الكوليرا.. وباء تكرر سبع مرات

أزمات مرت
04:03 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: فدوى إبراهيم

الكوليرا وباء اجتاح العالم على مدى العصور، وما زال يهدد العديد من المدن، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه ظهر جلياً في العصر الحديث بدءاً من القرن التاسع عشر، انطلاقاً من دلتا نهر الجانج، في الهند، وما زال يحصد الأرواح حتى يومنا هذا، بسبب عدم ظهور أعراضه سوى على 5 إلى 10% من حامليه، فصنف من أكثر الأمراض فتكاً.
وتشير «الصحة العالمية» إلى أن الكوليرا اجتاح كل قارات العالم سبع مرات، في سنوات متفرقة، وحصد أرواح ملايين البشر، بينما عاش العالم جائحته الأخيرة في القرن الماضي بعد انتشاره في جنوب آسيا عام 1961م، ووصل إلى إفريقيا عام 1971م، ومن ثم إلى الأمريكتين في 1991م، ويتوطن الآن العديد من البلدان. لكن قصة الكوليرا تعود إلى قرون مضت، إذ ظل سكان العالم يتعرضون للكوليرا من دون معرفة مسبباته، ففي سجلات عصر أبو قراط (460-377 ق م)، وجالينوس (129-216 م)، توفر وصف لمرض قد يكون هو الكوليرا، ومصادر أخرى وصفت مرضاً عرف في سهول نهر الجانج منذ القدم، بينما تشير مصادر إلى أن «الدولة العثمانية» طبقت الحجر الصحي في عهد السلطان محمود الثاني أثناء تفشي وباء الكوليرا عام 1831.
تقصّى العالم جون سنو، أسباب تفشي حالات الإسهال التي قضت على سكان في شارع برود، «برودويك الآن»، في مدينة سوهو في لندن، حيث انتشر الكوليرا في عام 1854م، وقضى على ما يزيد على 616 شخصاً، وافترض سنو أن المياه الملوثة كانت مصدر الكوليرا بعد أن كان يعتقد أن سببه الهواء، بعد ملاحظة أن الحالات تتجمع حول نقطة معينة، وهي مضخة مياه من بئر بقرب مكان تصريف مياه المجاري، وأفاد السكان بأن مياه البئر كانت رائحتها كريهة في الأيام التي سبقت التفشي، فألغي التعامل مع تلك المضخة، ما أدى إلى قلة نسبة المرض. لكن لندن عانت تفشي الكوليرا لأسباب عدة، منها سوء نظام الصرف الصحي، وإلقاء الفضلات في نهر التيمز، وبالأخص فضلات الحيوانات، والملوثات الأخرى، حتى قضت الكوليرا هناك بين عامي 1832 -1849م على 14,137 شخصاً.
والكوليرا بكتيريا تتوطن المعدة، والأمعاء، وتتسبب بالإسهال، والقيء، وتنتشر في المناطق التي تعاني سوء خدمات الصرف الصحي، والمياه الملوثة، ولذلك فهي غالباً ما تضرب سكان تلك المناطق، ومناطق اللاجئين، والمتشردين، ويلتقطها السكان عند استهلاك مياه، أغذية ملوثة، ويعالج من تظهر عليه الأعراض، وتشخيص إصابته، بتعويض السوائل المفقودة، والمضادات الحيوية، لذا ينصح لتجنب الكوليرا حين السفر لأي من المناطق المعرض سكانها للإصابة، غسل الطعام النيئ جيداً، وغلي الماء والحليب، وطهي الأطعمة بدرجات حرارة عالية، وتقشير الفواكه، والخضروات، لاتقاء البكتيريا التي قد تكون على قشرتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"