عادي
تقليص متواصل للمنطقة الإنسانية بأوامر إخلاء

إسرائيل تحصر مليوني فلسطيني في 40 كيلومتراً مربعاً

22:30 مساء
قراءة دقيقتين

«الخليج» - وكالات
يوماً بعد يوم، تتقلص المساحة المخصصة للفلسطينيين للعيش الآمن في قطاع غزة، فباتوا مهددين يومياً بأوامر إخلاء إسرائيلية، جعلتهم عالقين في دوامة نزوح قسري متكرر، بات معها نحو مليوني شخص محاصرون حالياً في مساحة لا تتعدى 40 كيلومتراً مربعاً، بعضها مناطق لا يكف الجيش الإسرائيلي عن استهدافها، رغم تأكيده أنها آمنة للمدنيين.
وأجبر الجيش الإسرائيلي 250 ألف فلسطيني بقطاع غزة على النزوح قسراً خلال شهر أغسطس /آب الجاري فقط، تشكل نسبتهم 12% من السكان، خلال إصداره 12 أمر إخلاء، بدعوى مطاردة مسلحي حركة «حماس»، وفق ما أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
- أوامر متناقضة
ويشكو سكان غزة من أن أوامر الإخلاء التي تأتيهم عبر منشورات تسقطها الطائرات، أو رسائل نصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تكون متناقضة أحياناً، أو تصوّر مناطق خطرة على أنها آمنة، ما تعرضهم للاستهداف من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومنذ أشهر، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية على منطقة المواصي، التي حددت سابقاً باعتبارها منطقة آمنة، في وقوع إصابات بين المدنيين في المنطقة، ودفعت بعض الفلسطينيين إلى استنتاج أن أي جزء من القطاع لم يعد آمناً.
- تقليص مستمر
وتُعقِّد أوامر الإخلاء مهمة العاملين في المجال الإنساني في القطاع المحاصر، حيث تُفرض قيوداً على دخول المساعدات، وتسيطر إسرائيل على كل المعابر المؤدية إليه.
واستهدفت أوامر الإخلاء الصادرة الأربعاء على سبيل المثال، «80 مخيماً مؤقتاً وأربعة مراكز بنى تحتية للاستقبال بينها مركزان تابعان للأونروا»، بالإضافة إلى «مكاتب ومخازن للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية»، وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ومنذ بداية العام، دفعت أوامر الإخلاء الفلسطينيين الفارّين من الحرب إلى اللجوء إلى مناطق تبلغ مساحتها نحو 33% من القطاع، وفقاً للأمم المتحدة؛ والآن انخفضت هذه المساحة إلى 11% فقط من غزة.
ومع استمرار عمليات النزوج الفلسطيني في القطاع، تتفاقم المخاوف بشأن تفشي الأمراض وتدهور الظروف المعيشية في الجيوب الصغيرة المتاحة للمأوى.
- المنطقة الإنسانية
ومع بداية الحرب التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبسبب المخاوف الدولية المتزايدة من سقوط مدنيين فلسطينيين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن لديه خطة للنازحين. وبينما أمر بإخلاء شمال القطاع بالكامل، وزّع خرائط تشمل مناطق مرقّمة تغطي القطاع برمته، وأعلن عن «منطقة إنسانية» في المواصي مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً.
وقبل الحرب، كانت المنطقة تضم 1200 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، لكنها باتت الآن ما بين 30 و34 ألف نسمة في كل كيلومتر مربع».
وقلّص الجيش الإسرائيلي لاحقاً مساحة هذه«المنطقة الانسانية» من 50 إلى 40 كيلومتراً مربعاً، وفق الأمم المتحدة.
رغم ذلك، ما زالت تصل عربات جديدة وعائلات جديدة إلى الشاطئ المزدحم. وهنا أيضاً، كما هي الحال في كل مكان في غزة، يختلط أنين المرضى، وصراخ النازحين الغاضبين، وبكاء الأطفال مع صوت هدير المسيّرات الإسرائيلية المتواصل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3bht9c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"