«الاستهلاك التفاخري» يهدد العلاقات الاجتماعية والاستقرار النفسي

دراسة أجرتها 3 طالبات بجامعة عجمان
02:11 صباحا
قراءة 3 دقائق

عجمان: مها عادل

نظمت جامعة عجمان مؤخراً ملتقى للبحث العلمي، شارك فيه عدد كبير من الطلاب من كل التخصصات بأبحاث متنوعة ومميزة. ومن بين الأبحاث المشاركة التي تم تكريمها في الملتقى، بحث بعنوان: «مظاهر ودوافع الاستهلاك التفاخري بين الشباب الجامعي بدولة الإمارات»، قدمه فريق عمل مكون من 3 طالبات، تحدثت بالنيابة عنهن الطالبة عبير جمعان مبارك، تخصص علم اجتماع وخدمة اجتماعية، وقالت: «تنبع أهمية فكرة البحث من أن نمط الاستهلاك التفاخري بين الشباب الجامعي أصبح منتشراً، ويؤثر في المستوى الاقتصادي للأسرة أو الشخص على المستوى الفردي ويؤثر أيضاً في العلاقات الاجتماعية والاستقرار النفسي للفرد أيضاً، وهذا النمط الاستهلاكي منتشر بمجتمعاتنا العربية بشكل عام وليس في دولة الإمارات فقط، خاصة في الشريحة العمرية الخاصة بطلاب الجامعات، ولكننا ركزنا بالبحث على مجتمع الإمارات».
أضافت جمعان: استغرقت الدراسة حوالي 3 أشهر متواصلة، وتم توزيع الأدوار والمهام الخاصة بالبحث بيننا كأفراد فريق العمل، ومعي خديجة عبد الله العوضي، ودانة خالد الخلفان، وبإشراف الدكتور أشرف العزب.
أوضحت جمعان أن أهم نتائج البحث رصدت أنه غالباً ما يتخطى حجم الإنفاقات الاستهلاكية التفاخرية قيمة المدخول الشهري للشباب، ومن ثم التسبب في إرهاق ميزانية الأسرة. كما سببت مواقع التواصل الاجتماعي القسم الأكبر من إقبال الشباب على الاستهلاك التفاخري، وسبب فائض المدخول الشهري للشباب القسم الأكبر من زيادة حجم الاستهلاك التفاخري. ومن الآثار السلبية للاستهلاك التفاخري أنه يفقد الشباب الإحساس بقيمة المال، ويعزز من ظاهرة الإسراف غير المبرر، ويقلل من قيمة الادخار.
وأوصت الدراسة، بحسب جمعان، بضرورة نشر الوعي بين الشباب الجامعي بضرورة التركيز على شراء الاحتياجات الأساسية فقط، وتعزيز قيمة الادخار لديهم والتركيز على الدور المحوري للإعلام لتوعية الشباب بالآثار السلبية للاستهلاك التفاخري. إضافة موضوع الاستهلاك التفاخري وآثاره الاقتصادية السلبية إلى مساق الثقافة الإسلامية بجامعة عجمان لبيان رأي الدين في الإسراف والتبذير ما يخلق لدى الشباب الوازع القوي للخروج من دائرة
التبذير والاهتمام بالادخار تحسباً للمستقبل والحرص على تنشئة الأبناء منذ الصغر على قيم التواضع والادخار وعدم الإسراف.
وقال د. أشرف العزب أستاذ علم الاجتماع المشارك بكلية الإنسانيات والعلوم والمشرف على البحث: في الآونة الأخيرة أصبح اهتمام الشباب المواطنين خصوصاً، والشباب في المرحلة الجامعية بشكل عام منصبّاً على شكل جديد من أشكال الاستهلاك، يمكن أن نطلق عليه الاستهلاك المظهري أو التفاخري من خلال شراء الكماليات واقتناء كل ما هو ذو قيمة وشهرة بغض النظر عن أهميته، ومدى الحاجة إليه، وذلك تقليدا للمشاهير والأثرياء لتحقيق مزيد من الثقة في النفس والحصول على مكانة اجتماعية وهيبة زائفة في المجتمع، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الاقتصادية الشخصية أو الأسرية أو اقتصاد المجتمع ككل. ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في تنامي ظاهرة الاستهلاك التفاخري، ومن ثم كان الاستهلاك التفاخري بمثابة ظاهرة تنذر بأخطار اقتصادية واجتماعية ونفسية جسيمة على مجتمع الإمارات، وعليه تولدت فكرة البحث لدراسة أبعاد الظاهرة، وأسبابها، وآثارها السلبية على المجتمع، وذلك قبل تفاقمها وتحولها إلى مشكلة يصعب حلها.
وعن سبب اختيار فئة الشباب، أكد د.عزب: تعتبر الإمارات دولة فتية، حيث إن فئة الشباب تشكل النسبة الكبرى في التركيبة السكانية، ووفقاً لإحصائيات أكبر إمارتين، وفق إحصائيات أبوظبي عام 2016 تبين أن نسبة السكان في فئات سن العمل تمثل أكثر من أربعة أخماس السكان، وبالإضافة إلى إحصائيات مدينة دبي عام 2014 فإن حوالي ثلثي السكان يتركزون في الفئة العمرية (20-39).
وعن كيفية اختيار العينة وحجمها أوضح د. عزب: اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي، والمنهج المقارن، وتم الاستعانة باستمارة استبيان بالمقابلة الشخصية كأداة لجمع البيانات، من عينة عرضية قوامها 178 طالباً وطالبة.

التوصيات:

* التوعية بشراء الاحتياجات الأساسية فقط
* تضمين المناهج الدراسية المخاطر والسلبيات
* غرس قيم التواضع وعدم التبذير منذ الصغر

النتائج:

* تعزيز الإسراف غير المبرر وتدني قيمة الادخار
* تجاوز المدخول يرهق ميزانية الأسرة
* «التواصل الاجتماعي» سبب إقبال الشباب على التفاخر

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"