عادي

صراع شرس بين ترامب وهاريس لكسب معركة «السوشيال ميديا»

21:23 مساء
قراءة 5 دقائق

إعداد ـ محمد كمال
من الواضح أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يأخذ منحى متزايداً عن الانتخابات السابقة، ما يفسر تنافس كل من معسكرَي الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، بشدة، على الناخبين الشباب، والناخبين عبر الإنترنت، من خلال مغازلة المؤثرين، والترويج للمناكفات عبر الإنترنت، ما يطلق عليه مراقبون «الاستراتيجيات الرقمية أولاً».
وينظر للرئيس السابق ترامب باعتباره مقاتلاً مخضرماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اكتسب عدداً ضخماً من المتابعين، بعد سنوات من استخدام المنصات للترويج لأفكاره، ومهاجمة معارضيه، كما يسعى للاستفادة من قدرته على الوصول إلى الرأي العام الأمريكي بشكل مباشر، وغير مكتوب.
وتودّد المرشح البالغ من العمر 78 عاماً، إلى شخصيات على الإنترنت، بما في ذلك مذيع البث المباشر أدين روس، البالغ صاحب الـ 23 عاماً، والذي رقص ترامب بجانبه في منشور حديث على منصة «تيك توك»، وحصد ما يقرب من 50 مليون مشاهدة. وظهر ترامب في منشور آخر في موقف قتالي مع اليوتيوبر والملاكم، جيك بول، وحقق أكثر من 13 مليون مشاهدة، وانضم إلى بودكاست شقيقه لوغان بول والذي لديه أكثر من 4.7 مليون مشترك على منصة يوتيوب.
استراتيجية الحسابات الجديدة
أما معسكر هاريس فيسعى إلى اتّباع استراتيجية إنشاء حسابات جديدة بسرعة، وإعادة تسمية حسابات أخرى، والتمسك بـ«الميمات»، وتقديم المرشحة البالغة 59 عاماً، كوجه أكثر نضارة. ويعتمد منشور «تيك توك» الأخير الذي شاركه أحد حسابات فريق هاريس على تعليق صوتي من برنامج واقعي سريع الانتشار يقول «والآن أريد الجلوس والاسترخاء والاستمتاع بأمسيتي، عندما أسمع فجأة هذا الصوت المثير والمثير للقلق»، وأثناء تشغيل ذلك، ينتقل الفيديو من هاريس على المدرج وهي تبتسن وتصافح الأطفال، ثم تبدأ موسيقى مثيرة للتوتر مع ظهور طائرة تحمل اسم «ترامب ـ فانس». وقد حصد هذا المنشور الذي تبلغ مدته 10 ثوانٍ 23 مليون مشاهدة.
وقال تيم كالكينز، أستاذ التسويق في كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث وسترن، إن إحدى المزايا التي تتمتع بها هاريس هي تمكنها من استغلال تحوّل المنصات خلال السنوات الأخيرة نحو الاعتماد بشكل أكبر على التوصيات الخوارزمية، والمحتوى الرائج. وأضاف كالكينز: «أصبح المتابعون أقل أهمية مما كانوا عليه من قبل.. والآن، إذا كان لديك محتوى جذاب للغاية، فيمكنك الحصول على نسبة مشاهدة واسعة لذلك».
وأنشأ فريق هاريس، الجمعة، حساب تيوك توك لنائبها في الانتخابات، حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، وكان مقطع الفيديو الأول الخاص به يحمل طابع نكتة، حيث قال ساخراً إنه وكلبه يطلقان على المنصة اسم «تيم توك»، بعد أسبوعين من نشر نائب ترامب، السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو، أول فيديو له تيك توك، ويظهره مع مجموعة من مستخدمي يوتيوب.
وقالت حملة هاريس إنها تولت بنفسها قيادة الفريق الرقمي المكون من 175 شخصاً من حملة الرئيس جو بايدن. كما أن لديها فريقاً من الاستراتيجيين، جميعهم يبلغون من العمر 25 عاماً، أو أقل، ويديرون حساب تيك توك الخاص بها.
كما يستضيف أنصار هاريس أيضاً أحداثاً افتراضية مع مجموعات لجمع التبرعات، بما في ذلك واحدة تقودها نساء من السود، كما أدت مكالمة «نساء بيض من أجل هاريس» عبر تطبيق زوم إلى وجود عدد كبير جداً من المشاركين الذين يحاولون الانضمام إلى الاجتماع.
جهود المنافس ترامب لامتلاك مزيد من الزخم على وسائل التواصل الاجتماعي، حظيت بدعم من إيلون ماسك، حيث جمعتهما محادثة استمرت ساعتين، الأسبوع الماضي، حضرها أكثر من مليون شخص على منصة إكس. وبينما واصل ترامب النشر على منصته الخاصة Truth Social، فقد بدأ أيضاً بالنشر على إكس مرة أخرى، خلال الأسبوع الماضي وانضم، إلى تيك توك في يونيو/ جزيران.
تأثير كبير
وناقش الباحثون مدى تأثير الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي في الانتخابات، وإن كان من الصعب قياس فعالية مثل هذه الجهود في ترجمة الحماس على الإنترنت إلى أصوات. وفي الوقت الحالي، يقول الجانبان إنهما يلاحظان أدلة على نجاح استراتيجياتهما.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن هاريس متعادلة بشكل أساسي مع ترامب بين الناخبين، قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني. ومن المقرر أن يجتمع الديمقراطيون في المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو، حيث دعوا منشئي المحتوى لتوثيق الحدث، والتخطيط لبناء منصة جديدة. وبالمثل، دعا الجمهوريون عدداً من المؤثرين إلى مؤتمرهم الشهر الماضي، وخصصوا لهم مساحة.
وقالت إليزابيث بوكر هيوستن، وهي منشئة محتوى سياسي تبلغ من العمر 34 عاماً، إنها رفضت سابقاً بعض العروض المدفوعة من مجموعات التأييد لنشر مقاطع فيديو تدعم بايدن، لأنها لم تكن متحمسة له كثيراً. لكنها كانت أكثر استعداداً لعمل مقاطع فيديو لدعم هاريس. وأضافت هيوستن، التي لديها أكثر من 500 ألف متابع عبر حسابيها على تيك توك وانستغرام: «هناك رغبة كبيرة في التحدث عنها لأن الناس أصبحوا أكثر حماساً لها».
تدفق التبرعات

أشارت حملة هاريس إلى زيادة التبرعات من جيل الألفية بمقدار 10 أضعاف في يوليو/ تموز، وهو الشهر الذي دخلت فيه السباق، مقارنة بالتبرعات التي تلقتها حملة بايدن في يونيو/ حزيران. ولم تشارك الحملة أرقاماً محددة.
كما باع فريق هاريس ما يقرب من 3 ملايين دولار من القبعات المموهة، بعد أن انتشرت «ميمات» تقارن والز بنجم البوب ​​تشابيل روان - الذي يبيع موقعه الإلكتروني أيضاً قبعات مموهة - وفقاً للحملة.
واكتسب حساب هاريس على تيك توك الذي تم إنشاؤه في أواخر يوليو، مليونَي متابع في أول 24 ساعة، ولديه الآن نحو 4.5 مليون متابع. وقالت حملتها إن حساب KamalaHQ الخاص بالفريق نما بأكثر من ثمانية أضعاف منذ تغيير علامته التجارية من @BidenHQ.
وخلال الأسبوع الماضي، نشر حساب ترامب على تيك توك ثلاثة مقاطع فيديو حصدت أكثر من 35 مليون مشاهدة مجمعة. فيما نشر حساب هاريس خمسة مقاطع حصلت على ما يقرب من سبعة ملايين مشاهدة، وحصل حساب حملتها على أكثر من 25 مليون مشاهدة عبر منشوراته الـ 12.
وسلطت حملة ترامب الضوء على إطلاق حساب الرئيس السابق على تيك توك، في يونيو/ حزيران، والذي اكتسب نحو 2.7 مليون متابع خلال أول 24 ساعة، ولديه الآن أكثر من 10 ملايين متابع. كما أعادت المنصات بما في ذلك فيسبوك وانستغرام، إضافة إلى إكس ترامب، بعد أن حظرته سابقاً في أعقاب أعمال الشغب في الكابيتول الأمريكي في 6 يناير/ كانون الثاني 2021. ليجمع نحو 150 مليون متابع عبر تلك المنصات الثلاث.
وفي الآونة الأخيرة، قالت حملة ترامب إنها جمعت أكثر من مليون دولار من رابط تم إنشاؤه خصيصاً لمقابلة ماسك مع الرئيس السابق على إكس.
نصائح شبابية
وأوضحت بريلين هوليهاند البالغة 18 عاماً، وتتبادل الأفكار مع الحزب الجمهوري حول طرق الوصول إلى الشباب عبر الإنترنت، أنها أخبرت ترامب في إحدى الفعاليات، العام الماضين أنه يجب أن يشارك بشكل أكبر في منصات أخرى خارج برنامج Truth Social.، وقالت له، «أنت لا تصل إلى الشباب هناك.. لسنا على منصتك».
ويراهن كلا الحزبين على كيفية استمالة الناخبين الشباب، في حين يتخذ أغلب الأمريكيين قرارهم بشأن من سيصوتون له، لكن يظل الشباب منقسمين في الوقت الذي تظهر استطلاعات رأي ميلهم نوعاً ما، إلى ترامب.
وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما أول مرشح رئاسي يتبنى العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول مطلعون على حملته وقتها، إنه علم أن الاستراتيجية بدأت تنجح بمجرد أن حضر الناس للتطوع في الحملة، وقال إنهم سمعوا عنها من موقع ماي سبيس الشهير آنذاك. ولهذا بدأت حملة هاريس في إطلاق «الميمات». كما نقل الديمقراطيون المعركة ضد ترامب إلى منطقته الخاصة على قناة Truth Social. حيث أنشأت حملة بايدن حساباً تولت هاريس إدارته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2jtthrhn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"