يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «مغبون من تساوى يوماه»، وهو تأكيد نبوي على أن التغير سنة من سنن الحياة، ويقول الفيلسوف اليوناني سقراط (إنك لا تضع قدمك في النهر مرتين) قاصداً بها أن النهر متغير متحرك ومياهه متجدده دائماً، فعندما تضع قدمك مرة بعد أخرى لن تكون نفس المياه، ولن تعيش نفس الإحساس، ومن علامات النجاح أن تكون لك إضافة جديدة في كل يوم.
وهذه الإضافة تكون باستقاء المعلومات من مصادر المعرفة الجيدة أي كان نوعها.. كتاب أو فيديو.. أو محركات البحث أو حتى أصحاب الخبرة والعلم وكبار السن، ولكن يجب انتقاء الجيد منها، فليس كل كتاب جيداً أو جديراً بأن يكون إضافة لي، فرب كتابٍ لا يكون محتواه إلا فراغاً وتفاهة، أو تشاهد فيديو لا يحتوي إلا على مغالطات ومعلومات ملفقة وغير صحيحة.
ليس العلم والثقافة بأن تكون مطلعاً على كل شيء بمعلومات قليلة، ولكن الثقافة هي التمكن والإتيان بكل معلومة تخص موضوعاً معيناً، وتقصي هذه المعلومة من أكثر من مصدر.
ومن أساسيات النجاح التي يجب أخذها بعين الاعتبار: وضع خطة والالتزام بها، كوضع أهداف يراد تحقيقها في وقت محدد والسعي لتنفيذها بالوسائل التي تحقق لنا ما نطمح للوصول إليه، ومن خلال جدول زمني يضمن تحقيق أعلى فائدة ممكنة ومرجوة، وهو ما يفرض التعامل مع الوقت على أنه لا يعوض بثمن، ولذا ينبغي علينا ترتيب المهم والأهم من الأولويات والسعي إلى إنجازها، والكف عن هدر الوقت في ما لا جدوى منه، وهذا لا يعني أن لا يتخلل جدول حياتنا وقت للترفيه والاستمتاع، ولعلهما أكثر العوامل التي تحقق للإنسان توازناً نفسياً.
إن عدم استغلال الوقت بشكل مثالي من منطلق أن «الوقت كالسيف» لن يخلف للإنسان سوى فشل، ومن يرفع شعار «اتركها للزمن»، لن يجني إلا ندماً وخيبة. ولا يمكن استغلال الوقت بشكل صحيح من دون الإرادة القوية والالتزام الجاد والتعلم من تجارب الآخرين وأيضاً من تجارب الذات، ولا يزعجنا القلق والخوف من الفشل، بل يكون الفشل أحياناً هو المعلم الأول وأساس النجاح. لا ضرر من الخطأ ولكن الخطأ هو أن يتكرر الخطأ.
على الساعي للنجاح أن يكون عصياً على الكسل والتواكل وأن لا يكون فاقداً للثقة بالنفس، وعليه قبل أن يقول كلمة فهم أبعادها وعواقب النطق بها وقبل أن يبدي رأياً عليه أن يكون واعياً لما يقول ومتمكناً من الموضوع الذي يتحدث فيه، ومحترماً لآراء الآخرين ومتقبلاً لأي نقد يتعرض له أياً كان.
يقول صلوات الله عليه «إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».. وهنا دعوة للعمل والنشاط ولو أن المتبقي يوم واحد في العمر.
ميثا السبوسي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
