الوفيات المرتبطة بالإصابات بفيروس كورونا في الإمارات، تعتبر الأقل، مقارنة مع غالبية دول العالم المتقدم، فهي أقل من 7 في الألف، في الوقت الذي تصل فيه هذه النسبة إلى حدود 5 في المئة في أكثر الدول تقدماً في القطاع الصحي في العالم، ومؤشر الوفيات في هذه الجائحة العالمية مهم جداً، لأنه يعكس مدى جودة الخدمات الصحية وفاعلية البروتوكولات العلاجية.
عوامل كثيرة تؤخذ في الاعتبار عند النظر لهذه النسبة، منها أعداد ونسب الإصابة ودرجة الإصابة، ووقت اكتشاف الإصابة وكيفية التعامل مع المصاب، وهل يعاني أمراضاً مزمنة، وطبيعة ونوعية هذه الأمراض، والفئات العمرية المصابة، فكلما كانت الإصابة في الفئات الأقل عمراً، فالمضاعفات تكون محدودة وحالات الشفاء مرتفعة.
الأمر المهم الذي حظي باهتمام كبير في الإمارات، وكانت له نتائج ممتازة، هو البحث عن المصابين بين أفراد المجتمع، واكتشافهم مبكراً قبل ظهور الأعراض، من خلال عمليات المسح الشاملة على مستوى الدولة، والزيارات الميدانية لفرق المسح خلال فترات تقييد الحركة للمناطق السكنية والمنازل لجمع العينات، بحثاً عن المصابين.
البحث عن المصابين ساعد كثيراً في التعامل المبكر مع الإصابات وعزلها في الوقت المناسب، الأمر الذي أسهم في الحد من انتقال العدوى ومواجهة مشكلة الانتشار السريع لهذا الفيروس، إلى جانب تطبيق بروتوكولات العلاج المعتمدة مبكراً مع الحالات التي ثبت إصابتها، ما ساعد كثيراً على حماية غالبية الحالات من المضاعفات الخطرة للفيروس، وما يتسبب فيه من مشاكل صحية متعددة.
جميع هذه الإجراءات ما كانت تتحقق لولا فضل الله ،سبحانه وتعالى، والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة التي سخرت جميع الإمكانات، ووجهت جميع أجهزة الدولة للمشاركة بفاعلية، والعمل كفريق واحد في مواجهة جائحة فيروس كورونا في الدولة والتصدي لها والحفاظ على سلامة الجميع، وتجلى ذلك بوضوح في التفاف جميع المؤسسات وفئات المجتمع في الوقوف صفاً واحداً أمام هذا الخطر العالمي.
جهود الكوادر الطبية، خط الدفاع الأول محل تقدير واحترام، هذه الكوادر من أطباء وفنيين وممرضين بما تمتلكه من خبرات واسعة وكفاءات عالية، تعاملت باحترافية عالية مع مرضى إصابات كورونا، وقدمت لهم رعاية صحية متطورة، ألم يحن الوقت لإعادة النظر في الكادر الوظيفي للكوادر الطبية والفنية، ووضع كادر وظيفي جديد يراعى فيه القضاء على الفروقات الشاسعة بين الكادر الوظيفي المحلي والكادر الاتحادي للأطباء والفنيين والممرضين؟
سلام أبو شهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
