كشف مسح إجمالي الأجور السنوي لعام 2020 الذي أجرته شركة «ميرسر» أن التأثير المباشر لـ«كوفيد-19» في التعويضات والمزايا سوف يكون أقل حدّة مما كان متوقعاً في بداية الجائحة. فلا يزال السوق يعاني التضخم الإيجابي في الرواتب، وقد سجّلت 25% من الشركات زيادة في الإنتاجية سببها عمل الموظفين من المنزل، وذلك على الرغم من تخفيض 10% من الشركات في دولة الإمارات للرواتب على أساس مؤقت، وتقليص 30% من الشركات للقوى العاملة لديها.
زيادة ملحوظة
وأظهرت أبحاث «ميرسر» حول مسح إجمالي الأجور الذي شمل 500 شركة في الإمارات، زيادة ملحوظة في الرواتب السنوية لعام 2020 بنسبة 3.8% في السوق العامة، وذلك على الرغم من إشارة 19.4% من المؤسسات إلى أنها قامت بتجميد الرواتب في عام 2020. وتجدر الإشارة إلى أن معظم القرارات المتعلقة بالميزانية والرواتب لعام 2020 قد اتخذت في وقت مبكر من العام، أي قبل التداعيات الاقتصادية الكاملة للإغلاق الذي فرضته الحكومة. ومن ناحية أخرى، أجّلت 17% من الشركات زيادات الرواتب لديها لعام 2020 بسبب جائحة «كوفيد-19»، لمدة 6 أشهر مبدئياً.
وفي حين يتوقع السوق العام زيادة في الرواتب لعام 2021 بنسبة 4%، فإن الأرقام في القطاعات تتفاوت إلى حدّ كبير. أما الزيادة الأكبر، فكانت لقطاع علوم الحياة (4.5%) والسلع الاستهلاكية (3.8%)، في حين لا يزال يشهد قطاع الطاقة الزيادة الأبطأ في الرواتب، مع توقعات بنسبة 1.9%،
إجراءات العمل المرن
أدّى «كوفيد-19» إلى تنفيذ إجراءات العمل المرن عن بُعد بسرعة فائقة، حيث وضعت 66% من الشركات سياسات جديدة للعمل عن بُعد، بينما كانت تضمّ 25% منها سياسات للعمل عن بعد حتى قبل جائحة كورونا. أدى ذلك بدوره إلى إبلاغ ربع أصحاب العمل عن زيادة الإنتاجيّة، إلى جانب توقّعهم باستمرار ترتيبات العمل المرنة حتى بعد انتهاء جائحة «كوفيد-19».
وتعليقاً على نتائج المسح، قال تيد رافول، مدير منتجات المهن في «ميرسر» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «من المشجّع جدًا أن تقوم العديد من الشركات في دولة الإمارات بزيادة الرواتب في عام 2020، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها. واستجابةً لتداعيات «كوفيد-19»على الأعمال، قامت 10% من الشركات بتخفيض الرواتب، إلا أن ما يقارب من جميع الشركات قام بهذا الإجراء على أساس مؤقت. وعلى الرغم من استمرار حالة عدم اليقين حتى عام 2021، إلا أن الشركات في دولة الإمارات تحرز تقدماً كبيراً على صعيد اعتماد الاستراتيجيات المحسّنة للأعمال. كما يتوقع غالبيتهم استمرار تطوّر ترتيبات العمل الجديدة لتتحوّل إلى سياسات دائمة».
خفض عدد الموظفين
وعلى الرغم من تخطيط 30% من المؤسسات لتخفيض متوسّط عدد الموظفين بنسبة 10% في عام 2020، إلا أن النطاق الذي اتخذته الشركات لهذا النوع من الإجراءات يتفاوت إلى حد كبير، بالاستناد إلى القطاعات التي تعمل فيها من جهة وعلى مرونتها من جهة أخرى، في مواجهة تداعيات «كوفيد-19». أما التخفيض الأكبر الذي لحق بعدد الموظفين، فكان في قطاع التجزئة. وفي عام 2020، كانت هناك زيادة في عدد الموظفين في قطاع الخدمات اللوجستية، وبشكل خاص في ما يتعلق بالتسليم المستعجل والميل الأخير، وذلك من أجل تلبية الطلب الضخم الذي تسبب به ازدهار التجارة الإلكترونية، الناجم بدوره عن الإجراءات التي اتخذتها البلاد للبقاء في المنزل.
نتائج مملوءة بالتفاؤل
بدورها، قالت كارولينا فورستر، المسؤولة عن منتجات القوى العاملة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «ميرسر»: «على الرغم من توقّعاتنا بأن تستمر حالة عدم الاستقرار التي يمر بها العالم حتى عام 2021، إلّا أن نتائج مسح إجمالي الأجور تَعِد بسنة مملوءة بالتفاؤل، لا سيما أن الشركات تبلّغ بشكل متزايد عن ميول توظيف إيجابية مقارنة بتلك المشار إليها في بداية جائحة«كوفيد-19». كما تواصل الشركات التكيّف مع الوضع الجديد، حيث يتوقع ما نسبته 55% من الشركات الحفاظ على ترتيبات العمل المرنة عند انتهاء فترة الجائحة. أظهرت العديد من الشركات التزامها تجاه الموظفين، وذلك عبر توفير الإعانات المالية للموظفين الذين عملوا عن بُعد، وشملت تلك الإعانات التعلّم عبر الإنترنت، وتغطية كلفة إنشاء المكتب والأثاث الضروري للعمل عن بُعد، وكذلك الهواتف الذكية وغيرها الكثير».
ويجرى مسح إجمالي الأجور السنوي لشركة «ميرسر» على المستوى الإقليمي في أكثر من 15 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أما في الإمارات العربية المتحدة، فأجري المسح على أكثر من 500 مؤسسة في جميع القطاعات، والتي تشمل التصنيع وتجارة التجزئة والجملة والتكنولوجيا الفائقة والمواد الكيميائية والسلع الاستهلاكية وعلوم الحياة والطاقة.
