حساسية الفم تسببها بعض الأطعمة متلازمة

01:32 صباحا
قراءة 5 دقائق

تتعدد أنواع الحساسية التي تصيب الأشخاص، ومن أكثر هذه الأنواع انتشاراً متلازمة الحساسية الفموية، وبخاصة بين البالغين.
تصف هذه المتلازمة عدداً من الأعراض؛ بداية من الحكة في الفم والخشونة والوخز، إضافة إلى الحكة في الحلق، وربما تبعها في بعض الأحيان انتفاخ الشفتين وحكة الأذنين.
تحدث أغلب هذه الأعراض بعد مرور وقت قصير للغاية من تناول المصاب بعض أنواع من الفاكهة والخضراوات النيئة والطازجة؛ وذلك نتيجة العلاقة المتبادلة بين مسببات الحساسية.

ذكر المجمع الأمريكي لأمراض الحساسية والربو وعلم المناعة أن نحو 30% من مرضى حساسية حبوب اللقاح هم من المصابين أيضاً بهذه المتلازمة.
يشار إلى أن متلازمة الحساسية الفموية ليست حساسية طعام منفصلة، وإنما هي تفاعلية متصالبة بين بقايا من حبوب اللقاح التي تكون موجودة في بعض الفواكه والخضراوات.
يصاب لذلك بهذه المتلازمة هؤلاء الذين يعانون حساسية موسمية من حبوب اللقاح، وفي الأغلب تكون محدودة في تناول الفاكهة والخضراوات النيئة.
يمكن أن تظهر أعراض هذه المتلازمة على المصابين في أي وقت من العام، إلا أنها أكثر ظهوراً خلال موسم اللقاح.
نتناول في هذا الموضوع مرض متلازمة الحساسية الفموية بكل تفاصيله، مع عرض العوامل والأسباب التي تساعد على ظهور هذا التحسس، وكذلك أعراضها المختلفة عن الأنواع الأخرى، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الباحثون، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.

طعام معين

يمكن أن يكون سبب الإصابة بمرض متلازمة الحساسية الفموية، امتلاك الشخص المريض حساسية لطعام معين، وربما كانت هذه الحساسية لأنواع عديدة من الأطعمة المختلفة.
تظهر في أحيان كثيرة هذه المتلازمة فيمن يعانون حساسية للقاح الشجر، والتي تكون استجابة لأنواع عديدة من الطعام.
يضاف لذلك أولئك الذين يعانون حساسية شديدة لبعض أنواع الفاكهة والخضراوات، والتي لا تصنف تحت أي نوع من الحساسية.
تحدث معظم تفاعلات الحساسية عندما يتناول المصاب الطعام المسبب لها نيئاً؛ وذلك لأنه في الأغلب يتم تدمير البروتينات التي ترتبط بهذه المتلازمة أثناء عملية الطبخ، وإن كان يستثنى من هذا الأمر المكسرات والكرفس.

استجابة تحسسية

يلاحظ أن متلازمة الحساسية الفموية تتشابه مع التهاب الأنف التحسسي؛ حيث يتعامل الجهاز المناعي مع غبار الطلع على أنه مادة غريبة تغزو الجسم، وبالتالي يحث على سيلان الأنف والعطس وحكة العينين أو إفراز الدموع بكثافة؛ وذلك حتى يتم طرد المادة الغريبة من الجسم.
تنجم هذه المتلازمة بسبب مماثل؛ حيث تكون هناك استجابة تحسسية من تفاعل غبار الطلع مع البروتينات التي تتشابه مع هذه الموجودة أحياناً في الفاكهة والخضراوات.
يتسبب هذا الأمر في أن يعاملها الجهاز المناعي أيضاً على أنها جسم غريب يغزو البدن، ولابد من أن يتم طرده، ويلاحظ عموماً أن الشخص الذي يعاني هذه المتلازمة في الأغلب يكون مصاباً بالتهاب الأنف التحسسي.

فواكه وخضراوات

تشمل قائمة الفواكه والخضراوات التي من الممكن أن تؤدي لأعراض هذا التحسس الشمام والبطيخ والكنتالوب، وكذلك الموز والطماطم وبذور القرنبيط والكوسة؛ وذلك للأشخاص الذين يتحسسون من عشبة الرجيد.
تتضمن هذه الفواكه والخضراوات: التفاح والكيوي والإجاص والبرقوق، والدراق واللوز والبندق والبقدونس والجزر؛ وذلك بالنسبة لمن يعانون تحسساً من لقاح البتولا.
تكون قائمة الفواكه: الموز والأفوكادو والكيوي والبابايا؛ وذلك للأشخاص الذين يعانون حساسية ضد اللثي، أو ما يعرف باللاتيكس، وهي المادة التي تصنع منها العديد من المنتجات كالقفازات الطبية.

خطر للغاية

تكون في الأغلب أعراض متلازمة الحساسية الفموية بسيطة، غير أنها في بعض الأحيان تكون إشارة مبكرة لرد فعل تحسسي شديد؛ بل إنه من الممكن أن يكون مهدداً لحياة بعض المرضى. يعرف ذلك بأنه رد الفعل «التأقي»، والذي يكون خطراً للغاية؛ لأنه يحدث عندما تنتشر أنواع معينة من الكيمياويات وبصورة مفاجئة، ومنها على سبيل المثال الهيستامين.
تتسبب هذه الكيماويات في عدة أمور؛ منها: توسعة الأوعية الدموية، وهبوط كبير في ضغط الدم؛ للحد الذي ربما تسبب في فقد الوعي، وتسرب السوائل من الأوعية الدموية، الأمر الذي ينتج عنه حدوث انتفاخ، وبخاصة في الحلق وحول الوجه.

خلال دقائق

يمكن أن يتعرض المصاب بمتلازمة الحساسية الفموية للعديد من تفاعلات الحساسية خلال دقائق من تناول الطعام، الذي يسبب له هذه الحساسية؛ حيث تحدث بسرعة كبيرة للغاية.
تعد الحكة أكثر رد فعل شيوعاً، أو الإحساس بحرقة في الشفتين أو الفم، وربما امتدت الحرقة للأذن أو الحلق، ومن الممكن أن تحدث ردود الفعل الأخرى في العين والأنف والجلد.
يلاحظ المصاب بهذه المتلازمة في بعض الأحيان حدوث تورم في الشفتين واللسان واللهاة إلى جانب إحساس بضيق في الحلق.
تحدث صدمة الحساسية في بعض الحالات القليلة للغاية؛ وذلك لو ابتلع المصاب الطعام، ولم تدمر أحماض المعدة المادة المسببة للحساسية.
يمكن أن يحدث قيء أو إسهال أو عسر هضم شديد أو ألم بطني، وهو احتمال كبير ناتج عن تحرير الهيستامين في القناة الهضمية.

حدد المادة

يلاحظ أنه عند تشخيص حالة المصاب بمتلازمة الحساسية الفموية أنه يمتلك تاريخاً من الحساسية، وفي الأغلب تكون لديه حساسية الجلد وأعراض في الأذن والحنجرة لحساسية الأنف أو الربو، وبالتالي تكون حساسية الطعام غير مشتبه فيها.
يتسبب إفساد البروتينات المسؤولة عن التفاعلية المتصالبة في عدم ظهور أي أعراض، وهذا يحدث مع الأطعمة المطهية بصورة جيدة، أو المعلبة أو المجمدة أو المبسترة.
يؤدي هذا الأمر في تأخير تشخيص الحالة؛ لأن الأعراض لن تظهر إلا من خلال تناول المصاب مأكولات طازجة ونيئة وناضجة بصورة كاملة، ولابد من تحديد المادة التي تسبب الحساسية بصورة سليمة.

تنميل وتورم

ينصح في حالة ظهور تورم أو تنميل أو ألم عند تناول طعام معين بمراجعة مختص حساسية؛ لأنه في الأغلب الكثير ممن يعانون هذه المتلازمة لا يدركون أنهم من المصابين بها.
يجب على المريض أن يحتفظ بيوميات الطعام قبل الذهاب للطبيب؛ لأن هذه اليوميات تمكنه من أن يجري اختبار حساسية بشكل محدد وسريع.
يمكن أن يحتاج تشخيص الحالة لإجراء اختبار حساسية الجلد، أو اختبارات دم أو التحديات الفموية، ويعد الاختبار الأخير مثالياً، وبالذات في حالة شك الطبيب.

ابتعد عن المثيرات

يجب على الشخص المصاب بمرض متلازمة الحساسية الفموية أن يحصل على استشارة من طبيب أمراض مناعة؛ وذلك بهدف التأكد من أن الأعراض التي يشكو منها سببها هذه المتلازمة، وليس بسبب تحسس أخطر أو يحتاج إلى عقاقير معينة، ويعتمد العلاج في العادة على ابتعاد المصاب عن المثيرات والمهيجات من الفاكهة والخضراوات التي تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض المزعجة.
يصف الطبيب في بعض الأحيان جرعات من الأدرينالين؛ وذلك حتى يستخدمها في الوقت المناسب، ووفقاً لبعض الإرشادات.
يقوم بوصف مضادات الهيستامين الفموية، والتي تستخدم في حمى القش؛ وذلك للتخفيف من شدة الأعراض التي ترافق متلازمة الحساية الفموية، كاحتقان الأنف وحكة الفم والحلق.
يتم إسعاف حالات الحساسية المفرطة بجرعة من الأدوية الستيرويدية وريدياً، كما يستخدم الطبيب جهاز أوكسجين، وحقنة أدرينالين، إضافة للإسعافات الأولية.

بعض الاحتياطات

يستطيع مريض متلازمة الحساسية الفموية أن يتناول الفاكهة والخضراوات المسببة لأعراض الحساسية بعد اتخاذ بعض الاحتياطات.
تبدأ هذه الإجراءات بالطهو؛ لأن الحرارة تحلل البروتينات التي تثير الأعراض، وتحدث بها تغيرات جذرية تخرجها عن كونها مهيجة، وبالتالي يتوقف الجهاز المناعي عن استهدافها.
يمكن للطبخ أن يزيل مادة واحدة وليس جميع المواد؛ وذلك في الأطعمة التي تحتوي على أكثر من مادة تثير الحساسية ومنها البندق مثلاً.
تشمل الاحتياطات التقشير، فمثلاً عند تقشير التفاح من الممكن أن يساعد في عدم ظهور الأعراض التحسسية؛ لأن أغلب البروتينات المسببة للأعراض تتواجد في القشرة.
يمكن تناول الأطعمة المعلبة؛ حيث يحدث تحليل للبروتينات التي تثير الأعراض لدى المصاب خلال عملية التعليب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"