«الجاشع».. تجفيف من رزق البحر

نقوش الماضي
01:53 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

للبحر مكانته في قلوب أهل الإمارات، يعمرون شواطئه، ويترقبون مواسمه، ويجدون بين أمواجه أشكال الرزق جميعها من القوت إلى اللؤلؤ.
والسمك المجفف جزء من تراث أهل البلاد الذي رافقهم في أوقات الرخاء وحفظهم في أوقات الشدة.
ويتم صنع السمك المملح والمجفف بالطرق الشعبية، ولكن تحت رقابة إدارات الصحة، ويتم ذلك بأن تشق السمكة طولاً وتشرح في كل جانب، وتدفن في الملح المعد لذلك، وتنشر في الشمس على حبال، ويفضل كثير من أبناء الخليج رمي رأس كل سمكة أثناء التمليح، وقد يصل أقصى حد لتعريض هذه الأسماك لشمس قوية إلى 3 أيام مع المحافظة التامة والإشراف المستمر.
أشهر أنواع الأسماك المجففة هو«الجاشع»، وهو سمك السردين المجفف، ويطلق أهل الإمارات على أسماك السردين الصغيرة اسم «العومة»، لأنها تعوم بالقرب من سطح الماء وأحياناً يطلق عليها اسم «البرية»، لأنها تقترب جداً من الشاطئ والبر، وهذا ما يسهل صيدها باستخدام «الليخ» أو ما يسمى بال«ضغوة»، وهي الشباك ذات الفتحات الصغيرة. وتتميز أسماك السردين بأنها تتجمع أحياناً في أسراب هائلة فتكون وفرة كبيرة في الصيد تفوق قدرة مجتمعات الصيادين على استهلاكها، ولذلك فهي سمكة مثالية ليتم ادخارها عبر طرق التجفيف، لتتحول إلى «السحناة» أو«الجاشع» والتي كانت تشكّل وجبة أساسية للسكان، خاصة في مواسم قلة الأسماك، كما أنها تصبح مؤونة جيدة للرحلات البرية الطويلة على ظهور الإبل. وسميت أسماك «الجاشع» بذلك، لأنها تنظف «تجشع» من الرمل، ويتم طحنها وخلطها ببعض البهارات مثل الفلفل الأسود والليمون الأسود الناعم، وتؤكل جافة مع الأرز أو تخلط مع الماء وتؤكل بالخبز وهناك من يسمي «الجاشع» ب«السحناة»، وهناك من يسميها «المتوت» و«الدقوقة»، لأنها سمك يدق بالهاون ليصبح ناعماً، والبعض يفضلها خشنة، ويضاف إليها مسحوق الليمون الأسود للحصول على نكهة ومذاق طيب مميز، ويمكن تناولها مع الأرز الأبيض والسمن البلدي أو الخبز بإضافة البصل والليمون.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"