نقص «الكولاجين» واضطراب «الايلاستين» يهددان شباب البشرة

01:25 صباحا
قراءة 7 دقائق

تظهر التجاعيد في الأغلب مع تقدم العمر إلا أنها أيضاً أحياناً لا ترحم من هن في سن الشباب، والتجاعيد خطوط رفيعة وثنيات وعلامات وبقع واضحة تظهر في الجلد، ويمكن مع الكبر وإهمال العناية بالبشرة تزداد الخطورة بتعمق تلك الخطوط في الجلد ويمكن أن تشققه، وهذه التجاعيد تواجه النساء والرجال ولكنها تمثل مشكلة أكبر للنساء بسبب المحافظة على مظهرهن، لذا يسعين للتخلص من تلك المشكلة بأفضل الوسائل وأسرعها وأنجحها ولكن ذلك يستلزم معرفة أسبابها والعوامل التي تساعد على ظهورها.
لا يستطيع أحد الهروب من شيخوخة البشرة، فإلى جانب أنها مرحلة حتمية من مراحل التقدم في العمر إلا أن عوامل أخرى تسرع بها مثل أشعة الشمس، التلوث، التدخين، التوتر، قلة النوم، النظام الغذائي غير المتوازن، وتظهر بوادرها النسائية مبكراً قبل سن الثلاثين مع ظهور تجاعيد صغيرة في زاوية العين وحول الفم، ومع تدرج الزمن تزحف التجاعيد، وتظهر الشيخوخة الحقيقية بداية من سن الخامسة والأربعين، فالخطوط الرفيعة والثنيات الرقيقة تبدأ في التعمق في الجلد، وأيضاً يبدأ ظهور البقع البنية الصغيرة في أجزاء معينة من الجلد.
ومن الطبيعي أن تظهر التجاعيد بكثرة مع تقدم العمر، فخلايا الجلد تنقسم ببطء عن المعدل الطبيعي المعتاد في فترة الشباب، وهذا البطء يصاحبه تخفف الطبقة الداخلية من الجلد، ومع نقص البروتينات الموجودة في الجلد، وقلة الكولاجين الذي يلعب دوراً في المحافظة على قوة البنية الخارجية للبشرة، ومع اضطراب إفراز «الايلاستين» الذي يحافظ على مرونة البشرة، تزحف التجاعيد على الوجه، وتظهر في المناطق الأكثر تعرضاً للشمس كالوجه واليدين، وهذا يعكس أن البشرة أصبحت أقل نضارة وشباباً.


تحفيز العضل


وعلى المرأة أن تتعامل مع التجاعيد ببساطة وواقعية ومن دون فزع، فبالنسبة للأنواع الصغيرة غير البارزة بوضوح، عليها تغذيتها ولمسها فقط بالكريمات المضادة للتجاعيد على البشرة، وميزة هذه الكريمات أنها دهنية لتغذية البشرة بعمق وبالتالي تحميها وتجنبها التعرض للمزيد من التجاعيد وهي مناسبة لمن قبل الأربعينيات، ولا تناسب هذه الكريمات المتقدمات في العمر لأن بشرتهن تكون أكثر جفافاً، بينما تفيدهن الأنواع التي تخفف من ظهور تجاعيد جديدة، وبعض كريمات العناية بالبشرة تمت صياغتها لكي تقوم بنوع من التقشير وبالتالي تعيد نعومة البشرة من جديد وهي أكثر فاعلية.
يمكن للمرأة التخفيف من التجاعيد الأولى وتوقفها عن الزحف من خلال عدة طرق طبية، منها تقنية «انديرمولوجي»، وتتم باستخدام رؤوس خاصة للتدليك بضربات سريعة من الصعب القيام بها يدوياً، هذه الضربات تحفز الرؤوس الخاصة بالخلايا التي تتوقف عن العمل بسبب تقدم العمر، ومع هذه الضربات يصبح الجلد أكثر كثافة ونعومة ويقل ظهور التجاعيد، ومع الحركات تنتج هذه الضربات الكولاجين و«الايلاستين» الطبيعيين، ويمكن التعامل بالوخز بالإبر لشد التجاعيد، وهذه الطريقة تقوم بتحفيز العضلات بواسطة الإبر وبالتالي شدّ البشرة، فالعضلات تتميّز بارتباطها بالبشرة، فعندما يتعرض عضل البشرة إلى الارتخاء ترتخي بدورها، فإذا ماتم تحفيز العضل يحفز الوجه أيضاً وبالتالي تشد البشرة.
تخشى المريضة أحياناً من الحقن ومن تقنية الأنيرمولوحي- رغم بساطتهما في المعالجة- فعليها بتمارين الوجه الرياضية ليسترد غلاف البشرة قوته فيشد محيط الوجه لتتخفف التجاعيد، وكل تمرين يمكن القيام به مرتين في الأسبوع، ومن هذه التمارين: ضعي أصابعك فوق الحاجبين وخذي نفساً عميقاً لمدة 10ثوان، أخرجي النفس وارفعي حاجبيك بأقصى ماتستطعين بحيث تمنع أصابعك أي حركة، وقومي بهذا التمرين مرتين في الأسبوع، وأيضاً لمدة 10 ثوان أخرى ضعي الإبهامين تحت عظمة الذقن وخذي نفساً عميقاً وفي الزفير لحظة خروج النفس حاولي فتح فمك وأنت تقاومين ضغط الإبهامين والذراعين، ولتتخلصي من التجاعيد الصغيرة حول العينين ضعي إصبعين على كل زاوية خارجية من العين وحافظي على هذه الوضعية لمدة قصيرة وأغمضي عينيك، استرخي واخفضي جفنيك وقومي بتحريك رأسك يميناً ويساراً.


الأسباب


يجب ألا ننسى العامل الحتمي البيولوجي وهو التقدم في العمر فبعامل الزمن والاقتراب من أبواب الشيخوخة يبدأ الجلد في فقدان مرونته ورطوبته بشكل تدريجي، ويصبح أكثر عرضة لظهور التجاعيد وتطوير ملامحها، أما السبب الآخر فهو عامل الوراثة العائلية، فهذا العامل يتحكم في 30% فقط من إمكانية ظهور التجاعـــيد، والطبيــــعة متمثلة فـــي أشعة الشـمس فوق البنفسجية لن تترك جلد المرأة يتمتع برقته ورفاهيته، وعليها حمايته بوضع كريم واق في لحظات تعرضها للشمس، فهذه الأشعة عدوة البشرة، فهي تجففها من الكولاجين وتقلل من رطوبتها وحيويتها فتظهر تجاعيد الشيخوخة مبكراً، ويحذر الأطباء بشدة المرأة من التدخين فهو يسحب منها الكولاجين فيصاب الجلد بالجفاف، والدخان الصادر من السيجارة يتسبب في تلف الخلايا والأنسجة حول العين وداخلها، ومن أسباب ظهور التجاعيد أيضاً مكياج الوجه الذي لا تتم إزالته بعد العودة من الخارج أو قبل النوم، فتتراكم المواد الكيماوية داخل مسام الجلد فيلتهب وتتلف أنسجته ويترهل ولا يمكن الاستغناء عن شرب المياه للجسم عموماً وللبشرة خصوصاً فهو يحميها من الجفاف، وليس مطلوباً سوى شرب المعدل المعتاد الموصى به وهو 8 أكواب يومياً حتى لا تجف البشرة وتقل نضارتها وتداهمها التجاعيد، وهناك أسباب أخرى تتعلق بتعبيرات الوجه نفسه من غضب وضحك وحزن وغيرها من التعبيرات الإنسانية المختلفة، كما تلعب نوع البشرة في ظهور التجاعيد، حيث أصحاب البشرة الفاتحة والعيون الزرقاء بجانب البشرة الجافة أكثر عرضة من غيرهم في ظهور التجاعيد.


عمليات الوجه


هناك من السيدات من تلجأ إلى العلاج الطبي عن طريق إجراء الجراحات التجميلية أو شد الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين والهدف منها واحد هو شد الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين، وتستهدف الظهور في غير عمرها الحقيقي أو حماية وجهها من التجاعيد في أماكن مختلفة على الوجه، ولكن رغم نتائج معظم هذه العمليات الناجحة إلا أن نتائجها المبهرة لا تدوم إلا لسنوات قليلة.
ويمكن حصر أهم هذه الجراحات في حقن الفيلر والبوكس، وأنواع من التقشير مثل السطحي بحمض الجليكوليك أو العميق أو التقشير بتقنية الليزر وإزالة تجاعيد الوجه بالخيوط الفراكشنال، أجهزة ليزر ديرما بن وديرما رولر للإزالة، تقنية الهايفو لشد الوجه وإزالة التجاعيد.
ولو استعرضنا على سبيل المثال حالات التقشير، مثل السطحي بحمض الجليكوليكن يحدث فارقا بسيطا في شد التجاعيد الدقيقة، وفي حالة التقشير العميق تستخدم مكونات مثل حمض الساليسيليك وحمض ثلاثي كلورواسيتيك مع التخدير، لاختراق أعمق في طبقات الجلد ليعطي نتائج أفضل، ولكن المشكلة في أنه كلما زاد عمق التقشير، زادت مخاطره إلى جانب أنه يسبب آثاراً جانبية مثل الندوب وتغير لون الجلد، بينما التقشير بتقنية الهايفو يقوم على إزالة الطّبقة العليا من خلايا الجلد لتنمو محلها خلايا جديدة ليظهر الجلد في هذا المكان بصورة ممتازة ولكن له آثاره الجانبية من ندوب وتغير لون البشر.
وامتداداً لعلاج تجاعيد الوجه بالتقشير، يعد «الفراكشنال ليزر» نوعاً مميزاً، فالليزر المقشر للجلد يتسبب في احمراره بدرجة كبيرة، بينما هذا النوع يحقق نتائج طيبة من دون التسبب في التهاب واحمرار البشرة، ويعتمد على فكرة تركيز أشعة الليزر كلها في نقطة محددة أو عدة نقط محددة من الطبقة الخارجية ويخترقها الليزر ويصل بسرعة إلى الطبقة الوسطى ويقوم بتحفيز مادة الكولاجين الموجودة بتلك الطبقة، من دون أي تأثير سلبي على بقية الأنسجة المحيطة بالطبقة الوسطى ولا الطبقة الخارجية من الجلد، ويساعد «الفراكشنال ليزر» في علاج التجاعيد العميقة، وآثار حروق الشمس التي تتجاوز الدرجة الأولى، ويعالج أيضاً حفر وندبات آثار حب الشباب البارزة على الوجه.


الكولاجين و«الايلاستين»


الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم، ويوجد في البشرة وفي العظام والعضلات، وظيفته العمل على تماسك الجلد والمحافظة على حجمه ودعمه طوال فترة الشباب، وهو ضروري لتجديد البشرة، وهناك العديد من الأنواع الجينية المختلفة للكولاجين، ليس لديه القدرة على التمدد، ويتم توزيع معظم أنواعه في الجلد والأوتار والعظام والغضروف المفصلي والقرص الفقري وجلد الجنين ونظام القلب والأوعية الدموية والمشيمة، والروابط المتقاطعة مهمة لتوفير قوة الشد العالية في الكولاجين. هناك ثلاثة أنواع من الروابط المتداخلة أو داخل الجزيئات المعنية لتحقيق الاستقرار في ألياف الكولاجين.
«الايلاستين» بروتين موجود في الجسم ولكنه أقل انتشارًا من الكولاجين ويوجد في الأنسجة اللينة، ويمنح البشرة مرونتها، وهناك نوع واحد فقط من «الايلاستين» الوراثي، لديه القدرة الكافية على التمدد والارتداد، في حين أن الكولاجين ليس لديه القدرة على ذلك، وهو بروتين يشبه المطاط، حيث يمتد طوله ويعود إلى شكله الأصلي، وبسبب خاصية التمدد يوجد في الأنسجة المرتبطة والتي تخضع لتوسعات كبيرة كالرئتين والأوعية الدموية والأربطة، ويوجد أيضًا في الجلد وغضاريف الأذن والعديد من الأنسجة الأخرى بكميات صغيرة. ومع التقدم في العمر، تقل أو تنضب مستويات بشرتنا من الكولاجين والمرونة، هذا هو ما يسبب تشكل التجاعيد في الجلد.
مع تقدمنا في العمر، يمكن أن تنضب مســـــتويات بشرتنا مــــن الكولاجين والمــــرونة. هذا هو ما يســـبب تشكل التجاعيد في الجلد، ولكن هناك عدد من الإجراءات التي يمكن القيام بها للمحافظة على الكولاجين مثل الإكثار من تناول فيتامين سي الذي يمكن الحصول عليه من البروكلي والبرتقال والكيوي والفلفل والبطاطس ومن أنواع مختلفة من الفواكه والخضراوات، التقليل من تناول السكريات لأنها تؤدي إلى تكسير الكولاجين و«الايلاستين»، وبالتالي جفاف البشرة وإرهاقها، ما يسرع بجفاف وإرهاق البشرة، التخلص من الطبقة العلـــيا من الجلــــــد يجدد الكولاجين وهذا يتطلب تقشير البشرة بانتظام.


تجاعيد الرجال


ظهور التجاعيد لا يفرق بين الرجال والنساء، فهي مرتبطة بتقدم العمر، وتعبيرات الوجه الإنسانية المزدحمة بالانفعالات البشرية المختلفة، وأيضاً مرتبطة بالطبيعة من عواصف ورمال وأشعة الشمس فوق البنفسجية، مع السلوكيات الضارة بصحته عموماً مثل التدخين وتناول الكحوليات، إضافة إلى تأثير الوراثة والعوامل النفسية، ورجال الأعمال والفنانين هم الأغلبية القادرة على معالجة تجاعيد وجههم ومداراة التقدم في العمر من خلال العمليات التجميلية، ولكن يستطيع الرجل الذي يبحث عن المظهر الحسن من دون تكاليف باهظة أن يقوم بأنواع معينة من العلاجات الطبيعية، مثل التدليك وهو من أفضل طرق العناية بالجلد عامة والبشرة على وجه الخصوص، فالتدليك يحسن من الدورة الدموية، ويتعامل مع التجاعيد بعناية وله دور في تحقيق نضارة البشرة ومرونتها، ولكن الأهم في تحقيق فوائد التدليك نوعية زيت التدليك وطريقة التدليك، وأيضا يمكن للرجل القيام بتمارين الوجه التي لن تكلفه غير المواظبة على أدائها من أجل بشرة ناضرة، فهي تقاوم الشيخوخة عن طريق تنشيط الدورة الدموية وتحفيز إنتاج الكولاجين و«الايلاستين» في الطبقة الوسطى من الجلد، لتكسب بشرة الرجل النضارة والمرونة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"