عادي

ما زالت تضرب غزة بقوة.. هل تسعى إسرائيل حقاً لتوسعة الصراع؟

01:38 صباحا
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات

على الرغم من دعوات إلى التهدئة وحجم الصراع المستعر في غزة منذ قرابة 10 أشهر ما زالت القوات الإسرائيلية تستهدف المدينة التي أصبح أكثر من ثلثي مبانيها أطلال وخراب لا آخر له، ما يتسبب في وقوع عشرات الضحايا يومياً نتيجة القصف العشوائي، حيث أعلن الدفاع المدني الخميس مقتل 18 شخصاً على الأقل في قصف إسرائيلي طال مدرستين، في حين اتهمت إيران إسرائيل بالسعي إلى توسيع الحرب في الشرق الأوسط.

وتستمر الجهود الدبلوماسية في كافة الاتجاهات لتجنب تصعيد عسكري في المنطقة بعدما توعدت إيران بالرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز في طهران والذي حملت مسؤوليته لإسرائيل.

وكانت الحركة أعلنت، الثلاثاء، تعيين يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي، فيما تتهمه السلطات الإسرائيلية بأنه أحد العقول المدبرة للهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي أدى إلى الحرب في قطاع غزة.

ومنذ هدنة بأسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني، فشلت كل جهود إبرام اتفاق هدنة وتبادل جديد بين حماس وإسرائيل، وأدت الحرب التي خلفت بحسب وزارة الصحة في غزة مقتل نحو 40 ألف فلسطيني في القطاع الصغير والمحاصر، إلى إشعال التوترات في الشرق الأوسط بين إيران والفصائل المسلحة، وإسرائيل.

في غضون ذلك، يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية كارثية.

وقال المسؤول في الدفاع المدني في غزة محمد المغير لوكالة فرانس برس إن القصف الإسرائيلي على مدرستي عبد الفتاح حمود والزهراء في مدينة غزة بشمال القطاع، قتل ما يزيد على 18 مواطناً، ويوجد ما يزيد على 40 مفقوداً و60 مصاباً.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن «إرهابيين وقيادات من حماس استخدموا مباني المدرستين، حيث خططوا ونفذوا هجمات من هناك».

  • «خطأ استراتيجي»

تأتي الضربات في غزة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة في أعقاب اغتيال هنية والقائد العسكري لحزب الله اللبناني فؤاد شكر في 30 يوليو/ تموز في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. وتوعدت إيران و حزب الله بالرد على هاتين العمليتين.

وقال القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس في جدّة إن اغتيال هنية في طهران «كان خطأ استراتيجياً سيتبعه ثمن باهظ جداً».

في حين لم تعلق إسرائيل على مقتل هنية، اتهمها الوزير الإيراني بأنها «تريد تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة».

وشدد باقري على «حقّ إيران الذاتي» في «الدفاع المشروع عن النفس»، وتابع أن الردّ «سيكون مكلفاً»، لكنه «سيكون لصالح الأمن والاستقرار وبالتالي لصالح كافة الدول في المنطقة».

  • الحوثيون في اليمن

إلى ذلك، أكد الحوثيون في اليمن الخميس، أن «الرد الحتمي» على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت خزانات الوقود في ميناء الحديدة في غربي البلاد «آت»، في إشارة إلى قصف إسرائيلي طاله في 20 يوليو/تموز، غداة تبنّي الجماعة اليمنية هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب.

في المقابل، أكدت إسرائيل خلال الأيام الماضية أنها مستعدة هجومياً ودفاعياً للتعامل مع أي هجمات تطالها. والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن بلاده ستواجه حزب الله اللبناني «بكل قوتها».

وقال: «لن نسمح لميليشيا لحزب الله بزعزعة استقرار الحدود والمنطقة، إذا واصل، فإن إسرائيل ستقاتله بكل قوتها»، وذلك في رسالة موجهة إلى الشعب اللبناني وزّعها مكتبه.

  • محاولات لمنع توسع الصراع

وفي مواجهة مخاطر توسع الحرب، يحاول المجتمع الدولي إيجاد سبل للتهدئة، وتتزايد الاتصالات خاصة بين الدول التي تتوسط في النزاع في غزة، وهي الولايات المتحدة وقطر ومصر. إلا أن الولايات المتحدة أعلنت كذلك تعزيز وجودها العسكري في المنطقة للدفاع عن حليفتها إسرائيل. والخميس، أعلن الجيش الأمريكي أن طائرات مقاتلة من طراز إف-22 تابعة له وصلت إلى الشرق الأوسط.

في روما، أعلن مكتب رئيس الوزراء جورجيا ميلوني أن هذه الأخيرة تحادثت هاتفياً الخميس، مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وشدّدت معه على «الحاجة إلى تجنّب مزيد من التصعيد وإعادة فتح قنوات الحوار».

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس، في أنقرة، المجتمع الدولي إلى «اتخاذ إجراءات فعالة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي».

  • دعوات جديدة إلى الإخلاء

في غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي الخميس، بياناً باللغة العربية يتضمّن دعوات جديدة إلى إخلاء مناطق في خان يونس في جنوب القطاع المحاصر.

وقال إن حركة حماس «تواصل إطلاق القذائف الصاروخية» من هذه المناطق نحو إسرائيل، وإن الجيش «سيعمل بقوة ضد هذه العناصر»، طالباً من سكان هذه المناطق إخلاءها «من أجل أمنكم». من جهته، أعلن الدفاع المدني العثور على خمس جثث في منزل تعرض للقصف في خان يونس. وتعرّضت مناطق عدة في قطاع غزة خلال الساعات الماضية لقصف إسرائيلي.

وارتفعت حصيلة القتلى في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلى 39699 قتيلاً، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وقتل خلال الحرب أكثر من 1,5 في المئة من سكان القطاع الساحلي البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

  • - «آسف»

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «أسفه» لتمكّن حركة حماس من شنّ هجومها، من دون أن يقرّ صراحة بمسؤوليته عن الإخفاقات التي أتاحت وقوعه.

وقال في مقابلة نشرتها، الخميس، مجلة «تايم» الأمريكية رداً على سؤال عمّا إذا يعتذر لذلك، «أعتذر؟... بالطبع، بالطبع. أنا آسف، بعمق، لأن أمراً كهذا قد حصل. ودائماً ما تعيد النظر وتسأل، هل كان يمكننا القيام بأمور تحول دون وقوعه».

ومنذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، يتبادل حزب الله إطلاق النار بشكل يومي مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وأعلن الحزب الخميس، أنه قصف «بصليات من صواريخ الكاتيوشا منصات القبة الحديدية ومرابض مدفعية إسرائيلية وانتشار آلياته في منطقة خربة منوت في الجليل» في شمال إسرائيل. كما قصف ثكنة زرعيت، وهي مقر قيادة الكتيبة التابعة للواء الغربي، بصواريخ بركان، وفق البيان.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر متوجهاً إلى اللبنانيين، إن حزب الله «أطلق 7500 صاروخ علينا من بلادكم، ألف منها سقطت في لبنان».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39d4e7w2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"