فنانون على مستوى الكارثة

02:55 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

في لحظات الحزن وأمام المصائب والكوارث، يصير الكل سواسية، لا فرق بين فنان وطبيب ولا بين نجم لامع وشاب مغمور. الكل يحمل وجعه ويخاف على المحيطين به ويهرع للمساعدة والدعم بكل الوسائل.
الكارثة التي حلت ببيروت اجتاحت بيوت الناس المحيطة بالمرفأ وأبعد منه، أصابت ما يفوق ال5 آلاف لبناني، سقط شهداء وتدمرت منازل ومبانٍ، واجتاحت قلوب ملايين العرب أينما كانوا حول العالم، كما هزت كل الشعوب من الشرق إلى الغرب، من الجنوب إلى الشمال.
طبيعي أن يتفاعل كل الفنانين العرب مع ما حصل على صفحاتهم، كل بطريقته، وطبيعي أن يكون من بين المصابين والمتضررين نجوم يسكنون قلب بيروت، وطبيعي أن يتحول «تويتر» إلى منصة حزن ومواساة ومؤازرة.
نادين نسيب نجيم، الفنانة وملكة الجمال السابقة، أصيبت بينما نجا أولادها، وأجريت لها عملية دامت ست ساعات، كتبت بعدها: «وجهي بيترمم، الجروحات تطيب بس النفسية ما بعمرها تطيب». إليسا وهيفاء من بين المتضررين. أما الغاضبون والناقمون على الوضع والإهمال فما أكثرهم، وقد تكون كلمة نجوى كرم هي الأكثر قسوة وجرأة، سجلتها بصوتها لتتوجه مباشرة إلى السياسيين، حاملة كل الغضب والقهر، متحدثة بحدة، وجرأة، فتشعر بأنها تحمل وجع وصوت كل لبناني.
البعض تحرك ونزل إلى موقع الدمار في بيروت المنكوبة، يساعد المتضررين بأي وسيلة، متوجهاً برسالة يناشد فيها كل من استطاع التبرع بدمه أو بالثياب أو الطعام فليشارك، ومن هؤلاء الممثلة ندى أبو فرحات. والبعض يعبر عن رأيه سياسياً بلا تردد، مثل كارمن لبس التي تجرأت هي الأخرى برأي صدم البعض وتحملت سيل التعليقات منهم.
الكل أمام الكارثة سواسية، الكل واحد، الفنانون يشاركون فعلياً ويقومون بواجبهم الوطني والإنساني، ولا يكتفون بالتضامن الكلامي والمزايدات «النثرية» والتغريدات الطنانة. الدور الإنساني يتصدر المشهد، التعاون والتضامن هو الشعار الأول، ليبقى التعاطف المعنوي محصوراً في الفنانين المقيمين خارج لبنان وكل الأحبة العرب.
كل يعبر عن فكره ومستواه فيما ينشره على «السوشيال ميديا» كيفما تقلبت الظروف والأحوال، وإن كنا نتمنى أن يأتي دعم الفنانين العرب للبنان بلد الفن والجمال بتحرك تضامنياً معنوياً ومادياً، مساهمة في حملات الإنقاذ التي تصل من مختلف أنحاء العالم. تمنينا أن نسمع أصوات «الكبار» من الفنانين في العالم العربي، يمدون الأيدي لإرسال مساعدات، لاسيما أن الأضرار جسيمة والكارثة أكبر مما يتخيله العقل، وقدر لبنان ومحبته في قلوب الجميع يتسع قطرهما ليشمل العالم العربي بأكمله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"