«نورد ستريم» مجدداً

10:36 صباحا
قراءة دقيقتين
2

بعد نحو عامين على تفجير خطي أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم) في بحر البلطيق، اللذين كانا يمتدان من روسيا إلى ألمانيا ومنها إلى الدول الأوروبية، بدأت تتكشف الحقائق عن تورط أوكرانيا في التفجير، وذلك بعد تقارير إعلامية عن وجود وثائق سرية تؤكد علم الاستخبارات الأمريكية بخطط أوكرانيا لتفجير الخطين. عندما تم تفجير الخطين يوم 26 سبتمبر (أيلول) عام 2022، دارت تكهنات كثيرة حول من يقف وراء التفجير، وقد سارعت الدول الغربية يومها إلى اتهام روسيا، فيما رأى البعض أن لا مصلحة لها بالتفجير، وأن المخابرات الأمريكية ضالعة فيه كي يتم استبدال تصدير الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية بغاز من الولايات المتحدة وبأسعار مضاعفة، في حين اتهم البعض أوكرانيا بأنها تقف وراء التفجير لحرمان روسيا من عائدات الغاز وبالتالي إضعاف قدرتها على تمويل آلة الحرب. ما تم الكشف عنه قبل يومين أن برلين أصدرت مذكرة اعتقال بحق مدرب غوص أوكراني كان يقيم قي بولندا قبل أن يغادرها يشتبه فيه بالمشاركة في عملية تفجير الخطين، واضعة حداً للغموض الذي لفَّ الحادث ومرتكبي التفجير ودوافعهم. وأشارت وسائل الإعلام الألمانية إلى أن مدرب الغوص كان جزءاً من مجموعة ضمت أيضاً رجلاً وامرأة أوكرانيين شاركوا جميعاً في وضع المتفجرات على الخطين. 

وذكر تقرير نشرته صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» أن ألمانيا طلبت من بولندا في يونيو (حزيران) الماضي اعتقال الرجل ويدعى فولوديمير. ز. ويعتقد أنه غادر بولندا في مطلع يوليو (تموز) إلى كييف. ووضع مكتب المدعي العام البولندي اللوم على ألمانيا لأنها لم تدرج المشتبه فيه في قائمة المطلوبين ما سمح له بالمغادرة، لكن نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوشر أكد أن «القضاء الألماني عازم على مواصلة التحقيق في عملية التخريب أياً كان منفذها». 

يُذكر أن السويد والدنمارك أغلقتا التحقيق في القضية مطلع العام الحالي فيما واصل المحققون الألمان عملهم. وكان الصحفي الاستقصائي الأمريكي سيمور هيرش قد اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في التفجير من خلال مخابراتها وبأوامر مباشرة من الرئيس جو بايدن، وقال إنه لن يتراجع عما قاله، وإنه متأكد مئة في المئة من المعلومات التي ذكرها والتي قدمتها له مصادر مطلعة يلتزم بعدم الإفصاح عنها، وأشار إلى أن كل الوثائق الخطية المتعلقة بعملية التفجير تم التخلص منها. 

وفي مارس (آذار) 2023 أكدت صحيفة نيويورك تايمز استناداً إلى معلومات مؤكدة أن مجموعة موالية لأوكرانيا تقف على الأرجح وراء التخريب ولكن من دون مشاركة الرئيس زيلنسكي. لكن هل يمكن أن تتم عملية بهذا الحجم وتحتاج إلى جهد استثنائي ومخابراتي بشكل فردي وبمبادرة من مجموعة أشخاص من دون تخطيط ومن دون علم مسؤولين رفيعي المستوى في أجهزة الدولة والمخابرات؟ المهم أنه تم الإمساك بطرف الخيط وتحديد الجهة التي تقف وراء التفجير، والأشخاص الذين تولوا التنفيذ.. لكن هل تستطيع ألمانيا مواصلة التحقيق حتى نهايته والوصول إلى الذين أمروا وخططوا ونفذوا وجلبهم إلى التحقيق؟.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4rxkrned

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"