دراسات جامعة الشارقة العليا.. تخصصات نادرة وبحث رصين

الشارقة: «الخليج»

ضمن سعيها لإعداد طلبة الدراسات العليا حسب أعلى معايير التميز التي تتوافق مع متطلبات العصر وسوق العمل، وتأهيلهم بالمهارات العلمية والمعرفية التي تمكنهم من استخدام المعرفة والخبرات اللازمة والاستعانة بالتطور التكنولوجي لاتخاذ القرارات اللازمة للتعامل مع المشكلات المجتمعية، محلياً وعالمياً، وفرت  إدارة جامعة الشارقة، عدداً من البرامج الدراسية تحت عنوان «تخصصات نادرة.. بحث علمي رصين».

البحث العلمي

أكد الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، أن الجامعة وضعت قطاع البحث العلمي والدراسات العليا ضمن أهم أولويات خطتها الاستراتيجية الحالية 2024/2019. ويأتي ذلك ترجمة عملية لرؤية وتوجيهات مؤسس الجامعة ورئيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن تكون جامعة الشارقة مؤسسة علمية بحثية وطنية غير هادفة للربح، وبما يمثل التزاماً من جامعة الشارقة بالمساهمة الفعالة والإيجابية في خدمة وتنمية وتطوير المجتمع المحلي والوطني، وإدراكاً لما يمكن أن يقوم به البحث العلمي في النمو والارتقاء بالمجتمعات في كافة القطاعات المختلفة.

وأضاف مدير الجامعة: كلية الدراسات العليا بجامعة الشارقة تُعد من الكليات الرائدة على مستوى الجامعات العاملة على أرض الدولة بصفة عامة، وهي ووفقاً لما تقوم به من دور حيوي في الإشراف والتنسيق وإدارة منظومة الدراسات العليا، بالتعاون المتناسق والمتناغم مع كافة كليات الجامعة وأقسامها العلمية، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى وهو خدمة الجامعة وقطاع البحث العلمي ورفد المجتمع المحلي والإقليمي بمجموعة متميزة ورائدة من العلماء والباحثين في مختلف التخصصات العلمية والأكاديمية، ووضع الحلول للمشكلات والقضايا المجتمعية من خلال البحث العلمي الرصين بالجامعة، كما تهدف الجامعة إلى التوسع في طرح برامج الدراسات العليا بالاشتراك مع بعض الجامعات العالمية أو ما يسمى بال Dual programs وزيادة عدد منح مساعدي التدريس ومساعدي البحث العلمي وذلك لاستقطاب المزيد من الطلبة المتفوقين محلياً ودولياً للالتحاق ببرامج الدراسات العليا بالجامعة، كما تُعِد الجامعة حالياً برنامجاً لتعيين خريجيها من حملة الماجستير والدكتوراه في التخصصات المختلفة ليكونوا كوادر أساتذة المستقبل بالجامعة.

طفرة نوعية

من جانبه، أوضح الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا أن جامعة الشارقة هدفت خلال المرحلة الحالية إلى إحداث طفرة نوعية في عدد وطبيعة التخصصات والبرامج الأكاديمية والمعتمدة محلياً ودولياً، والتي تطرحها في مرحلة الدراسات العليا (الدكتوراه والماجستير والدبلوم)، حيث بلغ عددها هذا العام 54 برنامجاً، منها 15 برنامج دكتوراه، و37 برنامجاً في مرحلة الماجستير وبرنامجان في مرحلة الدبلوم.

وأضاف أن برامج الماجستير التي تطرحها الجامعة تتمثل في الماجستير التنفيذي بإدارة الأعمال، ماجستير إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال، ماجستير الآداب في التاريخ والحضارة الإسلامية، ماجستير الآداب في اللغة العربية وآدابها، ماجستير الآداب في علم الاجتماع التطبيقي، ماجستير الآداب في الترجمة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ماجستير الآداب في الاتصال من كلية الاتصال، ماجستير العلوم في هندسة الحاسوب، ماجستير العلوم في علم الحاسوب، من كلية الحوسبة والمعلوماتية، ماجستير في التفسير والحديث، وماجستير في الفقه وأصوله من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، كما تطرح الجامعة أيضاً الماجستير في العلوم الصيدلانية، ودكتور الصيدلة (PharmD) من كلية الصيدلة، وماجستير العلوم في الطب الجزيئي وتطبيقاته الإكلينيكية، وماجستير العلوم في القيادة بالتعليم الطبي ويُطرح بالمشاركة مع جامعة إيست أنجليا (University of East Anglia) بالمملكة المتحدة، وماجستير العلوم في إدارة مرض السكري من كلية الطب، ماجستير العلوم في العلاج الطبيعي، ماجستير العلوم في علوم المختبرات الطبية، ماجستير العلوم في تمريض العناية الفائقة للبالغين، وماجستير العلوم في الصحة البيئية من كلية العلوم الصحية. كذلك تمنح كلية طب الأسنان ماجستير جراحة الأسنان في تعويضات الأسنان، وماجستير جراحة الأسنان في المداواة اللبية، وماجستير جراحة الأسنان في جراحة الفم، وماجستير جراحة الأسنان في علم النسج حول السنية.

وتطرح كلية العلوم بالجامعة أيضاً برامج ماجستير العلوم في التقنيات الحيوية، ماجستير العلوم في الكيمياء، ماجستير العلوم في علوم الفضاء والفلك، وماجستير العلوم في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وماجستير العلوم في الفيزياء. ومن كلية القانون نجد الماجستير في القانون العام، والماجستير في القانون الخاص، والماجستير في القانون الجوي والفضائي. وتطرح كلية الهندسة ماجستير العلوم في الإدارة الهندسية، وماجستير العلوم في الهندسة المدنية، وماجستير العلوم في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، والماجستير في إدارة حفظ التراث الثقافي، وماجستير العلوم في العلوم والهندسة البيئية.

طرق حديثة

من جانبه، أكد الدكتور رأفت العوضي عميد كلية الدراسات العليا، أن جامعة الشارقة وفرت جميع الأدوات اللازمة لتقديم برامج دراسات عليا ذات جودة عالية من مراكز أبحاث مجهزة بأحدث الأجهزة العالمية، ويشرف عليها أساتذة حاصلون على شهادات عليا ولديهم خبرات عملية طويلة في أفضل الجامعات العالمية، كما تضم الجامعة مجموعة من المكتبات التي تحتوي على أحدث الكتب والمراجع في جميع التخصصات، علاوة على اشتراكهم في أحدث وأكبر قواعد البيانات العالمية مما يوفر البيئة المناسبة لطلبة الدراسات العليا للإبداع والابتكار والبحث.

كما تطرح الجامعة مجموعة متنوعة من برامج الدراسات العليا التي تمزج العلوم التكنولوجية والطبية والهندسية والعلمية مع العلوم الإنسانية والاجتماعية بهدف المساهمة في التطور الحضاري العالمي مع الحفاظ في الوقت نفسه على بناء الإنسان وترسيخ أسس الأخلاق والقيم والانتماء والحفاظ على الهوية. مع التركيز على البرامج التي تهتم بحل مشكلات المجتمع الإماراتي مثل برامج تحلية المياه والطاقة وتصميم وإنتاج الأدوية والجريمة والعدالة الجنائية وكذلك إنشاء ما يسمى برامج الدراسات العليا ذات الطبيعة البينية (Graduate Interdisciplinary programs).

نماذج متميزة من الخريجين

بلغ عدد الخريجين الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الشارقة وعلى مدى عشرين عاماً أكثر من 2660 باحثاً ومتخصصاً من داخل الدولة وخارجها، ويشهد هذا العدد تطوراً ملحوظاً عاماً بعد عام، خاصة بين مواطني دولة الإمارات الذين يبلغ عددهم في هذا العام 1912 باحثاً من منتسبي برامج الدراسات العليا بالجامعة. وقد تخرج في كلية الدراسات العليا بالجامعة كوكبة من الشخصيات المتميزة التي تشغل حالياً مناصب راقية على مستوى الدولة.

قرار مصيري

من جانبها، أكدت الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا، الحاصلة على درجة الدكتوراه تخصص علم الاجتماع التطبيقي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، أن قرار مواصلة الدراسات العليا هو قرار مصيري يتخذه كل طالب علم، لاسيما بعد محطة عملية في حياته، ولعل انتسابي لجامعة الشارقة على وجه الخصوص كان تشجيعاً من سمو الحاكم في توفير فرص تعليمية لأبنائه، وأيضاً لما تتميز به الجامعة العريقة من مقومات وفرت كل هذه التخصصات للدراسات العليا في زمن وجيز، مما ساعدني في أن أجد التخصص الذي يناسب عملي الحكومي بالإضافة إلى نظام الدراسة الملائم للموظفين.

الخبير القانوني

ويؤكد الدكتور بسام حمدي النعيمي أحد خريجي الجامعة والحاصل على الدكتوراه في القانون، دور الدراسات العليا بجامعة الشارقة وتأثيرها في الحياة المهنية والوظيفية، بقوله «تشرفت باستكمال درجة الدكتوراه في القانون بكلية الدراسات العليا في جامعة الشارقة الحبيبة، حيث لعبت دوراً رئيساً في زيادة آفاقي المعرفية».

الإعلامية صفية الشحي

من جانبها، قالت الإعلامية الإماراتية صفية الشحي والحاصلة على الماجستير من كلية الاتصال بجامعة الشارقة «إن تجربتي الأكاديمية في مرحلة الماجستير، كانت تجربة مختلفة سمحت لي باختبار وجهة نظر مغايرة في ميدان العمل الإعلامي، إن هذا النوع من التجارب التأهيلية والمهنية تسمح لنا بإعادة تنظيم مفاهيمنا العملية من خلال هذه العلاقة بين النظرية والتطبيق وفهم الجمهور ومتغيرات السوق الإعلامية، كما أن رسالتي للماجستير أثرت فيَّ بوضوح ككاتبة وإعلامية، فقد قمت بإصدار كتاب متخصص، وانتقلت من كوني مقدمة برامج إلى الاندماج في صناعة المحتوى وإدارته».