عادي

اعتبروها «رمزاً للتهور المالي».. طائرة رئاسية جديدة تثير غضب النيجيريين

22:14 مساء
قراءة 3 دقائق

«الخليج» - متابعات
أثارت طائرة جديدة للرئيس النيجيري بولا تينوبو غضب العديد من النيجيريين في وقت يشهد فيه الاقتصاد أسوأ أزمة له منذ جيل كامل.
وتأتي عملية الشراء بعد أقل من أسبوعين من خروج الآلاف إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على ارتفاع معدلات الجوع وغلاء المعيشة.
وتسب شراء الطائرة الفاخرة من طراز «إيرباص A330»، موجة شديدة من الانتقادات للرئيس بولا تينوبو الذي انتخب العام الماضي لقيادة أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، وطبق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، تضمنت رفع الدعم عن الوقود، ما أسهم في ارتفاع معدل التضخم الذي يتجاوز حالياً 30%.
وقال الرئيس تينوبو: إن الإصلاحات ضرورية لخفض الإنفاق الحكومي وتحفيز النمو على المدى الطويل.
وفي يناير، أعلن الرئيس النيجيري خفضاً بنسبة 60% في حجم الوفود السياحية الرسمية، بما في ذلك حاشيته، ومع ذلك، غادر الرئيس الاثنين، إلى فرنسا باستخدام طائرة إيرباص A330 التي تم شراؤها حديثاً، والتي أصبحت أحدث إضافة إلى الأسطول الرئاسي المكون من قرابة 11 طائرة بما في ذلك المروحيات.
ولم يتم الكشف عن كلفة الطائرة، كما لم يتم الكشف عن سبب رحلته.
ووصف أوبي إيزيكويسلي، وزير التعليم النيجيري السابق، الطائرة النفاثة الجديدة بأنها رمز «التهور المالي» لإدارة الرئيس تينوبو منذ توليه السلطة في مايو من العام الماضي.
وأضاف: «لن تخسر الحكومة سوى احترامها إذا فشلت في تقديم معلومات كافية... للأشخاص الذين يتم إنفاق أموالهم».
دفاع الحكومة
وقال بايو أونانوجا، المتحدث باسم الرئاسة: إن الطائرة تم شراؤها بناءً على توصية من لجنة الأمن في مجلس الشيوخ، بعد أن شكك تحقيق في «سجل السلامة وكفاءة الكلفة للطائرة السابقة التي يبلغ عمرها 19 عاماً، خاصة بعد تعطلها أثناء رحلة إلى السعودية».
وأضاف المسؤول الرئاسي أن هذه الطائرة تم شراؤها بأقل بكثير من سعر السوق، وهو ما يوفر لنيجيريا تكاليف صيانة ووقود ضخمة، تصل إلى ملايين الدولارات سنوياً.
ولم تذكر الحكومة المبلغ الذي دفعته مقابل الطائرة، لكن وسائل الإعلام المحلية قدرته بنحو 100 مليون دولار، وأضاف أونانوجا: «الطائرة الجديدة فسيحة ومجهزة بأجهزة إلكترونية متطورة ومقصورة داخلية مخصصة ونظام اتصالات».
وترفع إضافة طائرة A330 أسطول الرئاسة النيجيري إلى 11 طائرة، بما في ذلك المروحيات، على الرغم من أن الطائرات العشر الأخرى ورثتها من الحكومات السابقة و3 من الطائرات القديمة معروضة للبيع.
وقال جواكيم ماسيبونج، محلل الحوكمة: إن الإنفاق الباذخ لم يقتصر على الطائرات النفاثة أو حتى على الحكومة الفيدرالية، بل امتد أيضاً إلى الإدارات على مستوى الولايات. وقال: «إذا نظرت إلى أولويات الإنفاق، فهناك القليل من الأدلة على أن الحكومة تدرك مصاعب النيجيريين».
أسوأ أزمة اقتصادية
وتسببت أسوأ أزمة اقتصادية في نيجيريا منذ التسعينات في زيادة البؤس على ملايين الأشخاص، حيث بلغ التضخم أعلى مستوى له منذ 3 عقود تقريباً وانخفضت قيمة النيرة بنحو 70% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي في العام الماضي بعد خفض قيمة العملة مرتين.
وتضاعفت أسعار الوقود 3 مرات منذ خفض الرئيس النيجيري جزئياً دعم الوقود في أول يوم له في منصبه، كجزء من التدابير التي زعم أنها ضرورية لإزالة التأثيرات المشوهة على الاقتصاد.
ووصف أفولابي أديكايوجا، وهو محلل أبحاث في مركز الديمقراطية والتنمية ومقره أبوجا، الطائرة الجديدة بأنها «نموذج مؤسف يظهر بُعد الحكومة عن الواقع، فهي تطلب من المواطنين تحمل المشقة والتقشف بينما ينفقون على أشياء مقتصرة على قِلة مختارة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3ax793

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"