مركز الصناعات الحرفية سند «حاميات التراث»

إحدى مؤسسات الاتحاد النسائي العام
01:45 صباحا
قراءة 5 دقائق
هذا العام يدخل الاتحاد النسائي، ذلك الصرح الذي تأسس برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، عامه الحادي والأربعين، إذ تأسس في السابع والعشرين من أغسطس/ آب من العام 1975. ومنذ ذلك التاريخ شهد مسيرة حافلة بالإنجازات والمبادرات، ساهمت في ترجمة رؤية حكومة دولة الإمارات الخاصة بتمكين المرأة وريادتها.. ويبقى التراث هو الكنز الذي تركه الأجداد، ليكون ذخراً لأبناء هذا الوطن، وتبقى المرأة الإماراتية خير حافظ لهذا الكنز، تستمد منه قوتها وخصوصيتها وعبقريتها، ومنها يُمنح هذا الكنز لمسات الوفاء والإخلاص لأصالة العادات والتقاليد. وخير دليل على ما سبق «مركز الصناعات الحرفية والتراثية»، التابع للاتحاد النسائي العام، الذي نتناول نشاطاته في التقرير التالي:
نظرة متأملة إلى نشاطات مركز الصناعات التراثية والحرفية، الذي يُعد أول مركز متخصص في الدولة في مجال التراث، تجعلنا نتيقن من مدى اهتمام المرأة الإماراتية بتراثها ؛ إذ إن مجمل أهداف المركز تتلخص في المحافظة على الصناعات التقليدية القديمة وحمايتها من الاندثار، وتطويرها، وتعريف الأجيال الحديثة بطبيعة حياة الأجداد.
إضافة إلى ذلك، حرص «مركز الصناعات الحرفية» دائماً على توفير فرص عمل لحاميات التراث، إلى جانب المشاركة في التعريف بالتراث الإماراتي في مختلف المناسبات داخل الدولة وخارجها .
ويتضمن المركز العديد من المشاغل المتخصصة في أنواع مختلفة من الحرف التقليدية مثل: «مشغل الخوص»، و«التلي»، و«مشغل السدو» والنسيج، والخياطة، إضافة إلى مشغل الفنون اليدوية الحديثة. إلى جانب المعرض الدائم الذي افتتح في مارس/ آذار من العام 1980؛ والذي يضم عدة أقسام متخصصة تتيح للزائرين، من الوفود الرسمية والسياح، فرصة الاطلاع على التراث الشعبي، منها القسم البحري، والبادية، وقسم الملابس والحلي التقليدية القديمة والأدوية الشعبية.

أصالة الماضي

عن دور المركز تفصيلياً تتحدث لولوة الحميدي، مديرة إدارة «مركز الصناعات التراثية والحرفية» في الاتحاد النسائي العام قائلة: يُعد «مركز الصناعات التراثية»، من أوائل الأماكن التي تهتم بالتراث والحرف اليدوية، حيث افتتح في العام 1978 بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، للعمل على تجسيد الماضي وتأكيد أصالته وترسيخ الهوية الوطنية لدى أبناء وبنات الوطن.
وأضافت: يحتضن 63 امرأة، تجاوز عطاء بعضهن 30 سنة في المعرض الدائم التابع للمركز، وما زلن يعملن في صناعة المشغولات التراثية الحرفية النادرة، وتعليم وتدريب الأجيال الجديدة، والراغبات في تعلم هذه الحرف اليدوية، التي تشكل المظهر الأصيل لعادات وتقاليد الإمارات.
وأشارت الحميدي إلى أن المعرض الدائم، التابع للمركز، يستقطب مجموعة كبيرة من الزوار والوفود السياحية وطلبة المدارس والجامعات، فضلاً عن الزيارات الرسمية، ومن خلاله يتم التعرف بتراث الإمارات، عبر ما يحتويه ويضمه المركز من تصوير دقيق لتفاصيل الحياة التراثية القديمة، وإرث قوي للحرف والمشغولات اليدوية التي تمثل هوية وأصالة الدولة في المحافظة على تراثها.
وفي المقابل تشارك «حاميات التراث» من «مركز الصناعات» في العديد من المعارض التراثية داخل الدولة وخارجها، لإبراز التراث الإماراتي والتعريف به في كل مكان.

أقسام متنوعة

عن أقسام «مركز الصناعات الحرفية» حدثتنا الحميدي فقالت: لدينا عدد من المشاغل المتخصصة في الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، التي امتهنتها المرأة في الإمارات قديماً، يعمل فيها عدد من «حاميات التراث» اللاتي يقمن بصناعة المشغولات التراثية وتطويرها.
وأضافت: يركز كل مشغل على حرفة يدوية معينة، بداية من أشهر الحرف النسائية المنتشرة قديماً، وهي «التلي»، الذي يُستخدم في تزيين الملابس النسائية، وهو عبارة عن شريط من الخيوط الحريرية الملونة المتداخلة ببعضها بعضا، تتوسطها الخوصة وهي شريط فضي أو ملون، وتثبت الخيوط على «الكوجة» وهي قطعة معدنية توضع عليها مسند صغير بيضاوي الشكل، ليسهل على المرأة لف بكرات الخيوط أثناء العمل.
وتابعت الحميدي حديثها: أيضاً يضم المركز «مشغل الخوص»، وهو من الحرف التراثية المهمة التي عملت منتجاتها على تسهيل الحياة اليومية لأهالي الإمارات قديماً. ويعد سعف النخيل مصدراً أساسياً لهذه الحرفة، حيث يؤخذ الخوص بعد انتقائه ووضعه في الشمس إلى مرحلة الصباغة، التي تعتمد على الألوان الطبيعية، ومن ثم يلف ليسهل تشكيلة أثناء عملية السف. وتتنوع منتجات سف الخوص ما بين الحصير، السرود، المكبة، المشب، الجفير. وأشارت إلى استخدام الخوص تم تطويره، بحيث دخل في صنع الحقائب وإكسسوارات المنزل.
من أقسام المركز أيضاً، «مشغل السدو»، وهو حرفة أهل البادية قديماً، حيث كان البدو يستغلون بيئتهم لسد حاجتهم من الأغطية والسجاد ومستلزمات الخيام وأدوات تزيين الجمال والخيول، معتمدين في ذلك على صوف الأغنام ووبر الجمال وشعر الماعز والقطن.
وتمر عملية السدو بعدة مراحل هي: جزّ الصوف وجمع الوبر، ثم غزل ما تمّ جمعه من صوف ووبر، بعدها تلوين الصوف، والمرحلة الأخيرة تتمثل في عملية «السدو» بخيوط ممتدة تُربط بأربعة أوتاد على شكل مستطيل.
وذكرت الحميدي أن من أهم أقسام المركز مشاغل خياطة الملابس التراثية وتركيب «التلي»، يدوياً أو باستخدام ماكينات الخياطة، والآلات الخاصة بالتطريز. ومن منتجات هذه المشاغل «الشيل» (غطاء الرأس للنساء)، و«الكنادير» (الجلاليب)، إضافة إلى الشراشف ومفارش الطاولات وأطقم المواليد. ويحتفظ مشغل البيئة، أضافت لولوة، بأهمية خاصة، لكون عمله الأساسي ينصب على الصناعات اليدوية الحديثة المستوحاة من التراث والبيئة القديمة. ومن منتجات هذا المشغل صناعة السيراميك على أشكال النخيل، وسلال الرطب والرسم على الشيل والحناء وغيرها من المشغولات اليدوية الحديثة، وهي الأكثر جذباً للسياح والزائرين.

أدوار تنموية

وعن الأدوار التنموية الأخرى التي يقوم بها «مركز الصناعات الحرفية»، قالت لولوة الحميدي: لا يقتصر دور المركز على إقامة المعارض والفعاليات التراثية، إذ يوفر فرص عمل ومصادر رزق ل«حاميات التراث».
إضافة إلى دعم وتشجيع عمل المرأة في المشاريع المتناهية الصغر. ومن أدواره أيضاً الإسهام في مجال توثيق الموروث الشعبي لمجتمع دولة الإمارات، من خلال إصدار عدد من الكتيبات في هذا المجال باللغتين العربية والإنجليزية.
ويمتد عمل المركز، كما ذكرت الحميدي، إلى استهداف رفع المستوى المعيشي للأسر المنتجة ذات الدخل المحدود، عبر تسويق منتجاتها محلياً ودولياً، عن طريق المشاركة في المعارض، إضافة إلى تطويرها مهنياً بإقامة دورات تدريبية للأسر بشكل مستمر.

معرض دائم

ختمت لولوة الحميدي حديثها بالإشارة إلى المعرض الدائم للتراث، التابع للمركز، ورغم كونها مهمة ليست سهلة، ووصفتها بأنها تستحق كل العناء المبذول على مدار العام، وأضافت: قام المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بافتتاح المعرض الدائم في 22 مارس/ آذار من العام 1980، وأهم أهدافه كانت ولا تزال إبراز تراث دولة الإمارات، والمحافظة عليه من الاندثار.
وتابعت: يتكون المعرض من عدة أقسام متنوعة، تعكس أنماط الحياة المختلفة ومناحي الحياة اليومية قديماً، مثل «قسم البدو» الذي يضم الخيام ومستلزمات الحياة اليومية عند أهل البادية.
وقسم الحضر الذي يمثل حياة أهل الساحل، إضافة إلى أقسام تعبر عن الحياة قديماً مثل «غرفة العروس»، والأزياء والحلي التقليدية وقسم الأدوية الشعبية.
وهو بدوره ولهذا التنوع، يستقطب عدداً كبيراً من الزوار والوفود السياحية وطلبة المدارس والجامعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"