تعدد الخادمات “تباهٍ” مرفوض

12:46 مساء
قراءة 14 دقيقة
يرى البعض وجود الخادمة في البيت ضرورة تفرضها عوامل عدة منها خروج المرأة إلى العمل، وزيادة أعباء الحياة عليها ما يجعلها غير قادرة على تحملها وحدها، لكن ما يحتاج إلى وقفة أن هناك ربات بيوت وسيدات عاملات يطلقن العنان لأنفسهن للتباهي بأن تحت أيديهن أكثر من خادمة، ويحرصن على اصطحابهن في جولاتهن خارج المنزل، معتبرات ذلك نوعا من البريستيج وتعدد الخادمات بات ظاهرة لافتة وتظهر بوضوح في المراكز التجارية والحدائق، ولم يعد غريباً رؤية زوجة تسير في حراسة تشكيلة من الخادمات من جنسيات مختلفة، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تعرض الأسرة الخليجية لمخاطر جراء الحصار الذي تفرضه على نفسها بتعدد الخادمات.

تحولن إلى بودي جارد لربة المنزل في المراكز التجارية

تشكيلة من الخدم في المنزل

غدت الخادمة ضرورة لدى جميع الأسر بغض النظر عن مدى الاحتياج إليها أو القدرة المالية لها، فلا يكاد يخلو بيت من وجود خادمة أو اثنتين أو ثلاث كنوع من الترف والوجاهة الاجتماعية، وبتنا نجد أكثر من خادمة بصحبة ربة البيت، إضافة إلى أن بعض الأسر أصبحت تتباهى بجنسية الخادمة.

سعاد علي تؤكد أن وجود الخادمة في البيت لم يعد من الكماليات، ولا دليل ترف كما يرى البعض، ولكنه ضرورة ملحة.

وتقول: أغلب السيدات يأتين بالخادمات بقصد المساعدة في أعمال المنزل، والقيام بمتطلبات الاطفال التي لا تنتهي، ولا يكاد يخلو منزل اليوم من وجود الخادمة رغم كل ما نسمعه ونراه من مشاكلهن التي لا حصر لها، فهن شر لابد منه.

فالخادمة ضرورية إن كان رب الأسرة قادراً على تكاليف استقدامها وخاصة لو كانت الزوجة موظفة فهناك حاجة ماسة إليها.

مشيرة إلى أننا أصبحنا حاليا نرى في أغلب البيوت خادمة أو خادمتين وما يزيد على ذلك، وأحيانا يفوق عددهن عدد أفراد الأسرة من دون الحاجة لذلك، وهذا ما نسميه الترف والتباهي، وكثيراً ما نرى أكثر من خادمة بصحبة ربة البيت في المراكز التجارية.

هند ابراهيم، موظفة، قالت: وجود الخادمة أصبح ضرورياً كالسيارة والتلفزيون ولا يمكن الاستغناء عن وجودها في البيت بسبب المتطلبات الحياتية الجديدة وكثرة الابناء وزيادة متطلباتهم، مشيرة إلى أن زيادة دخل الاسرة عزز من الرغبة في الوجاهة الاجتماعية عند أغلب الاسر فزادت حاجتهم إلى المزيد من الخدم.

أما عن جنسية الخادمة التي تفضلها فتقول: أفضل صغيرات السن من أية جنسية لسهولة السيطرة عليهن وعدم تمردهن على الأبناء في المنزل، وأحرص على اختيارهن بنفسي، وحاليا لدي 3 خادمات من الجنسية الفلبينية وارغب باستقدام الرابعة، ولا اعتقد أن وجودهن رفاهية بقدر ما نحن بحاجة إليهن.

وتشير فاطمة المهيري، موظفة، إلى أن الاسرة الاماراتية باتت تسرف بشكل كبير في اقتناء الخادمة وإن كانت في غنى عنها.

وتقول: وجود الخادمة اليوم في الامارات ودول الخليج بشكل عام بات من علامات الترف والتباهي، ورغم ذلك لا أرى ضرراً في وجود أكثر من ثلاث خادمات في المنزل اذا كانت الاسرة كبيرة، ولكن يجب ان تكون ربة المنزل حريصة على مراقبة هؤلاء الخدم.

وأشارت إلى أنها تذهب إلى مكاتب استقدام الخادمات وتحرص على الاطلاع على الطلبات والصور والمواصفات المتوافرة في الخادمة، وعلى أساس الشكل والجنسية والمواصفات تختارها.

وتضيف: أغلب الاسر أصبحت تتباهى بجنسية الخادمات لأن هذا يعد مؤشراً على الوضع الاجتماعي للأسرة، فأصبحت السيدات يفضلن الاندونيسيات والفلبينيات ليتباهين بهن أمام بعضهن، وهؤلاء السيدات هن الاقلية، إذ ان بعضهن يفضلن الاندونيسيات والفلبينيات لأنهن أكثر نشاطا.

وتقول وداد عيسى، ربة بيت: أصبحت الخادمة من الاساسيات في المنزل، بل تعدى الامر ذلك إلى أن أغلب الفتيات يشترطن وجود الخادمة في المنزل قبل الارتباط بالرجل كجزء أساسي من مظاهر الترف والتفاخر أمام زميلاتها، مشيرة إلى أن السيدات اللواتي يسكن فللاً كبيرة جدا ويكن في وضعية اجتماعية معينة بحاجة إلى وجود أكثر من خادمة في المنزل ولكن لابد أن تظل ربة البيت هي السيدة الاولى في بيتها ولا تغفل عن أمور الاطفال والاسرة بشكل عام. وتضيف: عندما استقدم خادمة أطلبها بأوصاف محددة مثل أن تكون متعلمة وتتحدث الانجليزية بطلاقة، وارغب في أن تكون متعلمة حتى تجيد التعامل مع الاولاد ويتعلموا الانجليزية منها.

أما سامية عبدالله فتقول: الاعتماد على الخادمات ليس أمراً جديداً ولا مستنكرا، فكما نعلم جميعنا أنه في زمن الرسول أيضا كانت الجواري منتشرات والاعتماد عليهن في بعض الامور كان أمرا طبيعيا، مشيرة إلى أن المرأة اليوم ليست متفرغة ولديها الكثير من المهام والمسؤوليات التي تشغلها سواء كانت موظفة أم ربة بيت، وهذه المسؤوليات التي تشغلها تتمثل في الاهتمام بأمور زوجها وأولادها ودراستهم، والاهتمام بنفسها وممارسة هواياتها، إضافة إلى مراقبة الخدم والاحاطة بكل صغيرة وكبيرة في البيت. وتضيف: ما المانع من استقدام أكثر من خادمة حسب حاجة البيت والابناء إذا كان الزوج ميسور الحال، أو أن تتولى الزوجة إذا كانت موظفة مسؤولية تكاليف الخادمات، وتشير إلى أنها لا تختار جنسية معينة بل تفضل ان تكون الخادمة أمّاً لترعى أطفالها أثناء غيابها عن المنزل، فكونها أما سيجعلها تغدق العطف والحب على أطفالها.

وتخالفها الرأي عائشة محمد التي ترى أن بعض ربات البيوت لم يعدن يميزن بين احتياجات البيت من الضروريات والكماليات الا بالاعتماد على الخادمة والاتكال عليها في كل صغيرة وكبيرة من أمورها الخاصة وأمور الابناء والزوج والبيت. وتضيف: لقد رأيت العديد من الاسر يفوق عدد الخادمات في المنزل عدد أفراد الاسرة وهذا اعتبره من مظاهر التباهي، فالخادمة ليست من مهمتها تربية الابناء ورعاية الزوج لكن تتولى التنظيف والغسيل والاعمال المنزلية فقط، فمهمتها معروفة ومحددة ولا يجب تجاوز ذلك كما نرى عند بعض الاسر، مشيرة إلى أنها تستقدم الخادمات المدربات على العمل في المنزل ولا تفضل الخادمة التي تعمل للمرة الاولى لأنه يصعب تدريبها على العمل.

إيمان صلاح الدين، موظفة، ترى أن الحاجة للخادمة لا يجب أن تجعل ربة البيت تتخلى عن مسؤوليتها في خدمة عائلتها من طبخ وتربية أطفال وتجهيز الابناء للمدرسة وتأمين المتطلبات الحياتية وتكون الخادمة مساعدة للأعمال الاخرى والتخفيف على ربة المنزل.

وحول التباهي بالخادمات قالت: المرأة التي تعمد لاستقدام الخادمات من دون الحاجة لهن تخسر الشعور بجمال مملكتها، لأنها تتنازل عن دورها الاساسي وتتركه للخادمة وتهمش نفسها، مشيرة إلى أنها تفضل الخادمات من الجنسية الصومالية والاثيوبية، وتفضل أن تكون متعلمة.

محمد حسن مدير مكتب لاستقدام الخدم يقول: لدينا خادمات من جنسيات مختلفة وكل عائلة تختار الخادمة التي تريد حسب جنسيتها وخبرتها في العمل وأحيانا حسب ثقافتها، مشيرا إلى أن الاقبال أكثر على الجنسيات الفلبينية والاندونيسية.

ويضيف: توجد بعض الحالات يتم ارجاع الخادمة بعد فترة قصيرة من استقدامها لأنها تدعي في البداية أنها تعرف العربية وهي في الاساس لا تعرفها.

أيهم أبو راف، موظف، في مكتب استقدام خدم، يقول: النساء يفضلن اختيار الخادمات بأنفسهن لبيوتهن، وبنسبة 90% المرأة هي التي تختار الخادمة وبنسبة 10% الرجل يختار. ويضيف: كل بيت له طبيعته الخاصة، فبعض السيدات يفضلن أن تكون الخادمة كبيرة بالعمر لأنها تكون واعية نوعا ما، وبعضهن يفضلن الصغيرات بالعمر. وحول الجنسية التي تفضلها السيدة يقول: 50% يفضلن الاندونيسيات، و30% يفضلن الفلبينيات، و20% باقي الجنسيات.

الدكتور عباس أحمد الاستاذ في قسم الاجتماع في جامعة الامارات قال: تشير بعض الاحصاءات إلى أن حجم العمالة المنزلية بشتى أنواعها يقارب نصف مليون من السكان في الامارات، ومن المفترض أن يعود استخدام العمالة المنزلية إلى حاجة وضرورة اقتصادية واجتماعية معينة، ولكن للأسف نجد أن عامل المباهاة والحرص على المظهر الاجتماعي من أهم العوامل في استقدام العمالة المنزلية في الامارات، فتحرص الكثير من الأسر على اقتناء تشكيلة متنوعة من الخدم والمربيات والسائقين والعاملين في الحديقة والحراسة والزراعة والعناية بالحيوانات (الهوش والبوش).

وتعد هذه الظاهرة جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الاستهلاكية في المجتمع وهي إحدى افرازات الفجوة بين الوسائل والغايات الانسانية التي واكبت التغير الاجتماعي السريع في المجتمع الخليجي، ففي المجتمعات التقليدية يكون هناك حالة من التوازن بين الامكانات والوسائل المادية المتاحة للانسان وغاياته الحياتية، ولكن في حالات التطور المادي السريع الذي يفضي إلى ثروة هائلة عند البعض تتضخم وتتعاظم الوسائل المادية بينما تبقى الغايات كما هي. ويستطرد: الأمر في رأيي يحتاج إلى تكامل الجهود التوعوية والاجتماعية والثقافية والدينية لمواجهة هذه الظاهرة، وتقع المسؤولية المباشرة على المؤسسات التربوية في المجتمع من أسرة ومدرسة ووسائل اتصال جماهيري كما تقع على منظمات المجتمع المدني بشتى أنواعها.

بعضهن يلجأن إلى السحر والشعوذة

انتقام الخادمات يبدأ بالرضيع وينتهي برب الأسرة

في كثير من الأحيان تحدث ممارسات خاطئة من بعض أصحاب العمل تجاه الخادمات تدفعهن إلى التمرد على الاسرة واستخدام بعض الاساليب الملتوية رغبة في الانتقام كاللجوء للسحر الذي يستهدف ربة المنزل أو الاطفال أو الزوج.

تشير علياء درويش موظفة إلى أنها عانت كثيراً من مشاكل الخادمات، ولكنها لا تستطيع الاستغناء عنهن بحكم ان عمل البيت مرهق للموظفة، فالموظفة في أمس الحاجة لخادمة تتولى أعمال البيت.

وتضيف: أسباب تمرد الخادمة كثيرة، فهناك من السيدات من تتوقف عن العمل نهائيا تاركة أعباء المنزل والاطفال للخادمة، مما يؤدي إلى عمل هذه الخادمة لمدة 18 ساعة في اليوم دون راحة، وهذا الضغط يولد التمرد عند هذه الخادمة على أفراد الاسرة، فتبدأ بالتفكير بالانتقام وربما تلجأ للسحر والشعوذة. إضافة إلى كثرة اختلاط الشغالات مع السائق والطباخ في بيت واحد أو منطقة واحدة.

وعن سحر وشعوذة الخادمات تروي ام محمد تجربتها مع احداهن قائلة: كانت تعمل في منزلي خادمة، وكنت أعاملها معاملة حسنة، ولكن لا افسح لها المجال للاندماج معنا بحكم أن لنا خصوصيتنا، فربما هذا الامر كان يضايقها، فكانت تنوي استخدام السحر والشعوذة حيث وجدت أثناء تفتيش حقائبها قبيل سفرها صور خاصة لجميع أفراد الاسرة وكومة من الشعر، وأمام وضعها أمام الامر انكرت مما دعا رب الاسرة بتسفيرها من دون أن تأخذ أي شيء معها، وبادرت بتفتيش الملابس التي كانت ترتديها خشية اخفاء شيء من اغراضي الخاصة.

وتشير مريم جمال ربة بيت إلى أنه لا يجب أن تدخل الخادمة إلى الغرفة الزوجية الا بوجود ربة البيت أو أحد من الابناء لتنظيفها فقط تجنبا للمشاكل التي سوف تحصل في المستقبل.

وتقول: سمعنا العديد من القصص المأساوية والتي كان ضحيتها أفراد من الاسرة بسبب انتقام الخادمات ولجوئهن للسحر والشعوذة لتحقيق بعض رغباتهن.

وتشير إلى أن خادمتها تمردت عليها وعلى ابنائها رغم المعاملة الحسنة التي كانت تلاقيها، وتعتقد ان بعض الخادمات عندما يلاقين المعاملة الحسنة يتمردن فلابد من الشدة معهن حتى يعرفن حدود وظيفتهن في المنزل. وهناك أيضا انعدام الهدف الذي حضرت من أجله الخادمة، فبعضهن يحضرن ليجمعن المال، وعند تحقيق الخادمة للهدف يقل حماسها للعمل، وتبدأ بالتمرد.

وترى عذيبة الشامسي أن تمرد الخادمات على ربات البيوت مؤشر على ان سلبيات الخدم أكثر من إيجابياتهن.

وتقول: تزيد هذه النوعية من المشاكل عندما تكون الزوجة أو الام موظفة، حيث يتيح ذلك للخادمات فرصة أكبر للانفراد بالبيت لطول مدة غياب الزوجة عن المنزل، فتبدأ الخادمات بالتعرف إلى أشخاص من خارج المنزل وتختلط بالعالم الخارجي بشكل أكبر، وتتعرف إلى أناس يدفعونها للتمرد على طبيعتها بحثا عن الافضل ولو كان غير نظامي.

ومن جهتها تقول أم خليفة ربة منزل: الخادمة مشكلتنا الرئيسية، فدائما نسأل أين ذهبت؟، وماذا تفعل؟، ومن كلمت؟، وهل سرقت؟، فكثيرا ما تدور هذه الاسئلة في أذهاننا ولا نجد جوابا سوى الشك والخوف من الغد.

وتشير إلى أن بعض الخدم طبيعتهم الحسد والانتقام من دون أسباب مقنعة سوى أنها ترغب بأن تملك ما تملكه سيدة البيت من مجوهرات ومال مما يلجأن للسحر والشعوذة حتى تستطيع السيطرة على أفراد الاسرة أو تدمير هذه العائلة وتفريقهم أو أنها تكسب رب الاسرة كزوج لها.

وتقول: كثير من الاسر لا يوجد لديهم خادمة وحياتهم أفضل من الذين لديهم خادمة، لأن مشاكل الخادمة يساوي أضعاف هم الاسرة.

ويرى حميد المنهالي أن الخادمة شر ولكن ليس لا بد منه، لأنه بالامكان الاستغناء عنها ما دامت الزوجة قادرة على العمل في المنزل.

ويقول: في أغلب الاوقات يكون الاطفال ضحايا الخادمات بحكم انشغال ربة المنزل بالعمل، واحترفت بعض الخادمات تعاطي السحر والشعوذة مع الابناء باستغلال الصور والشعر وبعض الألبسة لممارسة هذا السلوك، لأن السحر مادة يدرسونها في المدارس في بعض الدول ولا يخفى على هؤلاء الخدم أمور السحر والشعوذة، مشيرا إلى أنه عندما استقدم خادمة لم تطمئن ربة المنزل نفسيا إلى الخادمة حيث كانت تصرفاتها غريبة، وكثيرا ما كانت تجلس في غرفتها تاركة أعمال المنزل فسعت المرأة إلى تفتيش أغراضها فوجدت أن الخادمة تحمل لفافة من شعر رأسها داخل غرفتها، وبدون اخبارها تم إنهاء اجراءات سفرها، وحاليا لا يرغبون باستقدام خادمة أخرى.

هدى قاسم موظفة تقول: ازداد ضحايا السحر والشعوذة بشكل مرعب بعد استقدام الخادمات من الدول المشهورة بهذا الوباء.

وتضيف: في السابق كان لدينا خادمة تصرفاتها كانت غريبة نوعا ما، أصابتنا بالوساوس والخوف، فسعينا إلى تفتيش أغراضها ووجدنا انها كانت محتفظة بصور والدي ومكتوب عليها بعض الكلمات الغريبة، فأخذنا الصور إلى خادمة الجيران فأكدت لنا ان هذه الكتابات والطلاسم تستخدم للسحر والشعوذة، ومنذ ذلك اليوم بدأ والدي اجراءات تسفيرها.

وفي هذا النطاق تقول مريم أحمد نصيب طالبة في تقنية دبي: الخادمة تتمرد على أفراد الاسرة عندما تشعر بأن العائلة لا تستطيع الاستغناء عنها، أو أنها لا تريد أن تكمل مشوارها في خدمة هذه العائلة فتلجأ لهذه الاساليب الملتوية حتى يتم تسفيرها، ففي كل الاحوال سوف تأخذ حقوقها كاملة، ولن تخسر شيئا، مشيرة إلى أن بعض الخادمات يفتعلن المشاكل من دون سبب، خاصة اللواتي يأتين البلاد ولديهن معرفة بأحد الموجودين في الدولة ويلجأن اليهم عن طريق الهاتف ويبدأن بخلق المشاكل لاسرة مخدومها. موضحة أن الخادمة تلجأ إلى الشعوذة لأنها ترغب أن تعيش بنفس مستوى ربة المنزل أو من باب الانتقام.

ويقول عزيز بن فرحان العنزي مدير مركز الدعوة والإرشاد بدبي: ان لجوء الخادمة إلى السحر بمجرد نشوب خلاف بينها وبين الأسرة جريمة خطيرة، ذلك لأن السحر من المحرمات ؛ واتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته واللجوء إليه حرام.

وحول الحالات التي يستقبلونها من ضحايا سحر الخادمات يقول: من خلال تلقي أسئلة المستفتين والمسترشدين نلمس خطورة الأمر، وأن هناك حالات متزايدة تشتكي من تسلط كثير من الخادمات على بعض الأسر باستعمال السحر، وهذا يظهر من خلال صور متعددة حسب ما يذكره المستفتي، مثل: النفور بين الزوجين مع عدم وجود أسباب ظاهرة يمكن أن يحمل عليها النفور والخلاف إلا ما يتعلق بالسحر، أيضاً التهديد العلني من قبل بعض الخادمات لربة البيت أو أفراد الأسرة، حيث أفاد بعض المشتكين من وجود هذا النوع من التهديد، أيضاً حالات الشرود الذهني التي يشتكي منها بعض الأسر، أيضا تغيرات عضوية على البدن، وغيرها كثير.

ونحن نوجههم أولاً إلى التأكد من أن الذي يعانون منه هو السحر، فإذا غلب على ظننا أنه مصاب بالسحر نقوم بتوجيهه إلى المختصين من الرقاة الشرعيين المشهورين بالأمانة والعلم والديانة، ولا ننسى وصيته بالمحافظة على الأذكار الشرعية، والتعوذ بالآيات القرآنية الوارد النص فيها بخصوص السحر، وكذلك الأحاديث النبوية الثابتة عن نبينا، صلى الله عليه وسلم، مثل قراءة آية الكرسي، والمعوذتين.

العقيد عبدالله مبارك شرطة الشارقة يقول: أبرز قضايا الخدم الهروب من المنازل، فهناك خدعة تتبعها الكثير من الخادمات، حيث يأتين إلى البلاد من أجل العمل لدى المخدوم ثم سرعان ما يهربن ليعملن بحرية ويكسبن المزيد من المال من خلال عملهن بطرق غير مشروعة، فيقمن بعمل التنظيف لساعات لدى أكثر من عائلة، ولا يعملن كخادمات دائمات في المنازل، وهؤلاء يتم ضبطهن وابعادهن.

وحول قضايا السحر والشعوذة يقول: تأتينا بلاغات من هذا النوع ولكن بلاغات متفرقة وحالات نادرة، ونحن بدورنا نبدأ بكتابة محضر بما حصل ويتم العمل وفق الاجراءات الرسمية لتأخذ العدالة مجراها.مشيرا إلى أنه لابد من معاملة الخادمات معاملة حسنة حتى لا يلجأن إلى المكر والحيلة وأعمال السحر.

ممنوعات من الخروج بمفردهن

المربيات لا يعرفن الإجازة

سألنا مجموعة من السيدات هل يسمحن للخادمات بأن يخرجن وحدهن من المنزل للراحة من عناء العمل في المنزل.. وإذا سمح للخادمة بالخروج ما الامور التي يجب أن تراعيها ربة المنزل؟

تقول عائشة شكرالله طالبة في تقنية دبي: أصبح وجود الخادمة في كل منزل أو في نسبة كبيرة من المنازل ضرورة من ضرورات الحياة.

وتضيف: عادة ما نصطحب الخادمة معنا للتجول داخل المراكز التجارية والترفيهية والرحلات، ولكن لا احبذ خروج الخادمات بمفردهن لأن ذلك يعرضنا لمشاكل أخرى نحن في غنى عنها حيث تتعرف إلى رجال ونساء من نفس الجنسية مما يستدعي الخوف والحذر. واحدى العوائل التي اعرفها كانت تعطي يوم اجازة للخادمة تخرج فيه، وبعد فترة اكتشفت ربة البيت أنها تقابل أحد الأشخاص من جنسيتها فخروجها بمفردها دون رقيب يؤدي إلى حدوث عواقب وخيمة.

وتقول خلود موظفة: لابد من حسن التعامل مع الخادمة فلا تعامل بقسوة ولا يترك لها الحبل على الغارب، بل نعتبرها جزءاً من العائلة، ونعود الاطفال على وجودها ومراقبتها في نفس اللحظة عندما تغفل السيدة أو تنشغل عن مراقبة الخادمة.

وحول خروج الخادمة للتنزه تقول: إذا كانت الخادمة على ثقة ما المانع من خروجها للتنزه، ومنحها إجازة أسبوعية أو شهرية فكثيرا من الخادمات لا يجدن الراحة في عملهن على الاطلاق، حيث لا يسمح لهن بأن يخرجن وحدهن للراحة من عناء التعب، وأيضا لا يسمح لهن بالتحدث مع أقاربهن، وهذا يولد الانفجار والضغط عند هؤلاء الخدم.

ومن جهتها تقول زبيدة عدنان ربة بيت: لا أفضل خروج الخادمة بمفردها، لأنها عندما تخرج وحدها من دون رقيب سوف تتلاقى مع أفراد من جنسيتها وبذلك قد تتهيأ الظروف لنشوء مشاكل وعلاقات تؤدي في النهاية إلى هدم الاسرة.

وتضيف: في عطلات نهاية الاسبوع اذهب مع ابنائي والخادمة إلى مراكز الترفيه والحدائق أو الشواطىء، وأحاول أن اترك لها المجال لكي تتجول على راحتها، ولكن احرص على مراقبتها من دون أن تشعر بذلك.

أم فيصل ربة بيت تقول: لا يمكن أن اسمح بخروج الخادمة بمفردها تحت أي ظروف، ولكن اسمح بذهابها مع ابنائي وبناتي للمراكز التجارية لشراء بعض لوازم البيت أو للتنزه، واعتقد أن السماح بذلك يعتبر متنفسا للخادمة، ووجود الابناء معها سيمنعها من ارتكاب الاخطاء والتعرف إلى أشخاص سيئين من الخارج لأنها تعلم بأن أي تصرف خاطىء منها سيصل لي عن طريق الابناء.

أساليب ملتوية للفرار من البيوت

الدكتور يوسف حسن أبو ليلى أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الشارقة قال: من الاساليب الملتوية التي تلجأ لها الخادمة لإجبار أهل المنزل للانصياع لأوامرها ادعاء المرض، واللجوء لأساليب غير سليمة كأن تتعمد حرق الملابس والطعام وايذاء الاطفال في غياب الام والاب وحرمانهم من الامتيازات التي يحصلون عليها أثناء وجود الاهل، وفي حالة وجود أكثر من خادمة في البيت تدعي احداهن عدم العدالة في توزيع العمل وانحياز افراد الاسرة لخادمة دون اخرى مما يولد الحسد والغيرة ويبدأن بافتعال المشاكل مع بعضهن البعض، ثم تبدأ الخادمة باستخدام أساليب أخرى كالسحر والشعوذة التي تعلمتها من بلدها.

وحول أسباب تمرد الخادمات يقول: وجود عوامل مساندة تعمل بالخفاء لتحريض الخدم على التمرد وحثهن على الهروب لأماكن بديلة وافضل من حيث الدخل، وزيادة الاعباء بالنسبة للخادمة مقارنة بحجم الاسرة وحجم الاعمال الموكلة لها ان كانت تعمل بمفردها، والاتكالية الكاملة من قبل افراد الاسرة على الخادمة.

ويضيف: عدم وجود خصوصية للسكن يؤدي إلى عدم شعورها بالاستقلالية مما يؤدي إلى توتر الحالة النفسية للخادمة وحرمانها من الاتصالات الخارجية والحد من تكوين علاقات مع خادمات من جنسيتها مما يشعرها بالعزلة ويدعوها للتمرد، كما أن عدم اصطحاب الخدم مع الاسرة أثناء الخروج سواء للتسوق أو التنزه أو جعل الخادمة في المنزل وكأن المنزل سجن خاص بها طيلة فترة العقد يولد الضغوط.

ويعلق على ظاهرة التباهي بالخدم قائلا: تعد هذه الظاهرة من رواسب التغير الاجتماعي والثقافي التي طرأت على مجتمع الامارات في وجود القوة الشرائية لدى الكثير من الاسر. والشعور النفسي لدى العديد من العائلات الخليجية بشكل عام أن تملك خادمة أو سائق أو أكثر من كماليات التباهي الاجتماعي والشعور بالتميز والانتماء إلى الطبقة الثرية.

14 سنة خدمة

من القصص الرائعة والنادرة التي تتعلق بالخدم تلك التي روتها عائشة عبدالله من ابوظبي، قالت: الخادمات لهن فضل كبير على أسرة المرأة العاملة في تنظيف المنزل ورعاية أموره أثناء غياب ربة المنزل عن البيت ساعات أو أكثر، فلا بد ان تعتبر الخادمة من أفراد الأسرة، وهذا ما فعلته أنا حتى استطعت ان أجعل هذه الخادمة رفيقة لي وتساعدني في جميع أموري، وتعودت وجودها بجانبي وعلمتها الطهي وكيفية القيام بأعمال المنزل، وكلما سافرت مدة شهر لترى أهلها أحس بالضياع، وأصبح غيابها يشكل مشكلة لي ولجميع أفراد الأسرة، وذات مرة سافرت من أجل ان تتزوج، فطلبت منها ان تأتي بزوجها ليعمل سائقا، والآن يعملان معا في منزلي وحالياً أتمت 14 عاماً في خدمتي ولا أستطيع الاستغناء عنها رغم وجود خادمة أخرى في المنزل.

وتضيف: كل عامين تذهب شهراً إلى بلدها وتعود بعدها إلى بيتها، حيث بنيت لها ولزوجها ملحقا في زاوية من البيت حتى تحس بالأمان وبأن لها مملكتها الخاصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"