عادي

أحمد العامري: نسعى إلى تمكين القراءة

22:56 مساء
قراءة 6 دقائق
العامري

حاوره: يوسف أبو لوز

أجريت هذا الحوار مع أحمد بن ركّاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب في مكتبه، بعد أن فرغ من مؤتمر صحفي عقدته الهيئة قبل انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب، بنحو أسبوعين، ورأيت أن أشير في مقدمة هذا الحوار إلى هذه النقطة بالذات، فقد كان حجم وسائل الإعلام العربية والعالمية في المؤتمر فوق العادة، وكان العامري كعادته في كل دورة معرض كتاب، حيوياً ولبقاً بلغتيه العربية والإنجليزية، وهو يشرح بالمعلومات والإحصائيات والأرقام للصحفيين الذين جاءوا إلى مبنى الهيئة، لكي تنقل حيثيات هذه الدورة من معرض الكتاب إلى العالم أجمع. التفاؤل، والحيوية، وسرعة الإجابة بشفافية هي طبيعة العامري الذي يقود فريق عمل مهنياً، حوّل معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى مؤسسة ثقافة ونشر وصناعة كتاب، لا بل سيكون المعرض حاضراً بقوّة ضيف شرف ومشاركاً وشريكاً في تظاهرات ثقافية عالمية، ومن شأن كل ذلك الترويج للثقافة الإماراتية والثقافة العربية انطلاقاً من الشارقة.

هذه الدورة من المعرض بالغة الخصوصية، وبالغة الأهمية في الوقت نفسه، ففي الوقت الذي كان يتوقع البعض أن تؤجل هذه الدورة ولا تنعقد في هذا المناخ الوبائي العالمي، كان العكس هو الذي نعاينه اليوم على أرض الواقع.

المعرض يقام في موعده السنوي التقليدي، ومساحاته وناشروه وعناوينه وفعالياته، كما جاء في هذا الحوار، لم يطرأ عليها ما يمكن أن يعرقل حركة المعرض وصورته وشخصيته العربية والدولية.

أهمية لافتة

أرجع أحمد بن ركّاض العامري أهمية الدورة الجديدة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى المفاهيم الجديدة التي يصيغها للقراءة وثقافتها ومفاهيمها الحضارية المدنية، ويرى أن الدورة الحالية تعدّ حدثاً استثنائياً في وقت استثنائي فرض على الهيئة إعادة النظر ومراجعة سلسلة من الأفكار كي تتواكب مع الظرف الطارئ.

وكشف العامري أن هيئة الشارقة للكتاب أطلقت شركة خاصة لبيع وشراء الحقوق الأدبية والفكرية، وتعدّ وكيلاً أدبياً للكُتّاب الإماراتيين والعرب لبيع حقوقهم على مستوى دور النشر والمعارض الدولية.

وركّز العامري على ضرورة الالتفات إلى الدورة الحالية بوصفها أول حدث ثقافي يقام على أرض الواقع في الوطن العربي بعد جائحة «كورونا»، وقال في هذا الصدد إن المعرض واحد من أهم ثلاثة معارض في العالم، ولأننا نعيش في ظروف خاصة، فإن مشاركة 73 دولة عالمية جاءت إلى إمارة المحبة، دليل نجاح على مسيرة مشروع الشارقة الثقافي وعناوينه المحلية والعربية والعالمية.

وحول منحة المعرض للترجمة، أوضح رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن المنحة مكّنت النشر العربي من تحقيق قفزة في الكتب المترجمة، وبالتالي في نسبة المبيعات، وأشار إلى أن الناشرين كانت تباع لديهم في السابق من خمسة إلى عشرة كتب سنوياً فقط، بينما الآن يستطيع الناشر أن يبيع أكثر من 500 كتاب مترجم في العام الواحد.

حوار الشعوب

أكد العامري في لقائه مع «الخليج» حديثه أن لا شيء يعلو على صوت الثقافة والكلمة المقروءة، وقال في هذا الصدد إن الكتاب يمثّل حوار الشعوب، وحوار العوالم المختلفة، وقد نزلت الأديان السماوية في ثلاثة كتب «إنه حوار العقول النيّرة الباحثة عن العلم والمعرفة، وهو سرّ الحياة، ولذلك تعتبر التحديات التي تواجهنا في حقل الثقافة من أكبر التحديات، لكن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يبذل الغالي والنفيس في سبيل تذليل أية صعوبات كي يصل صوت الثقافة إلى العالم أجمع».

وأشار إلى أن القراءة مطلب أساسي في حياة الإنسان، والمعرض، في هذه السنة والظروف الخاصة بسبب الفيروس، يدعو الجميع إلى القراءة، والاستفادة من هذا الحدث الاستثنائي في وقت استثنائي أيضاً.

وحول دلالات شعار الدورة التاسعة والثلاثين «العالم يقرأ من الشارقة»، قال العامري: إن العالم يعيش وسط ظروف خاصة تفرض علينا الانتباه أكثر إلى الكتاب والكلمة، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب يأخذ على عاتقه كامل المسؤولية في صياغة مفهوم القراءة مرة جديدة بعد الوباء الذي ما زال أثره إلى يومنا هذا، وأضاف أن الهيئة أطلقت منصة إلكترونية لتمكين القارئ العربي والأجنبي من زيارة المعرض كأنه موجود فعلياً على أرض الواقع، بحيث يتجول بين دور النشر وحضور كافة الفعاليات.

ولفت العامري إلى أن الهيئة أطلقت للمرة الأولى في المنطقة شركة خاصة لبيع وشراء الحقوق الأدبية والفكرية، وتعدّ وكيلاً أدبياً للكتاب الإماراتيين والعرب لبيع حقوقهم على مستوى دور النشر والمعارض الدولية، ولدى الشركة منصة مقدمة من هيئة الشارقة للكتاب، ورأى أن «الوكيل الأدبي» سيعود بالمنافع الكثيرة للأدباء من خلال تعزيز ودعم الأدباء من جهة، والتعريف بهؤلاء المبدعين عالمياً من جهة أخرى في مسعى إلى بناء جسور التعارف بين حضارات العالم.

وسلط العامري الضوء في حديثه على منحة الترجمة التي تقدمها هيئة الشارقة للكتاب، وأشار إلى أن الهيئة قامت بترجمة كتب لمبدعين إماراتيين وعرب إلى لغات عدة، منها الهندية، والروسية، والبرتغالية، والفرنسية، والإسبانية، ويشكّل هذا المشروع المهم رافداً للكتاب العربي ليجري تداوله في مختلف بلدان العالم، وأوضح أن مشروع الترجمة لم تقم به أية جهة ثقافية ثانية في الوطن العربي.

وذهب العامري إلى عمل الهيئة في الشهور الأخيرة، وبيّن أن هيئة الشارقة للكتاب لم تتوقف عن العمل طوال الفترة الماضية حتى في ذروة الوباء، وأوضح أن الهيئة وفّرت 6 ملايين كتاب ل10 آلاف شخص مثلوا أكثر من 50 دولة حول العالم، وسجلوا في مكتبات الشارقة لاستعارة الكتب، كما أن الهيئة استحدثت طرقاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم محاضرات وبرامج سواء للناشرين العرب والأجانب، أو المثقفين والأدباء في جميع دول العالم.

ورأى العامري أن الشارقة أصبحت المترجم الفعلي للناشر العربي والمثقف العربي للعالم، «لذلك نقول دائماً إن الشارقة تمثل بوابة عبور للثقافات المختلفة».

وحول الشخصية المكرّمة، وضيف شرف الدورة قال العامري: إن المعرض كان لديه ضيف شرف لهذه الدورة، ولكن الهيئة أرجأت كل هذه الأمور إلى الدورة المقبلة بسبب جائحة كورونا، وأشار إلى أن عدد مشاركات الناشرين في معرض السنة الحالية، لا يختلف كثيراً عن مشاركات العام الماضي، ولفت أن «المشاركات لهذه الدورة كانت فوق المتوقع».

تعاون مع التربية

وتطرق العامري في حديثه إلى مجلة «الناشر الأسبوعي» التي تصدر عن الهيئة، وقال إن النسخة الأجنبية للمجلة تعود إلى العام 1872 وانطلقت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مجلة تصدر بشكل الكتروني أسبوعياً، بينما تصدر طبعتها الورقية كل شهر، وتوفر مناخاً ثقافياً متميزاً لشعراء وأدباء عالميين، وفي نسختها العربية تمكنت من استقطاب كتاب عرب وأجانب، «ونسعى إلى توسيع نطاق توزيعها عربياً وعالمياً».

وأوضح العامري سبب إلغاء الزيارات المدرسية إلى المعرض، بقوله: «إن الهيئة حاولت أن تجد بدائل لهذا الإلغاء الطارئ بسبب الجائحة»، وأضاف «ارتأينا أن نفتح باب التعاون مع وزارة التربية والتعليم عن طريق منصتها الإلكترونية».

إنجازات

تمضي هيئة الشارقة للكتاب برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مرتكزة على دور الكتاب والفعل الثقافي في فتح قنوات التواصل والحوار بين مختلف ثقافات العالم، إذ قادت منذ تأسيسها في العام 2014 جهوداً نوعية في نقل رسالة الإمارة إلى العالم. 

• 2015 الإعلان عن تأسيس مشروع مدينة الشارقة للنشر، أول منطقة حرة للنشر في العالم

• 2016    

 إطلاق جائزة «ترجمان»، أكبر جائزة مخصصة للترجمة 

 الفوز بجائزة «العويس للإبداع» عن فئة شخصية العام الثقافية

 إطلاق مبادرة «نادي القراء»

• 2017 إطلاق مشروع «المكتبة العامة الرقمية»

 افتتاح مدينة الشارقة للنشر 

• 2018 الإشراف على برنامج الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض ساو باولو الدولي للكتاب 2018 

 الإشراف على برنامج الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف مميز معرض باريس الدولي للكتاب. 

 نيل جائزة الشارقة للاتصال الحكومي عن فئة أفضل ممارسة اتصال حكومي

 فوز هيئة الشارقة للكتاب، بجائزة «الإدارة المالية المتميزة»

 إصدار مجلة «الناشر الأسبوعي» ورقياً ورقمياً

• 2019 الإشراف على برنامج الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي الدولي للكتاب.

 الإشراف على برنامج الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض موسكو الدولي للكتاب.

 الإشراف على مشاركة إمارة الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي الدولي للكتاب.

 الإشراف على برنامج الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض ليبر الدولي للكتاب – مدريد. 

 استضافة الدورة ال4 من المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (إفلا) في المنطقة العربية

 تنظيم معرض الكتاب الإماراتي لأول مرة

 توقيع اتفاقية مع بيغ باد وولف - بهدف افتتاح الفرع الإقليمي من «بيغ باد وولف - الشارقة» في «المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر

• 2020 توقيع اتفاقية تعاون لتطوير وإثراء قطاع المكتبات مع «جمعية المكتبات والمعلومات البريطانية»

 إطلاق مبادرة «نادي القراء»

 إطلاق مبادرة «نادي الناشرين»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"