المنصات الرقمية.. خيار مشاهدة يفرضه الواقع

جائحة «كورونا» زادت من انتشارها عربياً
02:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: أحمد الروبي

انتشرت العديد من المنصات الإلكترونية في مصر والوطن العربي؛ بل ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، خاصة في ظل جائحة «كورونا»، وباتت تنتج العديد من الأعمال للعرض خصيصاً عليها، وشاهدنا مؤخراً عدداً من المسلسلات، ربما أحدثها «شديد الخطورة»، الذي يبث على منصة «واتش إت»، ثم «جمجوم وبم بم»، كذلك «ما وراء الطبيعة»، التي أنتجته «نتفيلكس»، بجانب أعمال عدة عرضت على «شاهد» منها «الآنسة فرح» و«مملكة إبليس».
آثار النجاح الذي تحققه هذه المنصات العديد من التساؤلات، سواء في أذهان الجمهور، أو حتى صناع الدراما، حول أهمية إنتاج الأعمال الفنية للمنصات ودورها في المرحلة المقبلة.
ترى الفنانة ريم مصطفى، أن المستقبل أصبح للمنصات الإلكترونية، مشيرة إلى أنها في البداية كانت تمتلك بعض التخوف من التواجد في مسلسل يعرض على منصة إلكترونية، إلا أن فكرة أنها صاحبة المسلسل الأول الذي تنتجه منصة «واتش إت» المصرية كان بالنسبة لها أمراً مميزاً، لافتة إلى أن المنصات، وخاصة في فترة «كورونا» أثبتت أنها المستقبل، وأن الجمهور سيذهب لها عاجلاً أم آجلاً، وأصبح أمراً حتمياً للصناعة في مصر أن تدخل هذا المجال، خاصة أنه أصبح هناك الكثير من الأعمال على منصات مختلفة، وبعضها أعمال مصرية خالصة، مما يعني أن الدراما المصرية قادرة على التواجد في هذا المجال، والمنافسة فيه بقوة والدليل نجاح الكثير من الأعمال، مشيرة إلى أن ردود الأفعال التي جاءت حول مسلسل «شديد الخطورة»، كانت جيدة، وتعكس مدى المتابعة التي تحققه المنصات الإلكترونية.
وعن تواجدها بأكثر من عمل عُرض على منصة إلكترونية، ترى رانيا يوسف، أن النجاح الذي حققته هذه الأعمال وردود الأفعال، التي جاءت عليها تعكس مدى المتابعة التي باتت تحظى بها، فالكثير من جمهور الشباب لا يحب التلفاز ومشاهدة الأعمال عليه، ويفضلون المشاهدة، من خلال أجهزتهم الإلكترونية، والتي باتت تتوفر عليها تلك المنصات، مشيرة إلى أنها أحبت أن يعرض لها أعمال على منصات إلكترونية.
محمد جمعة الذي سبق، وشارك في الجزء الأول من «مملكة إبليس»، وينتظر عرض الموسم الثاني على منصة «شاهد»، يؤكد أن هناك طابعاً خاصاً للأعمال التي تعرض على منصات إلكترونية، فهي دائماً لا تنتمي للدراما الاجتماعية؛ بل تكون هناك إثارة وغموض وتشويق فيها، وربما تلك الأعمال ليست موجودة بكثرة، وهذا قد يكون انطبق على «مملكة إبليس»، والذي عرض منه الموسم الأول على «شاهد»، لافتاً إلى أن مثل هذه الأعمال تناسب المنصات الإلكترونية.

محتوى عربي

تقول المنتجة سالي والي: المنصات الإلكترونية انتشرت بقوة في الآونة الأخيرة بمصر والوطن العربي، وأصبح هناك جمهور يفضل الأعمال الموجودة على تلك المنصات كونها مختلفة في الشكل والمضمون عن التي تعرض على التلفاز، وترجح سالي، أن تتزايد الأعمال المنتجة لأجل المنصات في الفترة المقبلة، مشددة على أن المشاهد العربي مهيأ بشكل كبير لوجود تلك المنصات وأصحب يفضل الأعمال التي تتواجد على عدد من المنصات المختلفة، سواء بالمحتوى العربي أو غيره.
أما المنتج والسيناريست محمد حفظي، فيرى أن المنصات قد تحتاج بعض الوقت لتكون موجودة في مصر بقوة، لكنها في الطريق، مشيراً إلى أن مسألة فرضها لنفسها في مصر لا يحتاج سوى بعض الوقت فقط، لافتاً إلى أن الجيل الحالي يفضل الأعمال الموجودة على المنصات سواء من حيث القصة أو الشكل العام للمسلسل أو الفيلم، موضحاً أنه يفضل نوعية الأعمال الموجودة على المنصات ويحب الأعمال التي يكون عدد حلقاتها قليلاً، معتبراً أن مشاركته في إنتاج «ما وراء الطبيعة»، ومن قبله «زودياك»، تعد بداية تعكس مدى اهتمامه وإدراكه لأهمية تلك المنصات.
ويؤكد السيناريست محمد أمين راضي، أن الجيل الجديد يدرك أهمية المنصات الإلكترونية، وأصبح لا يهتم سوى بالمشاهدة «أون لاين»، وباتت المنصات هي الملاذ بالنسبة لهم، مشيراً إلى أنه كان يتمنى أن يؤلف عملاً من أجل العرض على منصة إلكترونية، وحدث الأمر بالمصادفة البحتة مع مسلسل «مملكة إبليس»؛ إذ لم يكن يخطط لعرضه على منصة، ويؤكد أن الجيل الجديد يحب الأعمال التي تعرض على منصات.
ويوضح الناقد طارق الشناوي، أن تواجد المنصات الإلكترونية له فائدة مزدوجة، فهي تسهم من ناحية في ازدهار الصناعة، كما حدث مع التلفزيون من قبل الذي أسهم في تطوير السينما، فهي أدوات تفيد الصناعة، كما تعمل من ناحية أخرى على وجود أعمال أكثر، فبدلًا من إنتاج 40 عملًا في العام، ربما يتضاعف الرقم خلال الفترة المقبلة، وهو ما يفيد الصناعة بشكل عام، وكل العاملين فيها، معتبراً أن المنصات أصبحت في الوقت الحالي هي الخيار الأمثل أمام الشباب، لذلك أصبح لزاماً على الصناع احترام الشباب وتقديم أعمال يفضلونها، ويرى أن الوقت الحالي وأزمة «كورونا» أثبتت أن المنصات كانت خياراً جيداً، وملاذاً في بعض الأحيان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"