إل سيد: المطبخ مساحتي للإبداع بالبيت

03:48 صباحا
قراءة 3 دقائق

حوار: مها عادل

اشتهر الفنان التونسي العالمي إل سيد، بإبداعاته الفنية المتعددة، وبراعته في رسم الجداريات التي تمزج بين الخط العربي، وفن الجرافيتي حول العالم، وتضيف لمسات الذوق والجمال المزخرفة بالحروف العربية لميادين، وعواصم.

وفي فترة التباعد الاجتماعي، وشهر رمضان الكريم، نجح إل سيد في تبني مشروع فني تطوعي لبيع لوحات عبر الإنترنت يذهب ريعه بالكامل للأعمال الخيرية، والمستشفيات.

وفي خلفية ذلك كله، تربط إل سيد بالمطبخ علاقة جيدة، بل يعتبره امتداداً لمساحاته الفنية التي تحفل بالإبداع.

ويقول عن ذلك: أنا الطباخ الرئيسي في البيت، خاصة في هذه الفترة، إذ أخصص وقتاً ثابتاً يومياً لدخول المطبخ الذي أعتبره امتداداً لمساحة الاستوديو الفني الخاص بي، فكلاهما مساحة للإبداع والابتكار في المكونات، والوصفات. وفي فترة التباعد الاجتماعي أحرص على إعداد كل شيء بشكل طازج في البيت، بداية من الخبز حتى صلصة الطماطم، حتى لا نلجأ للمأكولات الجاهزة، أو المجمدة، أو المحفوظة. وعادة ما تحمل مائدتنا مزيجاً من الأطباق المتنوعة، خاصة مأكولات المطبخين التونسي، والفلسطيني، لأن زوجتي فلسطينية.

ويضيف: من الأكلات المحببة لي وأود أن أقدمها للقراء الملوخية التونسية، وطريقة صنعها كالآتي: نمزج أوراق الغار مع الملوخية الجافة، والزيت، ونخلطها جيداً حتى التجانس، ونضع الكل على النار. نضيف الماء المغلي مباشرة إلى الوعاء على النار، ونترك المكونات على نار قوية حتى تغلي مدة ربع ساعة، ثم نهدئ النار، ونغطيها، ونتركها ثلاث ساعات.

ونجهز الثوم المفروم، مع الفلفل الأحمر، ونضيف لها معجون الطماطم، والماء الساخن، والبهارات، (كركم، فلفل أسود، وملح)، واللحم، ونخلطها جيداً، ثم يضاف هذا الخليط إلى الملوخية بعد تسويتها، ثم تترك الوصفة على نار هادئة لمدة ساعة، وتكون جاهزة للتقديم.

وعن كيفية تمضية وقته في البيت يقول: «بحكم عملي أنا شخص كثير السفر، والتنقل بين كل بلدان العالم، ورغم افتقادي السفر بسبب إجراءات مكافحة «كورونا»، وجدت في هذه الفترة وجهاً مشرقاً ومفيداً للغاية، فأنا أرسم لوحاتي في الاستوديو الصغير الذي أنشأته مؤخراً داخل منزلي، وبفضله أصبحت أستطيع أن أواصل مهام عملي، وإنجاز مشروعاتي الفنية في البيت، كما أحرص على الإشراف على فريق العمل الخاص بي في فرنسا، ومتابعة العمل بالاستوديو الخاص بي هناك. ومن الناحية الاجتماعية كان لفترة المكوث في البيت تأثير إيجابي للغاية في علاقتي بأسرتي، وأبنائي، فأصبحت أستطيع أن أمنحهم المزيد من الوقت، والاهتمام أكثر من ذي قبل، ونمضي أوقاتاً سعيدة نتشارك فيها الرسم، والعزف، والموسيقى. واشتركت مع ابني في تصميم قصص مصورة نمثل فيها شخصياتها الرئيسية، لتشجيعه على تطوير هوايته في فن «الكوميكس» الذي يحبه. وأنا أستمتع بمشاركة أطفالي في اهتماماتي، فقد سبق أن شاركوني في عمل بعض الجداريات، وأعتبر هذا مصدر سعادة حقيقية لي.

ويؤكد إل سيد أنه طوال فترة المكوث في البيت لم يتوقف عن التواصل مع أفراد عائلته بتونس، وفرنسا، عبر الصوت والصورة، للاطمئنان عليهم، كما حرص على تنفيذ فعالية فنية افتراضية من دبي، تجمع بين الرسم والموسيقى، ورسم لوحة كبيرة مقسمة على 49 جزءاً بيعت جميعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبرع بريع المبيعات التي وصلت إلى 30 ألف دولار للأعمال الخيرية والمستشفيات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"