على من تشرق الشمس؟

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

لم يتبق سوى أمتار قليلة للوصول إلى أهم حدث سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم بأسره، عندما يتوجه أنصار المرشحين الجمهوري، وهو الرئيس الحالي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، إلى صناديق الاقتراع لحسم الصراع وكسب السباق الانتخابي، الذي بدا وكأن المرشحين اقتربا من بعضهما البعض، بعد أن كان بايدن يبتعد بنسبة مريحة من التقدم في استطلاعات الرأي.

 في الأيام الماضية رمى كل مرشح بثقله في الملعب الانتخابي، ظهر فيها ترامب وكأنه يخوض أهم المعارك السياسية في تاريخه، فيما خصمه الديمقراطي يناضل من أجل تحقيق حلم الوصول إلى البيت الأبيض متكئاً على نجاح كبير حققه خلال الأشهر التي تلت حصوله على حق ترشيح حزبه في مواجهة ترامب، ولم يكن لوحده في المعركة، فقد نزل معه الرئيس السابق بارك أوباما مؤيداً ومساهماً في الحملات التعبوية أملاً في معركة فاصلة تقضي على ترامب.

 ترامب نجح في الأيام الأخيرة في تقليص الفارق مع منافسه الديمقراطي، خاصة في ولاية فلوريدا، التي تعتبر واحدة من أهم الولايات المرجحة لفوز أي مرشح، التي تعرف بولاية الشمس المشرقة؛ حيث يأمل ترامب أن تشرق شمس فلوريدا على حظوظه في العودة إلى «بيته» مجدداً لأربع سنوات قادمة، فيما يطمح بايدن في أن تساعده الولاية الذهبية في إزاحة خصمه من الموقع الذي يتربع عليه منذ أربع سنوات.

 في استطلاعين للرأي، أجرتهما «رويترز/ إبسوس» يشير الأول إلى أن السباق بين المتنافسين، أصبح متقارباً بشدة، بعد أن كان بايدن يحتفظ بتفوق طفيف في الولاية قبل 10 أيام على سبيل المثال، فيما أظهر الثاني أن المرشحين يسيران كتفاً بكتف في ولاية أريزونا، وقد ارتكز الاستطلاعان على آراء الناخبين المحتملين في ست ولايات، هي: ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان ونورث كارولاينا وفلوريدا وأريزونا؛ حيث تلعب هذه الولايات دوراً حاسماً في تحديد على من ستشرق الشمس في الثالث من الشهر المقبل.

 وبعيداً عن صدق استطلاعات الرأي من عدمه، فإن من الواضح أن الانتخابات الحالية لن تكون سهلة على المعسكرين الديمقراطي والجمهوري؛ إذ أنها تجري في ظل أوضاع صعبة ومعقدة تتداخل فيها عوامل اقتصادية وسياسية وصحية عدة، من أبرزها المعركة ضد فيروس “كورونا” وضعف الاقتصاد وأعمال العنف التي سادت بعض الولايات المتحدة، لكن الأهم من ذلك كله صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الخارج، التي تأثرت بسبب أداء الرئيس ترامب ودخوله في صراعات سياسية مع عدد من دول العالم، بما فيها حلفاء الولايات المتحدة، خاصة أوروبا، التي صارت تتمنى ألاّ تشرق الشمس على ترامب الثلاثاء المقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"