مبادرات فردية تخفض الانبعاثات لمواجهة الاحترار

تشكل عوامل ضغط لتبني سياسات خضراء
03:41 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: عبير حسين

عاد الاهتمام من جديد بقضية الاحترار العالمي بعد كارثة حرائق غابات الأمازون المطيرة، وملايين الأطنان من الكربون المنبعث منها في طبقات الجو، والتلوث الذي يتهدد الأرض بسببها.
وطالب أحدث التقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة والخاص بتأثيرات الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية، والمرجح وصوله إلى درجتين مئويتين بنهاية القرن، المجتمع الدولي بتغييرات سريعة بعيدة المدى وغير مسبوقة لإنقاذ الحياة على الأرض. والتحول إلى المبادرات الفردية للضغط على الشركات والحكومات لنجاح مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
يخلص التقرير إلى أن الحد من الاحترار العالمي يتطلب تحولات «سريعة وبعيدة المدى» في استخدامات الطاقة والصناعة والمباني والنقل والمدن وأنظمة الغذاء لخفض الانبعاثات العالمية الصافية الناتجة عن ثاني أكسيد الكربون بنحو 45٪ بحلول عام 2030، لتصل إلى «الصفر» في نحو عام 2050. وقدم التقرير عدداً من المبادرات الفردية التي يمكنها المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية الشخصية والتي لا يمكن الاستهانة بها، إذا تم تطبيقها على نطاق واسع، ومنها: تخفيض استهلاك اللحوم، واستبدال السيارات العاملة بالوقود إلى أخرى كهربائية، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة التي أصبحت أسعارها في متناول شريحة واسعة من المستهلكين مثل الألواح الشمسية.
وقال كيمبرلي نيكولاس،أستاذ مشارك علوم الاستدامة في مركز جامعة لوند للدراسات البيئية في السويد: «يشكل تغيير عدة أشخاص لعاداتهم في القيادة وتناول الطعام وارتداء الأزياء عامل ضغط على الشركات والحكومات لتبني سياسات خضراء».

إجراءات الخفض

حدد تقرير الأمم المتحدة العديد من الإجراءات الفردية، بشأن المساهمة في مواجهة التغير المناخي، أهمها التخلي عن قيادة السيارات التي تعد أكثر تلويثاً مقارنة بوسائل النقل الأخرى مثل المشي وركوب الدراجات أو استخدام وسائل النقل العام.
ماريا فرجينيا فيلارينو، المؤلفة المشاركة في التقرير أوضحت: «في البلدان الصناعية، يخفض التخلي عن ركوب السيارة نحو 2.5 طن من ثاني أكسيد الكربون، حوالي ربع متوسط الانبعاثات السنوية (9.2 طن)، التي يساهم بها كل شخص في البلدان المتقدمة».
وعن الطاقة المتجددة، قال التقرير: أصبحت الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية رخيصة على نحو متزايد في أنحاء العالم ،على الرغم من أن التكاليف النهائية تخضع لظروف محلية.
وأشار أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) إلى أن تكلفة الألواح الشمسية على نطاق المرافق انخفضت بنسبة 73٪ منذ عام 2010، مما يجعلها أرخص مصدر للكهرباء لدى العديد من الأسر في أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا. وفي المملكة المتحدة، تتنافس الرياح البرية والطاقة الشمسية مع الغاز، وبحلول عام 2025 ستكون أرخص مصدر لتوليد الكهرباء».
واهتم التقرير بشكل كبير بتغيير النظام الغذائي لمئات الملايين الذين يعتمدون على اللحوم والألبان، مؤكداً أن خفض استهلاك البروتين الحيواني بمقدار النصف، يخفض بصمة الكربون في نظام الفرد الغذائي بنسبة تزيد على 40٪.
وأكد التقرير أن قطاع صناعة الملابس يساهم بحوالي 3% من انبعاثات الكربون حول العالم سنوياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"