عادي

استئناف محادثات غزة بالقاهرة مع تزايد المعاناة تحت وطأة الحملة الإسرائيلية

19:31 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة - رويترز
بحث المشاركون في المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن مقترحات جديدة للتسوية في القاهرة، السبت، سعياً لتقريب المواقف بين إسرائيل وحركة «حماس» لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.
ويأتي ذلك بعدما أفادت الأمم المتحدة بتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في القطاع مع ارتفاع معدلات سوء التغذية ورصد إصابة بشلل الأطفال.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية، إن القصف الإسرائيلي في القطاع أودى بحياة 50 شخصاً السبت، وذكرت السلطات أن القتلى الذين سقطوا جراء الأعمال القتالية على مدى الـ 48 ساعة الماضية ما زالوا ممددين في طرق تستمر فيها المعارك، أو تحت الأنقاض.
وقال مصدران أمنيان مصريان، إن وفداً من «حماس» وصل السبت، ليكون على مقربة من المحادثات، لمراجعة أي مقترحات قد تتمخض عن المحادثات الرئيسية بين إسرائيل والدول التي تقوم بالوساطة وهي مصر وقطر والولايات المتحدة.
ويتوقع حضور رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المحادثات. ولم تنجح المحادثات المتقطعة التي تجري منذ أشهر في تحقيق انفراجة تنهي الحملة العسكرية المدمرة التي تشنها إسرائيل في غزة، أو تحرير المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
حلول وسط
قال المصدران المصريان، إن المقترحات الجديدة تتضمن حلولاً وسطاً للنقاط العالقة مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسية، وعودة السكان إلى شمالي غزة. لكن لا توجد أي مؤشرات على حدوث انفراجة في النقاط الشائكة الرئيسية مثل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين غزة ومصر.
وتتهم «حماس» إسرائيل بالتراجع عن أمور كانت وافقت عليها سابقاً خلال المحادثات، وهو ما تنفيه إسرائيل. كما تقول الحركة، إن الولايات المتحدة لا تتوسط بحسن نية.
وفي إسرائيل، دخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خلاف مع المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار بشأن ما إذا كان يتعين أن تبقى القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة، إن من السابق لأوانه التنبؤ بنتيجة المحادثات.
وأضاف المسؤول «حماس موجودة هناك للبحث مع الوسطاء نتيجة مباحثاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين وما إذا كان هناك ما يكفي للإشارة إلى وجود تغير في موقف نتنياهو إزاء التوصل إلى صفقة».
 انتشار الأمراض
أودت الحملة الإسرائيلية على غزة بحياة ما لا يقل عن 40334 فلسطينياً حتى الآن، ومن شأن استمرار الحرب أن يؤدي إلى تفاقم محنة سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذين شُردوا جميعاً تقريباً، ويعيشون في خيام أو ملاجئ وسط الأنقاض، بينما ينتشر سوء التغذية والأمراض، ما يهدد أيضاً حياة الرهائن الإسرائيليين المتبقين في القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الجمعة، إن كمية المساعدات الغذائية التي دخلت إلى غزة في يوليو/ تموز الماضي، كانت من بين الأدنى منذ أكتوبر/ تشرين الأول عندما فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على القطاع.
وذكر المكتب أن عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في شمالي غزة في يوليو/ تموزالماضي كان أعلى بأربعة أمثال مقارنة مع مايو/ أيار، بينما في الجنوب حيث القتال أقل حدة، ويسهل الوصول إليه مقارنة مع الشمال، ارتفع العدد لأكثر من المثلين.
وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن رضيعاً يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما ما أثار مخاوف من انتشار المرض على نطاق أوسع في ظل افتقار السكان الذين يعيشون وسط الحطام لخدمات الصرف الصحي المناسبة.
كما يهدد استمرار الحرب بتصعيد كبير آخر في المنطقة، إذ تواصل إيران دراسة طريقة الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية على أراضيها الشهر الماضي.
وفي هذه الأثناء، بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية سي.كيو براون زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للتوتر يفضي إلى اتساع رقعة الصراع، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة تأهب للهجوم الذي تهدد إيران بشنه على إسرائيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/582mx43a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"