معرض التراث اللبناني - الفلسطيني.. عودة إلى الجذور

يؤكد شراكة الشعبين في الماضي والقضية
23:34 مساء
قراءة 3 دقائق
بيروت: سهيلة ناصر

الحفاظ على التراث وارتباطه بالجذور والهوية، وبذاكرة الأجيال، هو هدف معرض «التراث اللبناني- الفلسطيني». المعرض أقيم بدعوة من جمعية حماية حقوق الإنسان، برعاية د.سلوى غدار يونس، السفيرة الأممية لنشاطات برنامج «معاً نحو تنمية مستدامة»، ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في القاعة الزجاجية بوزارة السياحة اللبنانية.
تضمن المعرض الذي يتجدد سنوياً، أعمال جمعيات فلسطينية ولبنانية وسيدات منازل، شاركن وجددن تمسكهن بتراث وطنهن عبر أشغال يدوية و«أرتيزانا»، وثياب فولكلورية، ورسم على الزجاج، ونحت على الشمع والصابون، وفخاريات، ومنتوجات غذائية. وحرصت جمعية حماية حقوق الإنسان، ومنظمة النشاط، على مشاركة أكبر عدد من الجمعيات، انطلاقاً من أهمية وعينا لدور التراث في مجتمعاتنا، وفق ما أكدت رئيسة الجمعية نوال حيدر. وأضافت أن المعرض يسعى إلى تبادل الخبرات والمعرفة بين المشاركين، والتأكيد على الشراكة بالقضية والتراث بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وبالتالي إبراز دور التراث والوجه الجمالي الإبداعي لأهمية الإنتاج اليدوي التراثي، وارتباطه بهوية وذاكرة الشعوب الجماعية.
المعرض يمثل الوجه الحضاري المعبّر عنه بهذا التراث، بما أبدع المشاركون في إحياء التقاليد الفولكلورية، وكانت مشاركة غفران ياغي، «تعمل في تصميم وتنفيذ أزياء التراث»، بين أجنحة العرض لافتة من خلال ما جسدته في مجسمين لامرأتين، إحداهما بالزي الفولكلوري اللبناني، والأخرى بالزي الفلسطيني من مدينة «رام الله»، مرتدية حزام «المفتاح»، أو الرمز إلى العودة، والعقد الذي يمثّل العذاب والجلجلة، في القضية الفلسطينية، كما تشرح، عن مشاركتها، فتقول: «أشارك لكي أقدم إضاءة على حضارتنا العربية، ولتبادل خبرات المعرفة والثقافة مع المشاركين التي تحفّز على العطاء».

بالزي الفلسطيني الأبيض، الخاص بمدينة «رام الله»، وقفت آمنة عوض، مسؤولة الهيئة النسائية في «اللجنة الفلسطينية لتكريم الشهداء»، تعرض ما نسجته سيدات الجمعية من مطرزات فلسطينية، وتقول «نعمل على التطريز من مبدأ التمسك بالتراث الفلسطيني وتوريثه للأبناء والأحفاد»، ورأت في المشاركة الأولى، ضمن المعرض، «فرصة لتقريب المسافات وتعميق علاقات الأخوة مع الشعب اللبناني، إضافة إلى تعريف الزوار بمنتجاتنا اليدوية».

مشغولات من التطريز

وضمن إطار الهدف الواحد، شاركت جمعية «ترتيب العربي»، بمشغولات من التطريز، «تعتمد القضية الفلسطينية نفسها في التصميمات وبألوان العلم الفلسطيني، ودمجها بألوان عصرية تماشياً مع مواكبة العصر»، كما قالت رندة الميعاوي، التي تضيف أنه «من خلال عمل النساء يتم التركيز على القضية في الوقت ذاته».

الفلسطيني موسى بربر، هاوي جمع الطوابع، وفي زاوية خاصة، عرض عينة من الطوابع البريدية عن لبنان وفلسطين، من المجموعة الكبيرة التي يملكها، حيث وجد في المشاركة «فرصة لتعريف الناس بهوايتي التي تبرز معالم لبنانية وفلسطينية تعتبر من التاريخ والتراث»، كما قال.
من لبنان، كان لافتاً مشاركة نجلا عدنان، صاحبة لقب «الإبرة الذهبية»، بالتطريز على القماش، حيث عرضت لمطرزات مناديل و«أرتيزانا»، «من أعمال فتيات المشغل الذي تديره، ويؤمن مردوداً مادياً لعدد كبير من النساء في جبل لبنان، كما قالت.. كذلك شاركت سيرينا أبو لطيف من منطقة «راشيا الوادي» عبر منتجات بلدية من الصابون والمقطرات والحلويات المنزلية، وقالت: إن المشاركة تأتي في إطار الترويج للمنتجات التراثية، وتأكيداً على الحضارة المشتركة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.
خلال جولتها في أرجاء المعرض، أكدت راعية الحفل، السفيرة يونس، أن القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة في الضمير والوجدان، واعدة بالعمل من خلال دورها في تعزيز أواصر التعاون بين الشعوب العربية. مشيدة بأعمال السيدات المشاركات المتقنة والصبورة، التي تدل على النضال في إنجازها، تماماً كحالهم في الدفاع على القضية.

أما الفنان سامي الرفاعي، فاعتبر أن المعرض، في محتوياته وأشغاله، ليس استعراضياً فحسب، بل يتحوّل إلى سوق لعرض منتجات وأشغال يدوية لسيدات يجتهدن في إحياء ما له علاقة بالتراث الحضاري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"