ضحى الزهيري: أشارك المشاهد شعور الخوف

08:27 صباحا
قراءة 4 دقائق

حوار: مها عادل

الإعلامية ضحى الزهيري، المذيعة بقناة «الحدث»، من أكثر الوجوه الإعلامية التي أخذت على عاتقها مسؤولية تقديم أخبار انتشار فيروس «كورونا» وتداعياته، وكثيراً ما كان المشاهد يجدها تنقل له التقارير الإخبارية والمتابعات الحية بالنشرات الإخبارية على مدار اليوم وفي أوقات متأخرة من الليل، وأثناء فترة التعقيم الوطني، وتمده بآخر مستجدات الجائحة في كل أنحاء العالم.
تقول الزهيري: تعلمت الكثير من هذه الأزمة العالمية فأصبحت أقدر النعم في حياتي، خاصة الصحة، أكثر من أي وقت مضى وأصبحت أكثر تقديراً لتفاصيل حياتي الروتينية البسيطة التي افتقدتها خلال فترة التباعد الاجتماعي. وأحياناً كنت أذيع الخبر على الشاشة وأشارك المشاهد نفس الشعور بالخوف منه، لأن الخطر في هذه الحالة لا يحدث في بلد بعيد أو لأشخاص محددين بل هو على كل باب بيت ويتربص بنا حتى على باب الاستوديو. وهذا العدو الخفي جعلني مثل المشاهد أكثر حرصاً وعطشاً للحصول على المعلومة بأدق تفاصيلها للحفاظ على سلامتنا وسلامة عائلاتنا جميعاً. فهذا الفيروس وحد مشاعر العالم أجمع.
وعن أهمية دور الإعلام في تغطية ومتابعة أخبار الجائحة تقول: «الإعلام لعب دوراً كبيراً وجوهرياً في تغطية أخبار كورونا وفي رفع مستوى الوعي عند الناس، لأنه كان المصدر الموثوق به في نقل المعلومة والأكثر مصداقية على الإطلاق على عكس ما كان يحدث على «السوشيال ميديا» من تخبط وتضارب ونقل لمعلومات مغلوطة وغير موثقة. فالإعلام التقليدي بشقيه المقروء والمرئي ثقّف المشاهد وقدّم أهم النصائح للوقاية من المرض بدءاً من المعلومات البسيطة مثل الطريقة الصحيحة لغسل الأيدي حتى متابعة تطور الوضع العام وآخر تفاصيل الإغلاق والفتح في كل بلدان العالم وأعداد الحالات والوفيات من بلد إلى بلد ومن قارة إلى أخرى وأعتقد بالفعل أن الإعلاميين لعبوا دوراً مهماً بالصفوف الأمامية لمساعدة الناس على التصدي للأزمة ومواجهتها.
وعن أصعب خبر اضطرت لقراءته على الشاشة وكيفية التعامل معه توضح الزهيري: «قرأت العديد من الأخبار القاسية والصعبة بحياتي المهنية، ولكن أكثر الأخبار صعوبة بالنسبة لي كان خبر وفاة زميلتي العزيزة نجوى قاسم. كان الخبر صادماً ولم أعلم بتأكيد خبر وفاتها إلا أثناء وجودي على الهواء، واجتهدت كثيراً لأتمالك نفسي أثناء قراءته للنهاية ولكن دموعي خانتني في الخبر الذي يليه، كان موقفاً رهيباً بالفعل فلم أصدق عيناي عندما وجدت الخبر أمامي أثناء النشرة وطُلب مني إذاعته، بذلت جهداً كبيراً لكي أقرأ الخبر من دون أن أتلعثم ولكنني لم أستطع الحفاظ على تماسكي في قراءة الخبر الذي يليه وغلبني البكاء على الهواء. ورغم أن من أهم أدواتنا كمذيعين هي التحكم في انفعالاتنا على الهواء إلا أن الجانب الإنساني يتغلب علينا في بعض الأحيان وبالنسبة لنجوى قاسم فقد كانت عزيزة جداً علي وأصبت بحالة من الإنكار وأنا أنعى زميلتي التي كانت بجانبي في الاستوديو منذ يومين ولا يزال صوتها يتردد في المكان».
حرب«الجائحة»
عن حجم تأثير أزمة كورونا على شكل التغطية الإعلامية تقول الزهيري: «أعتقد أنه لأول مرة في الإعلام وفي العالم نواجه جميعاً نفس العدو ونفس الخطر، فنتابع أخباره ونبحث عن سلاح لمحاربته ولأول مرة شعرت أننا نتابع شكلاً مختلفاً من الحروب تتضاءل أمامها كل أخبار الحروب العسكرية والصراعات التي يعيشها البشر في كل مكان. فالحروب لها آليات معروفة وأسلحة متوفرة بينما هذه الحرب ضد الفيروس لا نملك لها سلاحاً محدداً».
وتشاركنا الزهيري تجربتها في فترة التعقيم الوطني، حيث كانت من الوجوه التي استمرت في الظهور والحضور على الشاشة، وتقول: من أول يوم في التعقيم الوطني والإغلاق العام كنت أذهب للعمل بشكل يومي لأن مهنتنا لا تتوقف لأي سبب، ورغم أن نسبة كبيرة من زملائي العاملين في مراحل الإنتاج المختلفة كانوا يعملون من البيت إلا أن المذيع يجب أن يكون حاضراً في الاستوديو لتقديم النشرات والتغطيات. وأذكر تفاصيل أول يوم لي بالعمل بعد مواعيد التعقيم الوطني حيث ذهبت بسيارة خاصة إلى العمل وشعرت بالأسى بينما السيارة تخترق شوارع دبي التي طالما عرفتها تعج بالحياة، فقد فوجئت بها خالية تماماً وتبدو حزينة تفتقد بهجتها وروادها وكانت سيارتي هي تقريباً الوحيدة بالشارع حيث كنت أمتلك تصريحاً بالتحرك بعد مواعيد التعقيم بسبب ظروف عملي كإعلامية.
أما عن تأثير أزمة «كورونا» توضح الزهيري: منذ انتقالي للإقامة بدبي من سنوات تعودت أن أسافر كل شهرين تقريباً إلى بلدي مصر ولو لأيام قليلة لرؤية أخوتي والاطمئنان عليهم، فارتباطي بأسرتي هو أهم مصادر الدعم النفسي في حياتي، ولهذا تأثرت حياتي كثيراً بإغلاق الحدود ومنع السفر الذي استمر لشهور كانت الأصعب بحياتي.
وعن أهم ما اكتسبته من الأزمة تقول: أهم ما تعلمته في هذه الفترة هو أن الدقة في نقل الخبر أهم من السرعة أو السبق لأن نقل المعلومة الخاطئة في وقت الأزمات كارثة وثمنها يكون كبيراً وغالياً، وأعتقد أن ذلك ما أكسب الإعلام تأثيراً كبيراً ومصداقية عالية في نقل أخبار الجائحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"