عادي

«الغداء العاري» ضياع البراءة في منمنمات سردية

17:12 مساء
قراءة دقيقتين
الغداء العاري

الشارقة: عثمان حسن
رغم صدورها في عام 1954 أي قبل أكثر من نصف قرن، لا تزال رواية «الغداء العاري» للكاتب الأمريكي وليم بوروز من أكثر الروايات التي تثير جدلاً بين القراء، وذلك لجرأتها في تناول عالم المهمشين ومدمني المخدرات وغيرهم.. ورغم منعها من النشر في حينه من قبل الرقابة ومصلحة الجمارك الأمريكية، تعتبر الآن من أهم الأعمال الكلاسيكية في الأدب الأمريكي، وفاقت مبيعاتها في العالم المليون نسخة.
صدرت الرواية مترجمة من قبل ريم غنايم إلى العربية عن دار الجمل، وتدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية حيث كان بوروز مقيماً في أحد فنادقها، وبوروز صرح في عام 1957 بأن روايته تدور حول ضياع البراءة، لكنها لا تخلو من السعي إلى الخلاص من الخطيئة عن طريق فهم الحياة.
أحد القراء يبدي إعجابه بالرواية لأنها مثلت جيلاً جديداً من الكتاب الذين تعرفوا إلى العالم السفلي في الولايات المتحدة، وهو جيل البيت، ومن رموز هذا الجيل بوروز نفسه، وألين جينسبرج وكيرواك، الذين بدأوا يؤسسون لأدب جديد وجد ضالته عند جمهور كبير من القراء.
قارئ آخر اعتبر «الغداء العاري» كتاباً منظماً بسلسلة من المقالات والقصص القصيرة المتصلة بشكل فضفاض، وهو يشير إلى ملاحظة بوروز نفسه أن روايته تقرأ بأي ترتيب كان، وهي بحسب هذا القارئ مستخلصة من تجارب مؤلفها الشخصية، وكأن في ذلك تطهيراً للذات، وفرصة لرصد ما هو خفي عن أعين الرقابة الاجتماعية في نقد شبه صريح لمنظومة قيمية عاشها العالم وبالذات الغرب الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى يتوقف أحد القراء عند أسلوب بوروز في كتابة الرواية، ويصفها بمجموعة من المفردات التي تتناقض معانيها ما بين الجمال والقبح، والكآبة والفرح، والإبداع والغرابة والشجاعة، وكل هذه المفردات، شكلت بالنسبة له حلقة من حلقات الدهشة التي وصف بها هذه الرواية، مضيفاً «أن كاتبها بوروز أديب عبقري».
ومنحت إحدى القارئات هذه الرواية درجة ممتاز، وقالت: «أعتقد أن الغداء العاري كتاب رائع، وأن بوروز هو أحد العباقرة العظماء في قرننا»، و تتوقف عند لغة الرواية التي تمزج بين الصراحة واللبس والغموض، وهذا المزيج بالنسبة لها يكسب الرواية متعة مضافة، ونكهة من مزاج بوروز نفسه.
 «إذا كنت تحب بوروز، جرب جان جينيه، وخاصة روايته «سيدة الزهور».. بهذا الاستهلال تبدي قارئة إعجابها بـ«الغداء العاري» فكلاهما جينيه وبوروز عاشا تجربة حياتية استثنائية، انعكست في أدبهما، وكلاهما بالنسبة لهذه القارئة، صعدا إلى أعلى مستويات الخيال التجريبي في القرن العشرين.
قارئ يقول:ليس من السهل قراءة هذا الكتاب إذا كانت فكرتك عن القراءة هي أنه يحتوي على حبكة، وشخصيات إما جيدة أو سيئة، أو في مكان ما بينهما، وروايات وحوارات ترفع الروح المعنوية. ويضيف:الكتاب من أفضل الكتب التي قرأتها على الإطلاق، وهو يمثل تجربة مختلفة، فأنت لا تعرف إلى أين سيأخذك بوروز في كل مرة تقلب فيها الصفحة، ولا تعرف من سيظهر من الشخصيات، وماذا سيقولون أو يفعلون، يشبه الأمر أن الكتاب يصطحبك في رحلة وتعلم أنها ستكون رحلة لا تُنسى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"