الشارقة: محمود محسن
نجحت القيادة العامة لشرطة الشارقة، ممثلة في إدارة التحريات والمباحث الجنائية، في استرداد 300 ألف درهم، تم الاستيلاء عليها في عملية احتيال إلكتروني، وتمكنت من إحباط العملية وإعادة الأموال، في عملية نوعية استغرقت 6 ساعات للتعرف إلى الجناة وضبطهم واسترداد الأموال المنهوبة.
وكشف الرائد محسن أحمد، مدير فرع الجرائم الإلكترونية بإدارة التحريات والمباحث الجنائية، عن ورود بلاغ من خليجي، يفيد بتعرض ابنته لعملية احتيال إلكتروني خلال سداد رسوم إحدى المعاملات الحكومية، وذلك عبر أحد الروابط الوهمية، حيث طُلب منها سداد رسوم الخدمة من أحد مواقع المؤسسات الحكومية عبر رابط إلكتروني، وتم إرسال كلمة السر المؤقتة «OTP» في رسالة نصية تلقتها عبر هاتفها المتحرك، وعقب تنفيذ العملية وإدخال كلمة السر فوجئت بخصم مبلغ 300 ألف درهم.
رابط وهمي
أوضح الرائد محسن أحمد، أن عملية الاحتيال تمثلت في إنشاء رابط لصفحة وهمية تحمل جميع تفاصيل الموقع الفعلي للمؤسسة الحكومية، إلا أن الضحية وخلال متابعة عملية سداد الرسوم لم تلاحظ تغير في شريط المهام من الموقع الرسمي لآخر وهمي، وبمجرد الضغط على الرابط، تم توجيه الضحية إلى الصفحة الوهمية المصممة للإيقاع بها.
وبيّن أن الرسوم الفعلية للخدمة التي ظهرت للضحية عشرة دراهم، بينما الصفحة الوهمية لديها تحمل مبلغ آخر ولم تظهر تفاصيلها للضحية، وعليه باشرت عملية السداد دون التأكد من تفاصيل الرسالة النصية المرسلة والمرفقة بـ«OTP»، أو حتى من نوع العملة المراد السداد بها.
ضبط المتهمين
أوضح مدير فرع الجرائم الإلكترونية، أنه طلب من صاحب البلاغ إرسال رقم الحساب الذي تعرض لعملية الاحتيال، وعلى الفور تم تشكيل فريق من فرع الجريمة الإلكترونية، وبالبحث والتحري تم الوصول إلى حساب منفذ العملية، وعليه تم إبلاغ الفريق الميداني للتحرك على الفور بحسب المعلومات المتوفرة، وخلال 6 ساعات تمكن الفريق من ضبط متهمين اثنين من المشتركين في العملية، كما وردت معلومات عن اشتراك شخص ثالث وعن وجوده في المطار، وبدورهم تمكنوا من ضبطه قبل مغادرة الدولة.
وأكد أن التحقيقات أظهرت أن عمليات تحويل المبلغ جرت عبر حسابات عدة نفذها أشخاص من الجنسية العربية والإفريقية، ونجح الفريق من استرداد الأموال رغم تحويلها إلى خارج الدولة، حيث استرجع إجمالي المبلغ في أقل من 24 ساعة إلى حساب صاحبته، فيما تم تحويل ملف الواقعة إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات.
وعي الجهور
أكد الرائد محسن أحمد، أن وعي الجمهور ومتعاملي الخدمات الإلكترونية، ضروري للوقاية من الوقوع كضحايا لعمليات الاحتيال الإلكتروني، مبيناً أن أغلبية الجرائم المسجلة ترتبط مباشرة باحتياجات الجمهور، لذا وجب التنويه بضرورة التأكد من صحة الروابط الإلكترونية، والبيانات المرفقة مع رسائل الـ«OTP» كونها يطرأ عليها تغييرات للإيقاع بالضحايا واستغلالهم من خلال المعلومات البنكية المدخلة، وشدد على أهمية عدم مشاركة البيانات الشخصية، مع أي شخص أو شركة أو مؤسسة، والتحقق من عنوان البريد الإلكتروني المستخدم، وتجنب الروابط المشبوهة في البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، والمحافظة على تحديث نظام التشغيل والبرامج الأخرى بانتظام لتجنب الثغرات الأمنية.
