عادي

«نينا تُغنّي بياف».. الفارق بين الهواية والهوى

23:13 مساء
قراءة دقيقتين

رواية «نينا تُغنّي بياف» للكاتب العراقــي بولص آدم تمزج بين الواقع الحقيقي جـداً والـفــانتــازيا المحلّـــقة فــي سـماوات الخــيال إلــى أبعد مدى. تدور أحداث الــــروايـــة فــي مـــدن شـتــى من الشرق والغرب، عبر عشرات القــصص الخلــفيــة والشخـصيـــات الحــقيــقيـــة التـي تدفع بالقصـة الرئيسية إلى الأمام، بعنصر المفاجأة الغزير والثري. الشخصيات في الرواية هي التي فوجئت المرة تلو المرة قبلنا، نحن نكتشف ذلك في الوقت المناسب فقط، ليس إلا أن ندرك بأن أمكنة ومدن الخلاص الموعودة للمهاجرين قسراً، ما كانت في حياة نينا ومن حواليها، سوى أمكنة تُخفي لعنة وخديعة وانصهاراً.. ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 185 صفحة من القطع المتوسط، ويضم اثني عشر فصلاً يراوح فيها بولص آدم بين اجترار الماضي، متمثلاً في حكاية نينا حول تاريخ عائلتها، وتماهيها مع أمها التي كانت تعشق إديث بياف، المغنية الفرنسية المشهورة، وكيف اكتشفت أنها هي أيضاً تملك روح بياف وعشقها للغناء، وعلى الرغم من تبدي تلك الموهبة في وقت مبكر من حياتها، ففي الفصل السادس تقول نينا حول نجاحها المبكر في الغناء: «أحرزت المرتبة الأولى ضمن برنامج مواهب غنائية في راديو يريفان. ووقع عليّ الاختيار للغناء المنفرد مع كورال أوركسترا المدينة. أسعدني الخطو على طريق فني عتيد، يعوّض عدم مواصلة الدراسة النغمية في مرحلة متطورة ويعقب دراستي النغمية الموسيقية الابتدائية طريق آخر، لكنه يؤدي إلى الهدف نفسه. وتهيّأ لي حيز إثبات الذات في تقديم الموهبة واختبار النتائج خطوة خطوة والحكم هو للمتذوقين، مختلف المستمعين، كما كنت في ذلك العمر وبعفوية استشراف»، لكنها تُتبِعه بحسرة وإحباط هما ما كان ينتظرها بعد ذلك النجاح الباهر فإن «آخر ما كنت أتخيّله في بداية عقدي العشريني، أن أتعرّض للغزو على يد من أحببت وضحّيت بغربتي هنا من أجله. آشورية من بين عدة آلاف في موسكو اختارت أرمينيّاً من بين مليون أرميني تتزوجه وترافقه للعيش معاً في بلده الأم»، لكن الفرصة ربما تأتي بعد ربع قرن، تصحو قبل فوات الأوان على حقيقة أن ثمة أملاً، ثمة فرصة ما، تتمثل ببساطة في مسابقة غنائية، ترغب نينا في اقتناصها وتصفية حسابات إثبات الذات والموهبة والمصير المجهول في حياتها من خلالها، لا سيما في أزمنة الرماد على وقع أزمنة ضاجة صاخبة، من التحولات السياسية والاجتماعية.....
ومن الجدير بالذكر أن بولص آدم أديب وفنان سينمائي عراقي، يكتب الرواية والقصة القصيرة والقصيرة جداً والنقد. وينقش وينحت على الرخام والمرمر. خريج أكاديمية الفنون الجميلة- جامعة بغداد. اختصاص سينما، أخرج عدة أفلام قصيرة ومثّل في العديد من المسرحيات. درس الفلسفة وتاريخ الفن في النمسا. صدر له: كتاب «ضراوة الحياة اللامتوقعة»، القاهرة، 2010. «اللون يؤدي إليه»، بغداد، 2013. «باصات أبو غريب»، دمشق، 2020.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xkcxeh7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"