إماراتية تقتحم عالم “البيزنس” بالبسكويت

لم تنتظر خطاب التعيين في أية مؤسسة حكومية أو عامة كما يفعل غيرها من الشباب والفتيات الكثيرين، ولكنها أرادت أن تكون مختلفة في عملها.. في شهرتها.. في كسب رزقها. اعتمدت على نفسها واقتحمت معترك الحياة في مجتمع يعزف فيه بعض الشباب عن امتهان مهنة ما، لم تخجل يوماً أن تطرق أبواب الصديقات والأقارب لتعلن أنا هنا لدي من الموهبة ما يجعلني أتكسب رزقي بالحلال الطيب وأنا داخل بيت أسرتي. هكذا أعلنتها منى عبيد الفتاة الإماراتية التي استطاعت خلال سنوات قليلة أن تكون واحدة من أشهر صانعي البسكويتات والبسبوسة في الإمارات.لم تخف منى أن البرامج التلفزيونية الخاصة بالطبخ كانت وراء تعلمها صنع هذه البسكويتات خاصة الشيف أسامة السيد والشيف رمزي ومنال العالم وجربت وجربت إلى أن نجحت وأصبحت لها شهرتها المستقلة في عمل نادر سيطر على أسماء شهيرة في عالم الحلويات. الخليج التقت منى داخل ركنها الصغير بالقرية العالمية وهي تقف معتزة بنفسها تعرض بسكويتاتها التي صنعتها بأيديها وتقدم الشاي والقهوة للراغبين من الزبائن، إنها مثال لفتاة ناجحة اقتحمت عالم الأعمال والبيزنس بتفصيلة صغيرة.قالت منى: أنا حاصلة على الثانوية العامة وأحمل شهادة سكرتارية تنفيذية وتقدمت للعديد من المؤسسات والدوائر لإيجاد وظيفة إلا أنه للآن لم يصلني رد من أحد. متى بدأت تفكرين في عمل الحلويات والبسكويتات؟ منذ أربع سنوات بدأت أفكر جدياً في الأمر خاصة أنني أجيد عمل البسبوسة وكنت أعملها أسبوعياً للأسرة والصديقات اللواتي يأتين لزيارتي وذلك داخل البيت. وذات يوم طلبت مني إحدى الصديقات التي تذوقت البسبوسة عملها لها مرة كل أسبوع وبدأت تدفع لي المال، وبطبيعتي أهوى مشاهدة برامج الطبخ على المحطات الفضائية وبدأت أجرب بعض البسكويتات إلى أن أصبحت الآن أتقن عمل 3 أنواع من البسكويت إضافة للبسكويت المغربي والذي يعد أكثر الأنواع صعوبة.البسبوسة أولاً هل كان كل زبائنك الصديقة الواحدة أم بدأت في الانتشار؟ بدأت صديقتي تذيع بين الصديقات مدى اتقاني لعمل البسبوسة والبسكويتات وشجعتني على عمل إعلان في الصحف ومن وقتها بدأت طلبات كثيرة ترد لي عبر الهاتف منها من الأقارب والأصدقاء ومنها من أبناء المنطقة وآخرين وحالياً بسكويتاتي تقدم في الحفلات والأعراس والمدارس. من يساعدك على إعداد هذه الحلوى؟ لا أحدى سوى شغالتي وقريباً سوف أستقدم شغالة أخرى نظراً لكم الطلبات الذي يأتيني. هل من يشتري منك يعود إليك مجدداً؟ بالطبع وأصبح لي زبائن دائمون وأنا غالباً لا بد أن أعرض منتجي للتذوق لطالبه قبل أن أعده حتى يطمئن قلبه والآن أصبح الزبون واثقاً أنه سيأخذ حلوى مضمونة بالكامل ومعدة إعداداً جيداً والدليل الإقبال على منتجاتي في الأعراس والأعياد. هل لازلت تمارسين عملك من داخل البيت؟ نعم لازلت أعد حلوياتي داخل البيت وحالياً أعدها في الركن الخاص بي في القرية والتي ساهمت مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب في دعم مشروعي ب 50% من إيجار الأرض المقام عليها المشروع وهو مبلغ 25 ألف درهم.وتؤكد منى أن صيتها شاع حتى وصل إلى الكويت وأصبح لها زبائن هناك تعد لهم طلباتهم وتصدرها لهم أو يأتون لشرائها، مشيرة إلى أنها بدأت تتقن أيضاً عمل البسكويت الكويتي.لا للوظيفة هل أنت نادمة الآن لأنك لم تحصلي على وظيفة حكومية؟ بالطبع لا، وأنا أحياناً أدر دخلاً ممتازاً من وراء مهنتي البسيطة التي أعتبرها مهنة مميزة وأعتز بها كثيراً، مشيرة إلى أنه لا يخلو يوم إلا ويوجد طلب على بعض الأنواع من البسكويتات التي تعدها يوماً بيوم. ما أنواع البسكويتات التي تعديها؟ أعد ثلاثة أنواع بالتمر وهي التمرية والكرواسون بالتمر والمعمول، وغريبة بالفستق، وكعك بالفستق، وبسكويت الحمرا والوردة وحدوات الفرس إضافة للبسكويت المغربي وهو أغلى الأنواع لأنه يأخذ وقتاً طويلاً في إعداده، والبسكويت الكويتي. بكم تبيعين كيلو البسكويت؟ الأنواع العادية أبيعها ب 80 درهماً للكيلو والمغربي ب 100 درهم. تقولين إن عليك إقبالاً كبيراً على الرغم من هذه الأسعار فهل هذا واقع؟ بالتأكيد لأني في النهاية أنا أقل سعراً من المحلات إضافة إلى أنه صنع بيتي ومتقن العمل واستخدم فيه أدوات بسيطة عبارة عن ماكينة بيتي فور أو قوالب المعمول أو التشكيلات اليدوية وليست لدي ماكينات ضخمة تخلط وتعد. ما الأوقات التي يكون فيها إقبال كبير على عملك؟ الأعياد والأعراس، قد أعد منها أكثر من 20 كيلوجرام طحين يومياً في هذه الأوقات وبالتالي لا بد أن أتلقى الطلب قبلها بفترة حتى أتمكن من الإعداد.حلم هل تفكرين في عمل محل كبير باسمك؟ هذا حلمي والحمد لله حالياً لدي رخصة انطلاق من البيت صادرة لي، مشيرة إلى أنها أيضاً تجيد عمل الفطائر بكل أنواعها وتحلم أن تكون الممون الأول لكل المؤسسات والشركات والمدارس. هل إذا سئلت من إحدى صديقاتك أو قريباتك عن طريقة عمل بسكويتاتك تفصحين؟ لا أفصح بالتأكيد لأن لكل مهنة أسرارها وهذه أصبحت مهنتي التي أسترزق منها وبالتالي لن أفصح عن أسرارها أو كيفية إعداد أي نوع من أنواع البسكويت. قد يتهمني البعض بالأنانية ولكن أقول لست أنانية ولكنها مهنتي ومصدر دخلي والله وفقني بموهبة لا بد أن أستخدمها وأستغلها في رزقي الشريف. كثير من شباب جيلك وفتياته قد يخجلون من الوقوف في محل للبيع فماذا تقولين لهم؟ لماذا أخجل وقد أعطاني ربي موهبة في شيء ما أستغلها أم أجلس مكتوفة الأيادي داخل بيتي أنتظر الوظيفة. وأيضاً الشغل ليس عيباً طالما تعملين في مجال محترم، ويكفي أنني أصبحت شهيرة في مجتمع الإمارات والخليج بعملي اليدوي الذي يدر عليّ دخلاً مميزاً والحمد لله، وأعتقد لو كنت عملت بشهادتي لم أكن لأصل لهذه الشهرة. بماذا تنصحين الأخريات من فتيات جيلك؟ أقول لهن اعملن فالعمل ليس عيباً مهما كان صغيراً واقتحمن كل المجالات ولا تنتظرن الوظيفة، والحمد لله فإن هناك مؤسسات تدعمنا مادياً ومعنوياً في الدولة فهي فرصة لا بد من استغلالها حتى لا نقف في طابور البطالة. هل عندما تتزوجين ستتوقفين عن عملك؟ أكيد لا فهذه مهنتي التي أعتز بها كثيراً.