التربة الصقيعية تذوب قبل 70 عاماً من موعدها

قنبلة موقوتة في القطب الشمالي
03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
كوكبنا يسخن وفي حالة إحماء مستمر وخطير. هذا ما تؤكده أحدث الدراسات، فاليوم، نحن أمام اكتشاف جديد يتعلق بذوبان الجليد الصقيعي في جزر القطب الشمالي بكندا بشكل أسرع من المتوقع ب 70 سنة ما يشير، حسب العلماء، إلى أن أزمة المناخ تستفحل بشكل خطير.
وما يسميه الباحثون بالجليد الصقيعي،أو التربة الصقيعية،عبارة عن طبقة من التربة أو الصخور أو الرواسب التي تتميز بالبقاء متجمدة لأكثر من عامين متتاليين، وهي تغطي اليوم حوالي ربع نصف الكرة الشمالي.
واكتشف باحثون في جامعة ألاسكا فيربانكس الأمريكية حديثاً أن التربة الصقيعية المغطاة بالجليد في جزر القطب الشمالي بكندا بدأت في الذوبان.
هذا الخبر مقلق لسببين.أولاً، لأن النماذج المناخية التي طورتها مجموعة الخبراء التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، لم تتنبأ بهذا الذوبان قبل عام 2090. ثانياً، قد يؤدي ذوبان الجليد الصقيعي إلى زيادة تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق إطلاق كمية كبيرة من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
جزر القطب الشمالي في كندا شهدت بين عامي 2003 و 2016 سلسلة متعاقبة من الصيف الحار بشكل غير عادي. ونتيجة لذلك، سجلت حالة ذوبان في الجليد بلغت في المتوسط ما بين 150 إلى
240 ٪ وهي نسبة فوق عادية مقارنة مع الفترة 1979-2000.
ويقول لويز فاركوهارسون، الباحث في جامعة ألاسكا: «صُعقنا عندما اكتشفنا أن الجليد الصقيعي يتفاعل بسرعة شديدة مع درجات حرارة الهواء المرتفعة».
ويبدو أن هذا نتيجة للامتصاص الحراري المنخفض للطبقات العضوية والغطاء النباتي في هذه المنطقة ووجود جليد أرضي بالقرب من السطح.
بفضل طائرة مروحية معدلة تمكن الباحثون من استكشاف هذه المواقع الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من مناطق يعاد استكشافها. ويقول فلاديمير رومانوفسكي، أستاذ الجيوفيزياء: المنطقة التي اكتشفناها في 2016 لم تكن معروفة بالنسبة لي، ولا علاقة لها بتلك التي درست قبل عشر سنوات فقط، خلال الزيارة الأخيرة. ويضيف: عندما تختفي الطبقات العليا من الجليد الصقيعي، فإن التربة تنخسف أو تهبط في بعض الأماكن حوالي 90 سم. وتبدأ النباتات في النمو.
ويضيف لويز فاركوهرسون : لا شيء يدل على أن هذه الظاهرة لا تؤثر في منطقة أكبر بكثير من تلك التي درسناها ما يعتبر حالة تبعث على القلق، لأن ذوبان الجليد الدائم في التربة يمكن أن يطلق كمية كبيرة من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما يولد حلقة مرتدة من شأنها أن تغذي ارتفاعاً أسرع في درجة الحرارة. ويشير فاركوهرسون إلى أن الجليد الدائم يمتلئ بالمواد العضوية والنباتية. وإذا بدأ بالذوبان، فهذا يشبه فتح باب ثلاجة عملاقة. بمعنى أن الميكروبات سوف تحلل هذه المواد وتحولها إلى ثاني أكسيد الكربون.
وهي مشكلة كبيرة عندما نعرف أن كمية ثاني أكسيد الكربون المحتجزة في الجليد الصقيعي تبلغ أربعة أضعاف ما أنتجه النشاط البشري منذ منتصف القرن التاسع عشر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"