عادي

الالتهاب الرئوي.. يستهدف الحويصلات الهوائية

21:53 مساء
قراءة 5 دقائق
صحة وطب

يصنف مرض الالتهاب الرئوي ضمن قائمة المشكلات الحادة التي تؤثر في الرئتين، وتستمر أعراضها عادة من أسبوعين إلى ثلاثة، وربما تزول تلقائياً بتناول العلاج والراحة، أما عندما تكون الحالة شديدة فتحتاج إلى التدخل الطبي الطارئ، كالتي تصيب الأطفال الصغار أو كبار السن، المدخنون، الذين يعانون سوء التغذية، وضعف الجهاز المناعي، وتلعب الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا، الفطريات، والعدوى الفيروسية، دوراً مهماً في الإصابة بذات الرئة بما في ذلك فيروس «كوفيد- 19» المستجد، وفي السطور القادمة يخبرنا الخبراء والمتخصصون عن هذا المرض تفصيلاً ووسائل التشخيص وطرق الوقاية والعلاج.

يقول الدكتور عماد الدين إبراهيم استشاري الأمراض الصدرية: إن الإصابة بمرض ذات الرئة ينتج عن وجود بكتيريا أو فطريات أو عدوى فيروسية تؤدي إلى التهاب الحويصلات الهوائية، في إحدى الرئتين أو كلتيهما؛ حيث تمتلأ بمواد قيحية كالسوائل أوالصديد، وينجم عنها السعال المصحوب بالبلغم، الحمى، القشعريرة، صعوبة في التنفس، وتتراوح خطورة الالتهاب الرئوي من خفيفة إلى حادة وشديدة وتهدد الحياة، وخاصة عندما يصيب الرضع والأطفال الصغار أقل من عامين، والأشخاص الأكبر من 65 سنة، الذين يعانون مشاكل صحية أو لديهم ضعف في الجهاز المناعي.

أسباب وعوامل

يذكر د. عماد الدين، أن العديد من أنواع الجراثيم تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالالتهاب الرئوي، وعلى الرغم من أن البكتيريا والفيروسات في الهواء الذي نتنفسه يمكن أن تحمى الجسم من إصابة الرئتين، إلا أن هذه الجراثيم يمكنها التغلب على الجهاز المناعي في بعض الأحيان، حتى وإن كانت صحة المريض جيدة بشكل عام، وتكثر حالات الإصابة في بداية الخريف وتمتد لفصل الشتاء، نظراً لتقلبات الطقس التي تساعد على نقص مناعة الجهاز التنفسي، ويتم تصنيف ذات الرئة وفقاً لأنواع الجراثيم التي تسببه، ومكان الإصابة بالعدوى، ويعتبر فيروس «كوفيد- 19» أحد الالتهابات الفيروسية الحديثة شديدة الخطورة.

أعراض المرض

يلفت د. عماد الدين، إلى أن ردة فعل الجسم نتيجة الإصابة بالالتهاب الرئوي تختلف بناء على نوع الجرثومة المسببة للمرض، وعمر المصاب، وحالته الصحية، وتشمل الأعراض التي ترافق هذه المشكلة الحمى، التعرق الشديد والرعشة، السعال المصحوب بالبلغم الأصفر، أو الأخضر، أو المختلط بالدم، ضيق في التنفس، ألم في الصدر، التعب العام، فقدان الشهية، الغثيان والتقيؤ خاصة عند الصغار، وخلل في الإدراك العقلي عند كبار السن.

إصابة الأطفال

يوضح د. عماد الدين، أن الإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي الأكثر انتشاراً تظهر لدى حديثي الولادة والرُضع في صورة ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، أما الأطفال الأكبر سناً فيرافقها القيء نظراً لعدم قدرتهم على طرد الإفرازات المخاطية عن طريق السعال وبلعها، لذا يمكن أن يتم الخلط بين أعراض الالتهاب الرئوي، وعدوى الجهاز الهضمي عند الصغار في عمر دخول الروضة والمدارس، وفي بعض الحالات يظهر المرض على شكل آلام في البطن، عند حدوث الالتهاب في المناطق السفلية من الرئة، إضافة إلى تسارع في معدل التنفس وزيادة النبض.

نصائح وقائية

يوصي د. عماد الدين ببعض النصائح الوقائية التي يجب الالتزام بها، حتى يستطيع الطفل أن يتعافى من الإصابة بالالتهاب الرئوي ويتحسن سريعاً، وتشمل هذه الإرشادات الطبية الآتي:

- أخذ قسطاً كافياً من النوم، وتناول كميات وفيرة من السوائل.

- تعرض الطفل للهواء الطلق بدون أن تتخلله تيارات هوائية شديدة؛ حيث يسهم ذلك في تسهيل عملية التنفس.

- أكدت الرابطة الألمانية للأطفال، أهمية أن يتلقى الصغار والمراهقين لقاحاً ضد الإصابة بالمكورات الرئوية، وخاصة المعرضون لمخاطر صحية أو المصابون بأمراض مزمنة.

فئة مستهدفة

يشير الدكتور كيران كومار، مختص الطب الباطني إلى أن جميع الأشخاص في كافة المراحل العمرية معرضون للإصابة بالالتهاب الرئوي، لكن توجد بعض المسببات التي تجعل بعض الحالات لديها استعداد لتطور المرض أكثر من غيرها، ويرتبط وجود عوامل الخطر بنتائج سيئة لمثل هذه العدوى، وتشمل هذه الفئات حديثي الولادة والرضع والأطفال، كبار السن، المدخنون، الإفراط في تناول الكحول، والأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة، المصابون بالأمراض المزمنة مثل: داء السكري غير المنضبط، مشكلات الكلى المزمنة، قصور القلب، آفات الجهاز التنفسي كالربو، انسداد مجرى الهواء المزمن، ومن يحتاجون إلى الرعاية طويلة الأجل.

اختبارات التشخيص

يبين د. كيران أن تشخيص الإصابة بالالتهاب الرئوي يعتمد على الكشف السريري، وبناء على الأعراض والفحص البدني، وللتأكد من وجود المرض ومعرفة السبب، يتطلب عمل مجموعة من الفحوص المخبرية والإشعاعية المناسبة، ويتضمن تصوير الصدر بالأشعة السينية، اختبارات الدم للتأكد من العوامل المسببة للالتهابات، وعدد الخلايا البيضاء.

ويضيف: في بعض أنواع العدوى غير النمطية وكذلك في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي المبكر، يمكن أن يتم تصوير الصدر بالأشعة السينية، ويلزم إجراء فحص بالأشعة المقطعية للصدر لإجراء التشخيص، وفي حال التأكد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات المعملية للكشف عن مسببات العدوى، ويشمل الزرع (البلغم والدم)، مسحة الأنف لأمراض الإنفلونزا وبعض التحاليل الخاصة بفيروس «كوفيد- 19» المستجد، وتحدد الاختبارات بحسب الحالة السريرية.

مضاعفات شديدة

يشير الدكتور مصطفى البرعي، مختص العناية المركزة، إلى أن الالتهاب الرئوي يعد واحداً من الأمراض الخطِرة التي تصيب الجهــــــاز التنفســــــي للإنسان، وهـــــــناك نوعان من الجراثيم الدقيقة التي تنجم عنها الإصابة، وهمـــــا الفيروســـــــــــات والبكــــــتيريا؛ حـــــيث أن كلاهما يسبب تهتكاً في أنسجة الرئة وصديداً داخل الحويصلات الهوائية، ما ينتج عنه نقص حاد في الأكسجين، وفشل حاد بالجهاز التنفسي.

تدابير علاجية

يؤكد د. مصطفى، أن علاج الالتهاب الرئوي الناتج عن البكتريا يمكن أن يتم من خلال وصف المضادات الحيوية للمريض، وتكون فاعليته في القضاء على المرض عالية، أما الإصابة الناتجة عن العدوى الفيروسية فيعتمد علاجها على كفاءة الجهاز المناعي للمريض، وتحتاج بعض الحالات إلى جهاز التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة لتوفير الأكسجين، لحين الشفاء التام.

حيث يستغرق التعافي من الالتهاب الرئوي لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين في المراحل الشديدة، وتكمن وسائل الوقاية من هذا المرض في اتباع القواعد الصحية الصحيحة، مثل:

- عدم التواجد في الأماكن المزدحمة رديئة التهوية.

- تجنب تقارب المسافات عند الأحاديث المباشرة.

- لبس الأقنعة الواقية باستمرار وخاصة خارج المنزل.

- تجنب زيارة المرضى المصابين بالتهابات رئوية شديدة.

- تناول الأكل الصحي المتزن لبناء المناعة الجيدة ضد كل هذه الأوبئة.

نقص الأكسجين

يعد نقص الأكسجين في الدم من أهم الأعراض الشائعة عند الإصابة بالالتهاب الرئوي؛ حيث يرافقه ظهور بعض العلامات المرضية على المصاب، كازرقاق الشفتين، الكحة والسعال الجاف والمؤلم، فرط التعرق، تسارع التنفس، عدم انتظام ضربات القلب، ارتفاع الضغط، وصعوبة التركيز، وتجدر الإشارة إلى أن نقص الأكسجين في الدم يعد من الحالات الطارئة التي تحتاج إلى التدخل الطبي العاجل، ونقل المريض إلى المستشفى وربما تتطلب وحدة العناية المركزة، للكشف عن وجود أمراض أخرى من عدمه، ويعتمد العلاج على إدخال الأكسجين للجسم عبر أنبوب خاص يوضع في الأنف، أو قناع تنفس، وتستمر هذه العملية حتى يتحسن وضع المريض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"