طه الحمري: تطــوعـــت على خطى والدي

شكراً خط دفاعنا الأول
03:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
حوار: يمامة بدوان

«لا يمكن أن يشعر الإنسان بالاكتفاء إلا عندما يبدأ بالعطاء»، مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كانت الدافع الأول وراء تطوع طه الحمري، اختصاصي إسعاد المجتمع ورئيس فريق التطوع في هيئة كهرباء ومياه دبي، لتسجيل اسمه في بداية أزمة «كورونا» للمشاركة في العمل الميداني ضمن خط الدفاع الأول.

ويؤمن الحمري بأنه لتكون إماراتياً، فإن عليك تلبية نداء الواجب الإنساني في كل الظروف والأوقات ومن دون أي تردد.

يقول طه الحمري: هيئة كهرباء ومياه دبي تلعب دوراً مهماً في العمل التطوعي والمجتمعي، ولديها استراتيجية متكاملة لذلك، كما تشكّل مبادراتها وبرامجها المجتمعية والإنسانية جزءاً لا يتجزأ من جهودها لتمكين المجتمع. وخلال السنوات الخمس الماضية، قضى موظفو الهيئة وموظفاتها نحو 113 ألف ساعة تطوعية في مبادرات إنسانية ومجتمعية داخل الدولة وخارجها. ويوضح أن له تجارب بالعمل التطوعي منذ الدراسة المدرسية والجامعية، إذ كان شغفه ينصب على المشاركة بالفعاليات كافة، أسوة بوالده الذي زرع في نفسه حب التطوع منذ نعومة أظفاره، والذي كان أيضاً متطوعاً في الأنشطة الرياضية.

إرشاد وحرص

فور التحاقه بالعمل التطوعي، أبلغ طه الحمري والديه بقراره، فقدم له والده النصح والإرشاد مرحباً بتجربته الجديدة، وأكد له أهمية اتباع تعليمات الجهات المختصة بالوقاية والتعقيم، إلا أن الخوف انتاب والدته، ووجهت له الكثير من الأسئلة، حرصاً على سلامته، لكنها بعد ذلك باركت له هذه الخطوة المميزة في حياته ودعت له بالصحة وأن يعود سالماً من مواقع العمل التطوعي.

ويؤكد طه الحمري أن والديه منذ يومه الأول في العمل التطوعي وهما يشدان من أزره، ويشجعانه على التفاني والإخلاص بالعمل، ما يجعل منه إنساناً طموحاً يسعى لتحقيق الأفضل، في وطن لا يقبل سوى بالمركز الأول.

ويذكر أنه يشعر بالفخر والاعتزاز لمشاركته كمتطوع في مبادرة «مدينتك تناديك» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، عبر تطبيق «يوم لدبي»، وتتيح المجال أمام أفراد المجتمع للمشاركة في عدد من الأنشطة التطوعية كلٌ في مجال خبراته ومعارفه. ويوضح أنه بادر في التسجيل عبر التطبيق منذ اليوم الأول من الإعلان عنها تحت إشراف مؤسسة «وطني الإمارات»، إيماناً منه بأن كل فرد يعيش على هذه الأرض الطيبة له دور مميز وقادر على منح البسمة للآخرين، حتى في أحلك الأوقات، وهي التي تفرض على الفرد كيفية التصرف بعقلانية وحكمة،انطلاقاً من انتمائه لوطن لم يبخل على أبنائه، بل وفر لهم حياة كريمة وجعل منهم رجالاً أشداء.

ورديات

عن مجريات يومه بالعمل التطوعي، يوضح طه الحمري أنه يبدأ 8 صباحاً، وأن هناك 3 ورديات للعمل، كما أنه يتواجد أحياناً في أكثر من موقع تطوعي وأكثر من وردية في اليوم، حسب المهام والمسؤوليات التي تحددها الجهات المسؤولة.

ويلفت إلى أن الإجراء الأول الذي يتخذه قبل الذهاب لموقع التطوع، هو المرور بغرفة التحضير، والتي هي أشبه بموقع تعقيم شامل، فيها كل معدات الوقاية بحسب كل المهام،لأن الجهات المختصة توفر أعلى درجات الحماية للمتطوعين، وفق أفضل المعايير الصحية العالمية، حسب المناطق والمهام الموكلة لهم.

وحول شعوره في أول مهمة ميدانية له خلال تطوعه، يقول: اليوم الأول عادة يكون ممزوجاً بالخوف والرهبة، خاصة مع كم المعلومات المغلوطة التي كانت ترد من الخارج حول الوباء، إلا أنه ومع التدريب الذي تلقيته من الكوادر المتخصصة، وسلاسة التعامل معها للاستفسار عن كل ما يجول في خاطرنا، أصبحت، مثل الآخرين، مهيأ نفسياً وتدريبياً للتعامل مع أسوأ الظروف.

ويؤكد أنه لم يشعر بالندم للحظة واحدة منذ تطوعه بالعمل الميداني، خاصة أنه يجد سعادته في مساعدة الآخرين، بالرغم من التعب والإجهاد، فالنتيجة في نهاية الأمر تكون كافية، وهي رسم البسمة على وجوه الآخرين، كما أن العمل التطوعي يخلق للفرد أصدقاء وأخوة حقيقيين يتقاسمون اللحظات الحزينة والمفرحة في آن واحد وعلى أرض الواقع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"