافة الفنانين ليحكوا عن تجاربهم الخاصة.

خليل عبد الواحد: القراءة زاد الفنان
  • تاريخ

ويلفت عبد الواحد إلى اهتمامه الخاص بالاطلاع على تاريخ الفنون، والكتب الصادرة في هذا الموضوع، حيث قرأ العديد من المؤلفات والدراسات عن فنانين عالميين، وكذلك عن اتجاهات وممارسات فنية، وفي جعبته العديد من الكتب التي يعمل على قراتها منها كتاب غير مترجم بعنوان «30،000 سنة من الفنون»، وهو من إصدارات معهد «فدون» للفنون.

وهناك أيضاً كتاب «إدارة الفنون في زمن عاصف»، لميلينا دراجيشتيفيتش، ترجمة الدكتور نهاد سالم، و يضع القارئ أمام مشهد الفنون في بلدان وسط وشرق أوروبا، حيث تعرضت تلك الدول لفترة عصيبة من التغيير والتطور والانتقال من نظام اشتراكي، إلى اقتصاد السوق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ejxc8tc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"