رودني الحداد: الدراما قادرة على التغيير

يعد تصنيفها حسب دولة الإنتاج مجرد حجة
03:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
بيروت: هدى الأسير

يحاول الفنان اللبناني الشاب رودني الحداد التركيز على عمله في الإخراج؛ بعدما أثبت نفسه في التمثيل، الذي قدم من خلاله تجارب مهمة ومتنوعة، من بينها بطولة فيلم «البوسطا»، و«دخان بلا نار» و«كارلوس» الذي عرض على قناة canal+ الفرنسية، و«بيروت أوتيل»، إضافة إلى مسلسلي «السجينة» وال«شنكبوت» الذي عرض على موقعه الإلكتروني، وكذلك لعب دور جبران خليل جبران في مسلسل «مي زيادة». رودني الحداد اكتسب خبرات واسعة في العمل الدرامي؛ من خلال العديد من التجارب المسرحية والسينمائية في فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. وعدا عن مشاركته في أعمال مسرحية مع يعقوب الشدراوي وريمون جبارة شارك في كتابة سيناريو فيلمي «كاراميل» و«هلق لوين»، ويستعد لتقديم عمل خاص به كتابة وإخراجاً.
ما ملامح مشروع الفني الجديد؟
- أنا بصدد العمل عليه كتابة وإخراجاً، ولكنه لم يتبلور بصيغته النهائية؛ لذلك لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيله.
مُصر على المغامرة في ظل الظروف الإنتاجية، الاقتصادية والصحية الصعبة؟
- أعتبر أن الأزمة الاقتصادية سياسية، والمشكلة الحقيقية بنظري هي الأزمة الثقافية التي نعانيها، فعندما تستبدل مراكز تجارية بدور السينما، والأبنية بمسارح، والمطاعم بمكتبات، ندرك تماماً أن الأزمة في طريقة تفكيرنا.
نحن محكومون منذ نحو 40 عاماً بحكم ميليشيوي بعيداً عن مفهوم الدولة، وهي وحدها القادرة على تطوير كل القطاعات.
تحدثت عن أزمة ثقافية مزمنة نعيشها، ألا يمكن إيجاد حل لها؟
- لا بد أن يكون لها حل، وهذه معركتنا الأساسية من خلال التركيز على دور المرأة والأم تحديداً؛ لأنها أساس التربية في المجتمع وبناء أجيال المستقبل.
لديك أفكار وتوجهات خاصة، ألا تحاول ترجمتها كتابة في عمل فني؟
- لي محاولات دائمة في هذا الإطار؛ لأن الفنان يعمل في مجال السياسة الاجتماعية من دون أن يشعر بعضهم بهذه المسؤولية، فالموقف السياسي ليس خطابياً؛ بل عملية أكبر من ذلك بكثير، تقوم على معالجة موضوع محدد؛ من خلال شخصيات تطرح من خلالها المشاكل والحلول؛ ولذلك فإن مهمة الكاتب هنا الأساس وليس مهمة الممثل الذي يقبل الدور الذي يعجبه بعيداً عن مسؤولية المضمون الذي يقصده الكاتب.
ولكن الكتابة تواجه في كثير من الأحيان عصا «الفيتو»، وتحديداً في مسألة التسويق والبيع
- الحواجز ليست سلبية دائماً، الكاتب الذي يسير بين الألغام والخطوط الحمر والمحاذير يستمتع بالعمل أكثر من الكاتب الذي لا يخضع لأي رقابة..
هل تسير بالاتجاه المعاكس في تفكيرك؟
- هذه هي الطريقة المثلى بنظري للتفكير الصحيح، فعندما أجد عشرة يسيرون بالاتجاه الشمالي أدرك تماماً أن الوجهة الصحيحة جنوباً، فأتجه إليها.
مرآة الواقع
الدراما يمكنها أن تصلح الخطأ، أم أنها تبقى للتسلية فقط؟
- حتى لو كان دورها للتسلية فقط، فهذا لا ينفي كونها مرآة للواقع، وإذا عملنا على إصلاحها يمكن أن تحدث تغييراً مهماً، علينا أن نبدأ بأنفسنا قبل كل شيء. وإذا انطلقنا من هنا، من التزامنا بالعدل والأخلاق، يمكننا أن نطرح أي موضوع مهما كان، بعيداً عن الاستفزاز أو لمجرد خرق «تابوهات»، آخذين بعين الاعتبار أن المشاهد لا يمكن أن ينسى ما قدمناه له.
شاركت في مسلسل «أولاد آدم» الذي عرض خلال رمضان، والذي أضاء على قضايا فساد لم يكن من المسموح ذكرها من قبل..
- المقصود من تسمية العمل «أولاد آدم» القول إن كل الناس يمتلكون وجهين السلبي والإيجابي. أولاد آدم يمكن أن يكونوا في لبنان أو سوريا أو أي بلد عربي أو حتى غربي، ومع ذلك فإن العمل تضمن مغالطات لم يكن الكاتب مسؤولاً عنها؛ لأن هناك مسؤولية على المخرج أيضاً.
ولماذا تأخرت في خوض مجال الإخراج؟
- قلائل من يعرفون أني مخرج، وعملنا يتطلب منتجاً يضع ثقته في المخرج، وإذا لم يكن أحد يعرف أني أعمل في مجال الإخراج كيف لهم أن يثقوا بعملي؟، يضاف إلى ذلك أني لا أطلب شيئاً من أحد. أحاول الاجتهاد هذه الفترة؛ ليعرف من يريد.
هل صناعة الدراما اللبنانية تشهد تطوراً؟
- لا شيء اسمه دراما لبنانية أو سورية أو مصرية، هناك دراما عربية، والتصنيفات مجرد حجة للقول إنها أقل من غيرها. المشكلة الأساسية هي افتقاد مخرجين «معلمين» في العالم العربي، وأكثر المتواجدين في لبنان لا يعملون في التلفزيون؛ لذلك أقول إن الحكم على الأعمال التلفزيونية وحدها فيه إجحاف بحق اللبنانيين.
هذا يعني أنك مع موجة الأعمال العربية المشتركة؟
- أنا معها إذا كانت منطقية ومقنعة، فأنا لا تقنعني مثلاً شخصية سورية تلعب دور مقدم برامج في محطة لبنانية، هذا خطأ في التركيبة الدرامية؛ لأن هذه الشخصية يجب أن تكون لبنانية، ولكن أحياناً يجبر المنتج على هذه الخيارات، بحسب إرادة الممول.
تطور سينمائي
هل الصناعة السينمائية اللبنانية ضعيفة أيضاً؟
- باتت أفضل، إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد السكان ووجود فيلم لبناني كل عام في مهرجان «كان» وهذا ليس سهلاً.
هل لديك أي مشروع سينمائي؟
- لا، نحن في زمن التلفزيون، خصوصاً في ظل «كورونا»، مع تغيير في مفهومه ومع محاولات الفصل بين التلفزيون والمنصات الإلكترونية.
- كنت أول من تحدث عن المسلسلات القصيرة، حتى قبل إطلاق «نتفليكس» وظهور هذا النوع، وكان استنادي على أمور كنت أراها عبر شاشة تلفزيون لبنان، فأنا أجد أن عملاً فنياً من عشر حلقات يظهر مضبوطاً وخالياً من «اللت والعجن» والتطويل الممل، هو جرعة فنية مكثفة. بدعة ال30 حلقة أوجدها الموسم الرمضاني.. ولا أجد فيها ضيراً؛ إذ قد تكون جيدة من ناحية «البيزنس» بالنسبة لنا، ولكن بشرط ألا تتخطى هذا العد.
مسلسل جيد من 10 حلقات يغني عن 30
سير الكاتب بين الألغام والخطوط الحمر ممتع

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"